تنهَّدتُكِ السكون المطْبِقَ اشتعالي بُعدكِ..
أثقل كاهلَ همومي ليلٌ رخيمُ العتمِ مُطواعُ الفقدِ لا يستقيم!!
وعلى شفى احتراقي موحياً للسُّهد ترقبي مواعيده المتأخرة..
أخليتُ مساحاتِ أفكاريَ المرهقة لجلاوزةِ الظنونِ
اعتقلتْ صفائي ذات وهلةٍ ذرتْها رياحُ الواقع اللئيم
وقيدتْ بأغلالِ صلافتها الصَّدئةِ أعينُ منايَ الهائمةَ وجْدا!
وما عدت أرى انعكاساتِ مرايايَ على دروب عمريَ المقفرة
فضاعت عني المسارات.. وضِعتُها أعرُج طرقاتِها الوعرة
متنكِّس الآمال إلا من بصيصٍ صغيرٍ وقعتْ عليه أحجياتي بالصدفة المحضة...
فعلَّقتُ على اخترامِه صُمَّ أحوالي، رؤايَ الواهيةَ كخيطِ عنكبوتٍ فقير!
**
البرد يا لورا جاء هذا العام قاسياً جدا..
حتى على ما اكتنزْتُهُ من دفءِ حبِّك الأغلى!
وكاد لولا رعاية الله لي، أن يبْتِك أحاسيسي ويدخلها عنوةً في سُباته الخطير..
واحتياجُكِ الهائلُ المتربِّصُ بسراديبِ أعماقي، يئزُّ غلياناً كما بركانٍ عاتٍ
كستْ فوَّهتَهُ المترقبةَ جلاميدُ الصَّقيعِ
وتمطَّت ثلوجُ الحياةِ الثقيلةِ القَّرِ، متنَ منحدراتهِ المتحجرةِ الكتمان
برغم انصهارِ باطنهِ الذائبِ بحممِ الانتظار المتراميةِ الشَّررِ حدَّ انشطارِ حواسِ الصُّخور..!
فكيف بي يا مهيمنتي الحانية الوجدان.. !؟
**
علَّقتُ مضامين رسالتي هذه على جُنحِ أثيرٍ قارسٍ لفَّني بانتكاسةٍ بالغةِ الابتكار!
وأرسلتهُ نحوَ عوالمكِ القصيةِ يتلو صدى أحوالي بنعرةٍ بالغةِ التَّطرفِ والوجوم
برغم خوفي على مشاعرك.. إلا أنني وكأني تعمدتُ استفزازكِ
إكساءَ ما تعرَّى مني خلالَ سِفاراتي أمداءَ الصبر العنيف المترامي مرافئ عمري من كل الجهات..!
لكأنَّهُ الليلُ السَّاجي هذا، دلَّى شفاه بُهمِهِ القاتمةِ في دِلاءِ بوحي
عازماً مسَّ أفكاري بجبروت حُلكهِ المريب لأقترفَ الهذيان..!؟
**
وعليه..
غُضِّي طرفكِ الأنورَ عن دُجى مجوني، ولا تأبهي مضمون هذرٍ ألمَّ الكلام...
أحبكِ وحدكِ فقط..
لقاء.....
قادني الشغف هنا
وما كنت أدري
أن حبّات السبّحة
ستنفرط أمامي رسائلا رسائلا
من حبّات القلوب
ولا كنت أعلم أن التهجّد والتعبّد ديدنك
في محراب عشقها الأوحد
قرأتها على عجالة
ثم عقدت شريطتها الزرقاء مجددا
هذي الحروف لا تنهل إلا رشفةً رشفة
سأعود مراراً .. وقد لا أترك أثراً يدلّ عليّ
سوى عشق دمشق
قادني الشغف هنا
وما كنت أدري
أن حبّات السبّحة
ستنفرط أمامي رسائلا رسائلا
من حبّات القلوب
ولا كنت أعلم أن التهجّد والتعبّد ديدنك
في محراب عشقها الأوحد
قرأتها على عجالة
ثم عقدت شريطتها الزرقاء مجددا
هذي الحروف لا تنهل إلا رشفةً رشفة
سأعود مراراً .. وقد لا أترك أثراً يدلّ عليّ
سوى عشق دمشق
باغتتني عُجالةُ الوقتِ، وألجمتني لهفة البوح!
فأطرقتْ قريحتي بين ذي وذي متأمِّلةً مُحيَّاكِ البعيدَ عني
الأقرب إليَّ من خفق قلبي حيث تقطنين..
**
حبيبتي كرزة:
التماعةُ التوقِ في بريقِ عينيكِ، حلَّقت بي آفاقَ الاحتياجِ ضمَّكِ دهوراً من حنانٍ عميق لا ينتهي..
وأكتبُ بدمائي، ما بين السطر والسطر، مذوِّقاً أبعادَ الحروفِ بكياسةٍ ترتاحُها الكلمات،
كيما إن وقعت أنظاركُ البريئةُ عليها.. ارتاحتها عيونك مقدستي..
وأيقنتْ أعماقكِ الحبيبة، بأمانٍ غلَّ أنحاءها بودٍّ بالغٍ أنيقٍ يليق بك..
**
نظرتُ الغيومَ العابرةَ سماء دمشقَ اليوم.. وتنهدتُكِ بقشعريرةٍ بعيدةِ المدى..
كانت أشكالُها رائقةً ناصعةَ الصفاءِ كأنت.. تلاحقتْ متتابعةَ المسير ازدحاماً ملهِما!!
ذكَّرني بنبضاتِ قلبي حال تمرُّ به إيحاءاتُك التي لا تنتهي..
فرأيتُني أتأمَّلُ ملامحَكِ الأغلى على روحي، ما وراءَ بياضِها النافذِ لأشعة شمسِ الحياة..
تخترقني بوميضكِ الهادرِ كنهي..
تطرحُني أمام مخيِّلتي على فسيح آفاقِ تعلُّقي بك.. بمنتهى الإصرار!
وأشعرُ أنني مطالبٌ بشرحٍ فلسفيٍّ ما، أمنطِقُ به عشقي لك، بما يتلاءمُ وعقلي،
قبيلَ أن يصيبني جنون الحبِّ.. ولات حين مناص!!
**
لا تخافي عليَّ...
صحيحٌ أن الهوسَ أينعَ في نويَّات أفكاري أنتِ.. وماعاد يحدُّهُ عقارٌ أو خلطةٌ عشبيةٌ ما..
إلا أنَّ حبَّكِ الأندرَ يمدُّني بسكينةٍ تهدأ لها إرهاصاتي، برغم المجون...!
**
على كل حال...
لا بد من اضطرابٍ ما يعصفُ الحواسَ كل حين.. مُلهِباً تواؤماتِ الشعور..
فالرِّياحُ هذا الوقت من الحَول، تعزفُ بإيقاعاتها المتمرِّدةِ ضوضاءَ الخلاصِ الآزفِ
إيذاناً بتجديد ولادتك في قلبي.. كما تبسم الدنيا لطفلها الربيع...
**
أحبك فقط
لقاء.....
نزِقُ الحروفِ.. نزِقُ البوحِ.. نزقُ المرامي.. نزقٌ في كل شيءٍ قاطبة!
إغماضةٌ مسمومةٌ بواهيةِ سكينةٍ رعناء..
وإطراقةُ حواسٍ تشي بهذيانٍ مُعتمٍ ممسوسٍ بانتظارٍ لئيم..
الصباحاتُ تغمِسُ وجهها بدجايا حالكةِ السوادِ إن لم تستنر بإيحاءاتِكِ النديَّةِ البهيَّة..
**
علَّبتُ ضماداتِ الروحِ التي كنتِ قد أرسلتِها لي ذاتَ توقٍ، وغلَّفتُها قبلاً بلفافةِ تصبُّرٍ أخرس..
ورحتُ أرمُقُها، وعيني تومئُ نزيفَ جراحِ قلبي بُعدكِ الهائلَ..
لا أنا تُشفى جراحي بتلك الضمادِ، ولا تجلُّدي يفي كتمَ آهاتِ الخفقِ،
ولا بملءِ الكون من مشافٍ تُحالُ الأوجاعُ فيها إلى رئمٍ ونجاة!
**
وماذا عليَّ إن احتج دمي على تواترِ النبضِ في شراييني؟
أو احتج دمي على احمرار نويات كرياته في كنه تكوينه وخلقه؟
ذات احتياجٍ لا يفي فورانهُ إلا انبعاثك من عالمِ الماوراءِ، تعُمِّينَ أنايَ بك..
كما يعمُّ خيرُ السماءِ جفافَ الأرضينَ بينعٍ وحياة..
**
تكوَّرت لكنتي على سفحِ بوحيَ التَّعبِ ثقيلةَ الجثمانِ، كأنَّها قُدَّت من صمُّ الصياخيدِ رعونةً وجلفا!
ما معنى أن أرسل لكِ حروفاً تتلذَّذُ أوجاعي بصياغتها تفنُّناً بلغ حدَّ الهوس؟
ما معنى أن أتلفَّعَ عباءةَ كاتبٍ يقيسُ المسافاتِ بين السطورِ مرابيا..
ويُجمِّلُ ارتسام الكلماتِ عبثا..
ويُشكِّلُ هاماتِ الحروفِ رياءً..
وقريحتهُ جاثمةٌ على أعماقٍ تكتنزُ الحيرةَ والضَّياعَ وزهدَ الكتابة!؟
**
ربما أغلقت بابَ الظلالِ على بوحي يوماً، واكتفيتُ جنونه جرعاتِ هذيانٍ متينٍ،
تُهيبُ بميولي قرارةً وهميةً تحتذيها نفسي، بعيداً عن ضوضاءِ حواسي عالم الكائنات..
وأسدلتُ على قصاصاتٍ تبقَّتْ من كنهي، ما رشحَ من صمتٍ مكينٍ ألمَّ غاياتي هذه الدُّنى..
هكذا بمنتهى السكون.. فقط!
**
أحبك..
لقاء.....