شغفت بالمتنبى منذ مطلع الشباب . كنت أقرؤه وأعود لقراءته مرات . وفى كل مرة كنت أكتشف جديدا فى شعر المتنبى يشدنى إليه مما أغرانى – وأنا بعد فتى صغير – بمحاولة التعرف عليه عن كثب . قيل إنه واحد من ثلاثة هم آلهة الشعر العربى : أبو تمام والبحترى والمتنبى . يجئ من بعدهم رهط حافل يضم فى الصف الأول منه أبا العلاء وابن الرومى وأبا نواس . وقيل إنه شُغل بالحكمة حتى ليجول الزهد فى شعره . لكن قيل أيضا إن حكمة المتنبى ليست بالفلسفة إنما هى حكمة الحياة – هكذا قال ابراهيم ناجى . هذا بينما اعترف الجميع لتلميذه أبى العلاء بأنه حمّـل الشعر من المعانى الفلسفية ما لم يسبقه إليه غيره من الشعراء العرب . هكذا قال محمد حسين هيكل . وقال طه حسين إن أبا العلاء شاعر فى فلسفته ، فيلسوف فى شعره . فقد جمّـل الفلسفة بما أسبغ عليها من الفن ومنح الشعر وقارا ورزانا بما أشاع فيه من الفلسفة . ولعل العمــيد أراد أن يؤكد ما قاله جون استيوارت من قبل من أن الشــعر عاطــفة ، وكذلك يجب أن يكون للشعر لجام من الفلســـفة .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 07-28-2020 في 05:57 PM.