اطلالة العيد
بمن أهواه ينعقد الرجاءُ *** ومن أهواه شِرعته الوفاءُ
لذاك وهبته الأشواق عمْرًا *** فقال مباركًا : هذا الولاءُ
يعلمنا الوصال ولست أهلا * فكيف به إذا صَدُقَ انتماءُ
يقربنا وملء القلب نُعمى ******** ويوم أراه يبتدأ البكاءُ
يفيض النور في الأحداق مسكًا * وقد والله تغبطني السماءُ
به هامت بصائرنا ، فراحت * جوار الخلد يغمرها الصفاءُ
ويا كلَّ المنى : فاض الإناءُ **** أتيت إليك يحملني الحداءُ
أتيت إليك يجذبني بهاءٌ ****** على رحماته يخفى العناءُ
إذا بالفكر يتشح القوافي ***** وفي معناك ينساب الثناءُ
نهيم وللبديع بك ازدهاءٌ ******* يُشاطرُه شواغلَه العلاءُ
لينتهض الفتى قلبًا وعقلا **** فروحي والنهى فيكم سواءُ
أصوغ من الهوى ملكات حبي *** وفيها كيف أكتبها ارتقاءُ
شذاها منك يعبق في خيالي *** لذاك الشعر عانقه الرُّواءُ
فأنت مداده وبكم تغنَّى ******** وأنت دواؤه وبك الشفاءُ
ولولا عطفك المأمول فينا ****** لما طاب الموشح والغناءُ
ويا كلَّ المنى : حكم القضاءُ ***** فأين ملاذنا ، ومتى اللقاءُ
نقول غدًا ، نمني النفس صبرًا * عسى رب الورى بغدٍ يشاءُ
وإنا في النوى نحصي الليالي ** ونبكي ، ثم يصحبنا الدعاءُ
فما جاء الغد الموعود لكن * تمادى الكرب وانصدع الإخاءُ
ومن عجبٍ يحفُّ الصبرَ صبرٌ * فما هدنا ، ولا انكشف البلاءُ
على مُرّ الفراق أطلَّ عيدٌ ******** وبالأعياد للناس احتفاءُ
وأسورةٌ يساورها سرورٌ *********** وأرجاءٌ يجاريها الرجاءُ
وحسبك موطني عيد اليتامى ** يناجي غيث خاطرك الهناءُ
فكيف بنا وقد طال التنائي ***** وكيف بنا وقد عزَّ اللقاءُ ؟
,,,,,,/ البحر الوافر /,,,,,,,,,,,,
**(( جعلَ اللهُ أيامَكم جميعًا سعيدةً في طاعته ))**