ديوان الشاعر / مهدي ناصر رفاعي

في (التِّحِ) دارٌ لها عزٌ ومكرمةٌ
وفي هواها يعيش المرُءجذلانا
................
تجود خيراً لكل الناس قاطبةً
ومن أتاها يظل العمر فرحانا
..............
قد أزهر الورد في أحضانها ونما
وفاح عطراً وأهدى النفس ريحانا
.................
لها أناسٌ وجيرانٌ لهم كرمٌ
ولاح فيها ندى الأضياف عنوانا
....................
يادار (عزامٍ) علاك الله منزلةً
فقد بذلتِ لكل الخلق إحسانا
......................
أعادك الله بعد البين عامرةً
وجاد فيك أديم المزن هتانا
....................
إني أهيم بهذي الدار أعشقها
والقلب صار أسير الشوق هيمانا
........................
ناديتُ فيها بأعلى الصوت أسألها
أين الحبيب الذي قد كان مهوانا
.......................
وبعد حينٍ أجابت أنهم رحلوا
وقد بكيت وحالي ناح أزمانا
.......................
فهمتُ أعدو كومض البرق ألحقهم
وأسأل النجم والأحجار حيرانا
...............................
ناح الفؤاد وضاق الصدر مكتئباً
والفكر ظلَّ بكأس العشق سكران
...........................
وجدت ظلاً على قربٍ يخاطبني
ياعاشق التح قد دامت لنا دانا
......................
ارجع لعشك لاتهوى بساحتنا
من رام منا وصالاً مات أحزانا
......................
إني أحبك كالأخوان أكبرهم
والقلب يعشق قبل البين إنسانا
........................
صبّْرت نفسي على من كنت أعشقهُ
ودام هجري ورام القلب نسيانا
.....................
مالي أنيسٌ وهذا البين اقلقني
ولا طبيبٌ يداوي القلب حنانا
............................
وسرت أمضي على حالي أُصبِّرهُ
وأطلب العون من ربي ويرعانا
................................
يبدل الحال من عسرٍ يحولهُ
ويسعد النفس أفراحاً وألحانا
...........................
عادت بطرفٍ له دمعٌ يؤرقني
وفي حشاها تلظى الشوق هيمانا
......................
إني أحبك لم أعلن صراحتها
وقد أتيتَ وصار القلب خجلانا
..........................
إني أحبُك ملء الكون أُعلنها
وأُسمع الدهر والصمان سمعانا
...............
إني أحبك أنت الحب غايته
وغاية الحب ان يعلو لنا شانا
....................
وقد أنِستُ بهذا الحب مبتهجاً
وسرَّ نفسي وماس الوجد نشوانا
..........................

شعر الأستاذ مهدي رفاعي

نحن الجنوب

١/ نعم نحن الجنوب لكم نود
وفي أعناقنا عهدٌ ووعد
................................
٢/على نهج الحبيب لكم ولاءٌ
وطاعتكم لنا شرفٌ ومجد
........................
٣/ نبايعكم على الإخلاص دوماً
وأيدينا لأيديكم تُمدُ
......................
ونحمي كل شبرٍ في حمانا
ونحن للفدى شوسٌ وأسْدُ
........................
أجل نحن الحجاز بكم عدونا
سماءً كلها شهبٌ ورعد
.....................
ونجدٌ قد حماها كل شهمٍ
وسلمانُ لها درعٌ وحدُ
.....................
ونحن شمالنا طورٌ أشمٌ
وفي أسيافنا جوعٌ أشد
....................
ونحن جزيرة العْرْبِ هُدانا
ولاؤك سيدي أنت الفرندُ
.........................

شعر الأستاذ /مهدي الرفاعي

رياح الشوق

١/ إلى متى القلب في شوقٍ يكابدهُ
ويحمل الصبَّ فوق الصبِّ هيمانا
..............................
٢/أمالهُ عن هوى الأحباب تسليةً؟
يطيب نفساً يزيلُ الهمَّ سلوانا
...................................
٣/ قد كان يشكو لهيب البين أوجعهُ
ويحتسي الصبر والأحزان حيرانا
............................
٤/كم كان يرجو جناح الطير يركبهُ
ويمضي حراً إلى الأحباب نشوانا
................................
٥/منْ نآء عنهُ حبيب الروح يفقدهُ
ولو تأسَّى بماء الصبر أزمانا
...............................
٦/مالي أنيسٌ سوى خلِّي أداعبهُ
وقد تنآءى وصار القلب أسفانا
............... ..........
٧/أسامرُ النجم حتى كدتُ أسألهُ
أين الحبيب الذي قد كان مهوانا
...........................
٨/بالقرب مني قرين الروح تؤامها
في العين يجلي سواد الهم كحلانا
..............................
٩/إني أثير رياح الشوق تخبرهُ
عمَّ دهاني وصار الفكر ولهانا
...........................
١٠/إني عليه أُمني القلب مصطبراً
لعلي أحظى بطيب العيش جذلانا
......................................
١١/متى يروم إلى داري ويتحفني
بكل شدوٍ يعيد العمر صبيانا
...............................
١٢/ويسعد الكون والأفراح تغمرنا
ونلتقي في ثياب العرس أقرانا
..........................
١٣/والقلب يهنأُ والأحباب تصحبهُ
إلى حياةٍ تعيد العمر ريانا
..................................

شعر مهدي رفاعي

ألمٌ وأمل

فؤادٌ شفَّهُ الألم .... وجسمٌ هدَّهُ السقم
وأحلامٌ معطرةٌ... .. كساها الوهن والهرم
وآمالٌ مغردةٌ ....... طواها الحزن والندم
أفكر في معللتي .... وجرحي كيف يلتئم
ونارٌ من سيطفئها .... على الأضلاع تضطرم
وحلمٌ بت أرقبهُ ...... أُمنيه وأبتسم
فقلبي ذاب من ولهٍ .... وحالي سآءهُ العدم
فهبوا يابني قومي..... لنهجٍ فيه نحتكم
نمجدُ فجر أمتنا ....... ونسمع من به صمم
غلاء المهر يفزعنا...... كوحشٍ بات ينتقم
وعمَّ شبابنا قلقٌ ....... لهُ الأهوال تنصرم
فهل حان لنا وقتٌ ...... به نسمو لنا هممُ
فإن شبابنا فخرٌ ........ لهُ الآمال تبتسم
فصونوا ماء مهجته.... يعظم فعلكم أمم
فيس المال ينفعنا.... إذا تاهت بنا القيم

شعر مهدي الرفاعي

لم أذق حباً سواها

١/ هام قلبي في هواها
لم يذق حباً سواها
....................

٢/وبراهُ الشوق غصناً
وصبا يعدو خطاها
...................
٣/ولقاها كان حلماً
يبتغي منه رضاها
...................
٤/لم يدعهُ البينُ يهنأ
والجوى أمسى خباها
.....................
٥/رام منها كل حبٍ
واحتسى منها لماها
...................
٦/وجناها كان ورداً
واحتواهُ واجتباها
...................
٧/كيف أسلو إن تنآءت
عن فؤادٍ قد رعاها
....................
٨/إنني دوماً أراها
في سناءٍ قد غشاها
...................
٩/لستُ أنسى كم حنينٍ
طاف يشدو وشداها
......................
١٠/لحن أشعاري تغنَّى
يهدي ألحاني رواها
....................
١١/يالجور الدهر إني
أرتجي حلماً أراها
..................
١٢/قد سباني سحر طرفٍ
وانتباني هل رماها؟
...............
١٣/لايحسُ الطعن إلا
من به عشقٌ أتاها
..................
١٤/إنني أهوى لقاها
ليتني كنت مداها
..................
١٥/في معين الدهر نسلو
نرتوي شهداً حلاها
....................

شعر مهدي الرفاعي

رساله من التاريخ

كتب التاريخ يوماً
عن حياة البشريه
....................
في زمانٍ تاه فيه
كوكب النفس الزكيه
...................
أبدى سراً عن شبابٍ
جعلوا الحب قضيه
......................
أرقتهم في شجونٍ
عين ليلى النرجسيه
....................
دست السمَّ وعادت
في ثياب المسرحيه
.....................
تنفث الآهات فيهم
بين صبحٍ وعشيه
.....................
وتناسوا أمر دينٍ
دكَّ حصن الجاهليه
.....................
دين إسلامٍ عزيزٍ
قرَّ للأنثى حميَّه
.................
دين إسلامٍ قويمٍ
جعل الأنثى عليَّه
..................
ليس رسماً لعيونٍ
في فنونٍ غزليه
..................
عاود التاريخ قولاً
كيف تحيا العربيه
..................
كيف أضحت في مقالٍ
رثتْ الثوب دميَّه
..................
خامروها بلغاتٍ
من لعاب الأعجميه
....................
جرَّعوها أقسى سمٍ
في كؤوسٍ ذهبيه
...................
جأر التاريخ فيهم
إنكم شر البريه
................
ليس فيكم من يقاوم
صيحة الغرب الدنيه
.....................
هجمةٌ شنعاء هدتْ
كل لفظ العربيه
.............. ...
لملم التاريخ رحله
تاركاً فينا وصيَّه
.................
ألزموا نهجاً قويماً
صار في الدنيا سجيهَّ
....................
ألجم الجهل بحلمٍ
لاح في صبح البريه
....................
أيها التاريخ شكراً
إن في الذكرى رويَّه
................
إن في الذكرى عظاتٍ
ليَّنت نفساً عصيَّه
.....................

شعر الأستاذ /مهدي الرفاعي
........................

قدرة الباري

تجلَّت قدرة الباري المعظم
بديع الكون من فيه تبتل
............................
فهذا الطير فوق الغصن يشدو
وذاك الزهر فواحٌ تجمَّل
........................
نسيمٌ هبَّ من روض الجنان
ولاح الأفق كالثوب المفصل
............................
فتلك الشمس ما أندى سناها
وذاك الطيف يعلوها وينزل
..........................
جبالٌ زانها المولى بهاءً
وحسناً يذهل الأبصار يذهل
.......................
وهلَّ الماء في الوديان يجري
يدكُّ الصخر والأشجار تنهل
........................
ونمَّ الليل عن أسرار خلقٍ
له شكرٌ وتسبيحٌ مطول
.........................
وعاد الصبح بعد الليل يروي
سكون الليل آياتٌ تُرتل
.........................
فكم لله في الخلق شؤونٌ
وتصريفٌ فسبحانه تفضل
.......... ...............

شعر الأستاذ/ مهدي رفاعي

الراحل ابن الخضيري

لك قد عزفتُ الشعر فيك محبةً
وركبتُ بحراً من بحور أصائل
...................................
وسألتُ عنك القلب حتى لامني
وأسال دمعي كالسحاب الهوامل
.....................................
وغدوتُ مدهوشاً أُقلِّب ناظري
وأعيدُ ذكرى من زمان الأفاضل
.................................
فلكم حباني بالمودة والرضا
وعلي أدلى من جميل الحلائل
..................................
ابن الخضيري يامحمد حسبك
في الجود بحرٌ من بحور الشمائل
.....................................
ولقد ذكرتك حين كنت مواسياً
تزجي السماحة في كفوف الأرامل
....................................
وقد كنتَ محبوب البشاشة طيباً
ولك ابتسامٌ كابتسام البلابل
..................................
فلله ندعوا أن تكون مع التقى
في جنةٍ مثل الشهيد المقاتل
..................................
والصبر سلوانٌ لأهلك شيمةً
ولهم ثوابٌ عند فتح المقافل
...................................
وصلاة ربي للنبي محمدٍ
هادي البريةفي طريقٍ ماثل
...............................

شعر الأستاذ/مهدي رفاعي
................................

خذتي إليك

خذني إليك قد سئمتُ قعودي
والدهر أدبرَ واستهان رك
...................................
خذني لحظنك استظل بدفئه
وأطيبُ نفساً واستلذ هجودي
...................................
خذني إليك كي أمتع ناظري
بجمال وجهٍ قد أذاب جمودي
...................................
خذني برفقٍ في رحابك ساعةً
وبكل عطفٍ أستعيدُ وجودي
................................
إني إليك قد شحذتُ مراكبي
وقدمتُ اسعى واخترقتُ حدودِ
...................................
شوقي إليك كم تجاوز عدوهُ
وتمادى يبدي في الغرام سهودي
....................................
مالي أراك قد عزفت عن الوفا
وقطعت حبلاً وانتقضت عهودي
....................................
أوما تبدَّى صوب قلبك عاشقٌ
أولاح يبدي في هواك سهودِ
.................................
فإلى متى سيظل حبك قاتلي
ويظل قلبك يستغل نفودي
.................................
كنتُ أظنك في الهوى تحيا معي
وتعيدُ عمري تستهلُّ وفودِ
....................................
عبثاً فكنت تسترقِّ مشاعري
وتأمليها غايةً ووعودي
.......................... ......
مهما عزفت أوجفوت فإنك
في الحب كنت مودتي وورودي
................................
في حبك أجد الحياة جميلةً
ولها مذاقٌ كم يفوق شهودي
................................. .
فحنان صدرٍ من فؤادك دافئيٌ
يروي حياتي يستعيد وجودي
.................................



شعر الأستاذ /مهدي رفاعي

لقلب قد مال

القلبُ قد مال إليكِ وهاما
وعليك قد أجرى الدموع سجاما
.................................
انا إن وصفتك يانديمة خاطري
فالوصف مني لايجوزُ حراما
.................................
أفنيتُ عمري في هواك وراعني
سهمٌ رماني في الفؤاد أقاما
..................................
من طرف عينيك أصاب حشاشتي
واحلَّ قتلي واستباح ذماما
.......................................
من لي سواك إذا تباعد بيننا
دهرٌ وأسدى في النفوس ملاما
......................................
أواهُ منك كم يصيحُ بمهجتي
جرحٌ تغلغل في الحشا وأداما
....................................
ويهزني وجدٌ إليك بأضلعي
والشوق مني سابق الأياما
....................................
يابنت عزامٍ ملكتِ جوانحي
ومكثتِ في عمق الفؤاد لزاما
...................................
فالأم هذا البينُ يعصفُ مهجتي
ويظلُ يعزفُ لوعةً وغراما
.....................................

شعر الأستاذ/ مهدي رفاعي