ومن ذلك أنهم يكتبون بسم الله أينما وقع بحذف الألف، والألف إنما حُذفت منه، إذا كتب في أول فواتح السور لكثرة استعماله في كل مايبدأ به، وتقدير الكلام: أبدأ باسم الله، فإذا بَرَز وجب إثباتها،كقوله تعالى: (اقْرأْ بِاسْمِ ربِّك الذي خلَق).
ومن ذلك أنهم يكتبون كُلّما موصولة في كل موطن. والصواب أن تُكتَب موصولة إذا كانت بمعنى كلّ وقت كقوله عزّ وجلّ: (كلّما أوْقَدوا ناراً للحَرْبِ أطْفأَها الله)، وإن وقعتْ ما المقترِنة بها موقع الذي كتبت مفصولة نحو: كُلّ ماعِندَك حسَنٌ، وكذلك حكم إنّ وأين وأيّ.
يقولون: ابتعتُ عَبْداً وجاريةً أخْرَى، فيوهمون فيه لأن العرب لم تصف بلفظتي آخر وأخرى وجمعها إلا بما يجانس المذكور قبله
كما قال سبحانه وتعالى: (أفرأيْتُمُ اللاّتَ والعُزّى. ومَناةَ الثّالثةَ الأخرَى)،
وكما قال تعالى: (ومَنْ كانَ مَريضاً أو على سفَرٍ فعِدّةٌ منْ أيّامٍ أُخَر...)،
فوصف مناة بالأخْرى لمّا جانَسَتِ العُزّى واللاتَ، ووصف الأيام بالأُخَر لكونها من جنس الشهر. والأَمَةُ ليست من جنس العَبْد لأنها مؤنثة وهو مذكر، كما لا يقال: جاءت هند ورجل آخر.