يوتوبيا عنوان فلسفي تناولها العديد من الادباء والفلاسفة وحتى الفنانون وهو عنوان يدعو للتأمل والتفكير وإن كانت يوتوبيا تعني المدينة الفاضلة فالشاعر في أسطره الاولى يحاول تمويهنا بصور غامضة ومختلفة لا يفك شفرتها إلا صاحبها ولكنها أعطت نكهة خاصة للموضوع وزادته عمقا رغم بساطة لفظه .والشاعر ها هنا في الاسطر المتبقية يرسم لنا مدينته الفاضلة في بعض الاعمال اليومية المعتادة وكأنّه يصور لنا حيّا من الاحياء التي يحيا بها ،أو ربما هي مجرد سخرية تقبع في داخله الحالم بتغيير الاوضاع و خلق مدينة فاضلة بالفعل
كل التوفيق لشاعرنا المبدع
حينها..
تَقفُ الشّمسُ عَموديا،
فوقَ قبَعتي المَائلة
أُغَني أغنيةَ الحُقول
أنثرُ دقيقا
للرّمالِ الرّطبة
يُوقظُ شَهيةَ السّنابل
و الجَنادبَ.
انتصارُ رايةٍ بَيضاء
.....
مهما اجتهدنا لن ندرك روح الكاتب ومآربه فيما سطر
هذه النص ؛ جل ما يشدنا فيه غموض ما يميّزه
حينها ، اي في ذلك الوقت وهنا يقصد فترة زمنية حيث تقف الشمس عموديا على هامته قبّعة مائلة و اغاني الحقول و نثر للرمال
كل ذلك يجسد مشهدا في مخيلة الكاتب وفترجمها حروفا
للراية البيضاء و السنابل
علاقة كبيرة.
يؤثث هذه النص احساسا ان ثمة مدينة عامرة بالأمن مثمرة بكل ما هو حسن و مثالي .
نعم قالت العصفورة ان ليلى تبحث عن كاتب النص فعثرت بقدم منية فاندلق الماء من يديها على قميص بلال حين زار مقهاها لأول مرة ولم يغضب بلال بل كان سعيداً لأن منية ابتسمت وألقت عليه التحية
تقديري لولو ومحبتي
انتصارُ رايةٍ بَيضاء
أرضٌ تُنجبُ الشوارع
النار للشواء و الماء للطهي
أصوات ضحكات الخيول
شعبٌ بطولٍ واحدٍ
مدينةٌ فاضلةٌ،
الهٌ راضٍ
.....
يتحدّث الكاتب هنا عن مدينته الفاضلة الآمن أهلها وكأنهم كأسنان المشط سواسية بطول واحد دؤوبين بحياة كريمة يطعمون الطعام و يسقون الماء طهورا
هذا ما يخطر ببال القارئ على انهم على إلفة و ود و توافق مع بعضهم البعض و ان يد الله مع الجماعة فرضي عنهم .
لله أنت من كاتب تتخذ من الحروف غموضا صعب فك احجيته .
صوتَ بائعِ المياه خلفَ أُذُني
في رأسي كثيرٌ من رؤوس
بعين أيهنَّ أرى
تلكَ قلاعٌ..
على شَاطئ.
جَلستُ القرفصاء
قُبالة البَحر..
ينتهي طريقُ مُوسى
.....
لم يزل الغموض حليف هذا النص الثري الرائع
يسرد ملامح تلك المدينة الفاضلة التي تتراءى لما من خلال هذه المفردات المتناهية الجمال
ننتظر مقترفها ان يسعفنا بما وراء هذا الجمال .