ثنائية (همس القرنفل ونشيد الياسمين) ليلى أمين & الوليد دويكات
همس القرنفل ونشيد الياسمين
ليلى / الوليد
استيقظي قبل َ الطيور ْ
فحقيبتي ملآى لكِ بالكلام ْ
وتوسدي حرفي الأنيق ْ
قد جاء يهديك ِ السلام ْ
هل ْ يا رفيقة ُ تسمعي صوتي العتيق ْ
صوتي المدجج بالهيام ْ
هل تلمحي حرفي الرّشيق ْ
كي تقرأيه رفيقتي
قبل َ المنام ْ
سأقول ُ لك ِ يا رفيقة ُ كل ّ شيء
عمّا يجول ُ بخاطري
وينام ُ مثل الأقحوان ِ بحقلنا
ها أنت ِ في هذا الفضاء تُغردّين
عصفورة ً يحلو بها هذا النّشيد ْ
وهنا فقط
همس َ القرنفل ُ فوق جذع ِ الياسمين
ليلى يرافقها هنا
قلم ُ الوليد
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 08-17-2015 في 12:59 PM.
سمعت ليلى همس الوليد
هل يا ترى فات الأوان؟
جاءها ليلا باسما
وهي تغض في المنام
همس بصوت رقيق ناعم:
ليلى هل سمعت حلو الكلام؟
سمعته يا رفيق حرفي
وا أسفاه بعد المنام
نصبت خيمتي ها هنا
وتوسدت حرفك
والفرش قرنفل على جذع ياسمين
وتذكرت أحلى نغم في حضرة القرنفل
وبعد سماعي هذا النغم
سمعت هناك فوق جذع الياسمين
قرنفلة تشكو الحنين
ولدت من رحم الجمال
خلف وهم السراب
والجنان تلمّ الاشلاء
من بقايا الأوراق
كان هنا اللقاء
في موعد الصلاة
والليل هناك خلف الجبال
والصبح قد عانق ضوء النهار
والقرنفلة ماتزال تهذي
وهي تداعب قطرات الندى
سمعتها تقول :
مرّ الصبح من هنا
هذا الهواء ...
حمّلته ُ منّي التحية والسلام ْ
وطلبت ُ منه على عجل ْ
أن ْ ينقل َ الأشواق َ من ْ قلبي لها
هيّا افتحي
كل ّ النوافذ ِ في المساء ْ
واستقبلي
ما كان َ يحمله ُ الهواء ْ
عصفورة ُ النبع ِ الجميلة ِ كلما
تشدو تُداعب ُ خافقي
في صوتها شيء ٌ من الحلم ِ القديم ْ
أنا لا أحن ّ إلى شوارع ِ قُرطبة
أنا لا أفتّش ُ عن أميرة َ قرطبة
فغدا ً أجوب َ البحر َ عبر َ سفينة ِ الأوديسا المكسور ْ
أحلامُنا محفوفة ٌ بالإنفجار ْ
والقادمون من السفار ْ
لا ليس َ معهم سندباد ْ
لو تمنحنيني يا ابنتي
وجها ً لألبسه قناعا
أو تمنحيني راية ً
حتّى أعلّقها ذراعا
في عز لحظات الجنون
هبّت رياح الأشواق
وبنلوبي الوفيّة خلف الستار
تسرق السمع علّها تسمع نغم المجداف
والرفيق هناك
يداعب الأمواج على شاطئ السلام
يحاكي هو أيضا زمن الانتظار
قال جاءتني رسالة من أودسيوس
فجئت هنا لأمزق الشراع
و أطوي صفحة الرحيل
لم أعد أقوى على الفراق
والزهرينمو ويكبر
فوق الربى مثل الدرر
وراح الهواء في عجل
يقرع زجاج نافذتي
دون خوف أو ملل
فتحتها ببسمة
والروح تائهة ترقص طربا
السندباد هنا!!!!!!!!!!!
وفجأة سمعت وقعا
وا أسفاه
كان كتاب ألف ليلة وليلة وقع من يدي
سقط َ الكتاب ُ جميلتي
من راحتيك ْ
وأخاف ُ يوما ً أن أكون َ كما الكتاب ْ
تُلقي به ِ من ْ مُقلتيك ْ
يا مُنية َ المشتاق ِ يا نسمة ً تغفو
على الأهداب ْ
قولي له ماذا لديك ْ
أنا يا رفيقة َ همستي
مثل ُ المسافر ِ تائه ٌ
ليت َ الدروب ُ تقودني
يوما إليك ْ
حتى أعانق َ وردة ً
تزهو على ثغر ٍ تَغمّس َ بالندى
أو في وجنتيك ْ
هل تسمعين َ صدى الحروف ْ
هل تقرأين َ مشاعري
قولي لهم
ذا شاعري
جمع َ الكواكب َ كلّها
والقمر َ في عقد ٍ فريد ْ
وأحاط َ عنقي بالقصيد ْ
قولي لهم : ذا شاعري
جمع َ الورود
من كل ّ أنواع ِ الورود
وأتى إلي ّ بباقة ٍ
ممزوجة ٍ بهيامه
بحنينه
سقط َ الكتاب ُ مساء َ شوق ٍ من يدي
لكن ّ حبّك َ في دمي
سقط الكتاب من يدي
تلقفته الأرض في حنو
والشوق يفيض من جنباته
صفحاته حكايات أزلية
يشهق لها الفؤاد
وتهفو لها الروح
لا تسألني شاعري
متى وأين وكيف؟
كلّها مساحات حب
عالق بين الامواج
لا تلمني شاعري
عصر العتاب ولىّ
لولاك لم يغرّد الطير
ولولاك لم ينبت الزرع
فكيف تتوه عن قدري
وكلّ الدروب تحملك إلي
هل نسيت موعدنا؟
يوم أهديتني القصيد
وجئتني بباقة يحسدها الربيع
هل نسيت موعدنا؟
وحلمنا الوليد
لا ما نسيت ُ وكيف َ أنسى
ذاك َ الحديث ُ وكل ّ همسه
هل تعلمين
كم ساعة وحدي على درب ِ إنتظارك ِ واقف ٌ
وهناك َ أنت ِ ولا هنا إلاي ْ
يا صوتها المجبول في
ألحان ناي ْ
قيثارة اللحن ِ الجميل
وحكاية الشوق ِ المحلق ِ في الفضاء كما الغمام ْ
أأقول ُ أنك ِ في دمي
أأقول ُ أنت ٍ حبيبتي
أأبوح لك ْ ؟
أخشى عليك ِ من الوشاة
منّي ومن ْ شوقي الكبير
أخشى عليك ِ من السهر
إن ْ هام َ قلبك ِ أو قرأت ِ مشاعري
أخشى عليك ِ من الهوى
فالحبّ يوجع ُ في الغياب ْ
بيني وبينك ِ ألف ُ باب ْ
ومسافة ٌ مثل التي
بين َ الحدائق ِ والسّحاب ْ
لكنني
ما زلت ُ رغم َ البُعد ِ أمتهن ُ الحنين ْ
وأراك ِ في كل المرايا والصور ْ
وأراك ِ في صوت ِ الكنار ِ على الغصون ْ
لو قلت ِ لي قبل َ السفر ْ
أنّ الفراق َ له أنين ْ
أن ّ الغياب َ هو العذاب ْ
لو قلت ِ لي
قبل الوصول ِ إلى المطار ْ
أنّ الدموع ْ
ستفيض ُ منا كالمطر ْ
لو قلت ِ لي
خُذني معك ْ
أنا لا أريد ُ هنا سواك ْ
لو تعلمي
كم أنت ِ بي
ما كنت ِ يوما ً تسألي
إن ْ كنت ُ يوما كنت ُ أنسى
بالله ِ قولي كيف أنسى ؟
آه كم يتعبني الحرف يا شاعري
والوجد قاموس أفكاري
لتكن هناك
فأنت هنا رغم المسافات
في دمي
ودمعي
وكلّ الذكريات
لا تخف
قثارتي معي
وتسكت أوجاعي بأصدق النغمات
أتعرف بماذاحدّثتني؟
يوم حضنتها وغنّيت أغنية الوداع
والحقيبة بالباب ترفض الرحيل
هل تذكر؟
لا تخف
الليل معي
يحاكي وحدتي
ويمسح دمعي
لتكن حيث أنت
فأنت هنا رغم المسافات
لا تخف
سأغفو عند جذع الياسمينة
وأغتسل بعطر القرنفلة
و أرسم صورتك بما تبقى
من الاحلام
لتكن حيث أنت
فأنت هنا رغم المسافات
أنا لا أريد هنا سواك
خذني معك
وتقول ُ لي : يا شاعري
يا صانع َ الحرف ِ الأنيق ْ
يا عازفا ً
لحن َ الهوي
قلبي نوى
أن ْ لا يحب ّ هنا سواك ْ
فأنا أراك َ ولا أراك ْ
فأنا أراك َ بخافقي
مثل النسيم تزورني
وأراك َ مثل غمامة ٍ
تأتي وتمضي في هدوء ْ
وتغيب ُ عنّي لا أراك ْ
حيث ُالمسافة ُ قاسية
يا رائعة
وصَلت ْ رسالتك ِ الأخيرة ُ في صباح ٍ مختلف ْ
كلماتها
مثل ُ الورود ِ بحقل روحي لم يزل ْ
ذاك َ العبير ُ يفوح ُ بي
وحروفها ...
رقصت ْ على كل ّ السطور
وقرأتها ...ولمحت ُ فيها ما أريد ُ وأشتهي
ها أنت ِ لي
وأنا الأمير ُ بقلب ِ أنثى فاتنة
وحدي لها
وحدي يُعانق ُ طيفها
هذا الصباح ُ / المساء ُ المُشتهى
روحي تُراقص ُ روحها
وهناك َ يجذبني الحنين ُ لموعد ٍ لم ْ يأت ِ بعد ْ
بيني وبينك ِ ألف ُ وعد ْ
ولنا لقاء ٌ ذات َ شوق ْ
سأراك ِ في ذاك َ المكان ْ
قبل َ الغروب ْ
ولنا هنالك ً مقعدان ْ
فأنا أحبّك ِ ..كم أحبّك ِ يا امرأة
من أقحوان ْ
بيني وبينك ِ ألف ُ وعد ْ
ومسافات لا تعد
حرف ردّده اللسان
قبل أن يشتهي الصبح نوره
حين اصطاده سيف الحنين
و ألقى به في شباك الشوق
خلف أقبية النسيان
وهمس الذكريات
هناك بعيدا
عن مروج الامل وشهقة اللقاء
ترى هل مرّت من هنا
شمس النهار؟
رأيتها تلبس عقدا
أظنه من ذات القصيد
همست في أذني
كان هناك
ينتظر اللقاء
وفي يده قرنفلة
والطريق غاضب
قد رسم الفراق
فكيف يكون اللقاء؟