عندما اصبح لدي الكثير من الأشياء التي سَ احكيها لك .. افترقنا ..!
{ما كل ما يتمنى المرء يدركه } ليت شعري لو ادرك في احيان كثيرة .. ما تعني تلك العباره.. ما كنت يوماً لأنتظر شيئا مستحيلاً.. قط .!
فيروز .. ها قد بدأ الصُبح ، والوجع ذاته الوجع لم يتغير .. ففي كل صبح أعلق امنياتي ، على نافذة اغنياتك وأعود .. ولا تتماثل روحي المُتعبة بالشفاء ..! فيروز ، أرجوكِ لا تغني بهذا الوجع ، لا تغني ، أني حزينة ..! فقط اعطيني بعضاً من دموعهم ، واقرضيني بحة الحزن في صوتك ..! ،
ما دعاني الى هنا ، سوى الحنين .. وكل ما عداه اكاذيب .. الكلمات الكاذبة تنهمر كَ امطار الربيع طوال العام .. وكل فصول الكتابة يا صديقي ، تدعي انها الاصدق ..! لا تعرني اهتماما .. أعرني فقط جزء من روحي الذي سقط في جيبك ، عندما كنت اخطط لِ سرقتك .. فاذا بك سلبتني كُلي .. لم تعد صديقي ، ولا حبيبي ، ولا اخي .. أما عني ، فَ انا غريبة .. ولا اعرف كيف اشعر بالانتماء لِ كل شئ فلت مني .. علمني كيف أستعيد نفسي ..!
هو ، وأنا .. وثالثنا .. الحياة لا تسعنا نحن الثلاثة ..! والواقع لا يحتمل منازلة بلا اسلحة قاتلة .. فَ بم أتسلح ..! بِ حكاية وهمية ، لا تتجاوز جدران روحي العاجزة ..؟ ام بِ حلم لا يستطيع أن يكمل نفسه ..! علينا .. بل علي أن أعود لِ صمتي من جديد .. صمتي الذي ازدحمت جدرانه بِ لوحاتي البائسة ، التي توثق الماضي الذي حكم على روحي بالاعدام ..! هل قلت الوحدة ..؟ الوحدة في موقفنا الان ، رائعة جدا .. وصدى ضحكاتنا بالامس التي يهز جدرانها كافٍ لِ يخلق ضجة تبدد هذا الصمت .. ، أحلامي ، وملامح مُتعبة تلتصق بِ ملامحي .. و ، وقت بطيء يقطعني كَ زهرة في اول ظهورها الربيعي وقصص تبدأ من زوايا الروح التي خلدتك فيها ، ولن تموت الا بموتي .. لقد كتبت في ذاك المساء الذي قلت أنك سَ تأتي .. وأنا التي أخلفت الوعد هذه المرة.. كي لا أموت مرتين .. وكي لا أنبش لِ مشاعري قبراً آخر ، كتبت اليك .. عُد في زمن آخر .. زمن لا يكون فيه إلا أنت وأنا ، وحلمنا البائس .. حتى يتكئ على امانينا وننهض به ..!
نعم قرأت صمتك، قرأت كل ألم تسلل إلى روحك بسببي، دون قصد ..! ، هل تدري باني لازلت ابحث عن طيفك بين أوراقي، و ملفاتي، وفي ملامحي القديمة..! واني انتظر وجودك، في صالة المغادرة في كل مطارات الغياب..! هل تعلم اني لازلت اعد فنجان حديثنا الأخير، واخشى فورانه على لهب هذا الصمت الذي لا تكسره ثرثرة عابرة..! يا صديقي الغائب الحاضر، والذي انجبته وحدتي.. عد كما لم تكن، وأترك مشاعرك وراءك اذا نويت ان تشاركني القهوة والمرآة..
كم حاولت أن أكون، لكني بلا كيان.. أمامك انا جسد يتظاهر الوقوف بِ قامة لا تنحني، ولكن في العمق، روح احنى ظهرها الفقد.. ترى الشمس، ولا تنعشها نسائم الربيع.. يداعبها عبير الازهار، والعرق يتقاطر من جبين الشوق تعانقها أشجار البحيرة، فَ تتصلب أطرافها كأن هذا المكان لا يمت لها بصلة..! باردة انا، كَ قطعة جليد ذابت في ليلة غطت عاصفة الثلج حواري المدينة..
ولا زالت نصوصك توجعني.. لِ بعض النصوص تاريخ صلاحية انتهاء الدهشة الأولى.. لكن يبدو كلماتك سرمدية الدهشة والوجع..! كَ كلمات درويش كلما اعدت قراءتها، كأنك تقرأها لأول مرة.. كلما المح نصوصك أخشى هجوم الحزن من كل حدب وصوب.. وانا التي ظننت ان الايام كفيلة بالنسيان، ولا تريد لنا أن نكبر بالحنين ساعة أخرى.. لكنك وبِ كلمة منك، نفضت عن عيني غبار النسيان العالق على رمش كاد يهرب بِ أمنية..
عندما افتح نافذة المحادثة عدة مرات .. واكتب وامحو عشرات المرات .. فَ ذاك لاني اعرف جيداً ما سَ اكتبه ، والذي لا يجب ان ابوح به ..!
في حلم الليلة الماضية .. لا أتذكر ما قلناه لِ بعضنا ، لكني أتذكر كيف كنت اشعر ..!
هل زارتك شمس هذا الصباح ، وأخبرتك عني ..؟ أم انك لم تزيح الستار عن نافذة روحك .. أنا في حنين دائم اليك ، أنا أبكي حبنا ايها الحاضر الذي لا استطيع مقابلته قط ..! لا عليك ، قد اعتاد عمري كله على هذا الصمت الغائم في عينيك .. ولن تمطر يوماً إلا حزن خفي .. وكلمات لا احد يستطيع فك طلاسمها غيري ..