أنت لا تشبه والدي في شيء ،
-----------------------
كان أبي يحقق انتصاراته بكل نزاهة وكبرياء،
لم يخسر نفسه يوما في ساحات الحياة،
ولم يغيّر يوما من طبعه،
ولم يتملق من أجل الوصول لمبتغاه،
وافته المنية وهو رجل وقور،
سامق في قلبي،
شامخ في عيون الغرباء،
،
أي اعتذار قد يشفع لي في قلبك يأ أبي
رحمك الله،
وغفر لك وجعل مثواك الجنة آمين،
وغفر الله لي خطيئتي وما ظننته يوما
-----------------------------
أنت لا تشبه والدي في شيء،
ولن تشبهه
هل شربت نخب الفوز فرحا ..!!
انتصارك لم يحقق سوى ابتسامة ساخرة،
وتلويحة وداع لكل من سيتساقط كأوراق الخريف من حياتي
فلملم ما تساقط منك أنت ،
ودع الوقت يخبرك
من منا المهزوم ..!!!
وإلى أن تهب نسائم النور في غسق الليل،
وينبلج صبحك المبين،
ويبلغ قلبك سن الرشد،
سأعتكف خلف سور الحنين صبرا
أترجم قصائدك صلاة تقيم مناسكها في محراب ذاكرتي،
وتسابيحك رسالة برائحة نبي تطفئ جمر انتظاري،
وصمتك تحرش الزعفران بوجعي النازف من دمعتي ،
فلا تسألني ،
أيها الحزنُ الذي يلمع في كبرياء عيني
إن كان هذا فراق بيننا .!!
لا تسألني ،
عن قرنفلي المذبوح،
عن شوك نهش أوصال الدروب بيننا
عن نجوى لا توقظ التحنان فينا
وباب للغرام تاهت عن طرقه أيادينا
ليتك تعلم كم زهرة تفتحت على سفح حزني،
مذ تسرب إلى روحي صوتك المرتجف ...!!
كم كان ينمو حسك في انصاتي سريعاً كدالية جنة ،
أغصانها لهفة
وثمارها حنين،
وكيف كانت جذورها الممتدة في غور حواسي
تجردني من الضجيج حولي،
تخطفني من الدنيا،
لأتنسم هواك الفياض،
وأعتكف في نبرة التحنان الخافتة في أنفاسك،
ليتك تعلم كيف خيم السكون
فوق حقول حيرتي،
وسنابل تنهيداتي،
بينما همسك يضرم شغفه في أخاديد مهجتي
ويؤجج لهفتي،
وكيف كنت أتشبث بكل كلمة،
أرسمها في ذاكرتي،
لتكون أُنسي في شرودي
حين تستفيق روحي من سكرة الاحتواء
وتغرق في فيض من العتاب الجميل،
.
.
.
يا صوتك الزهر ما أشهى قطافه
يا صوتك الخمر لذيذ إرتشافه
ما أجمل الدنيا بصوتك النغوم
قبلك ..!!
لم أكن سوى شريدة ،
تتضور جوعاً،
تقتات فتات الدعاء ،
من آنية مشروخة بنصل الانتظار،
حتى أفقدتها النطق،
لم أكن سوى راهبة مذنبة بخطيئة الوقت،
تتنسك بصلاة المواعيد،
تبحث عن قلبك قبلة،
لتولي نبضها اليه