في المكتبة فأر!
دخل أحد الزبائن اليوم لشراء بعضًا من الكتب, وإذا به يصرخ هناك فأر في المكتبة!
ضحكت من استغرابه وتعجب من سخريتي وعدم اهتمامي لوجود الفأر في المكتبة. وجرى الحوار التالي:
الزبون: أنت غير مهتم بوجود الفأر في مكتبتك!.
أنا: ولم الاستغراب؟
الزبون: أنّ الفئران تقرض الكتب.
أنا: أعلم.
الزبون: يبدو أنّك غير مهتم.
أنا: بل مهتم وأعلم أنّ للفأر فئران صغيرة وهو مسؤول عن إعالتها.
الزبون: بذهول, أنت غير معقول.
أنا: أعلم هذا أيضًا.
الزبون: ألا تكافحها؟
أنا: بل أحاول تحسين نسلها.
الزبون: كيف؟
أنا: أستورد للفئران الكتب من أرقى المناشيء وأفخر الطبعات.
الزبون: هل لي أن أجلس؟
أنا: تجلس وتشرب الشاي وسيكارة.
الزبون: حتمًا هناك فلسفة.
أنا: طبعًا.
الزبون: كيف أيضًا؟
أنا: بني, حيث توجد الكتب, تجد الفئران والأرضة وكلما كافحت الاثنين سيتكاثران بصورة أكبر, فالفأرة إن جاعت تجمّعت أكثر والأرضة إن هدمت ما بنته بسنة ستبنيه بيوم, فلنتركهما كما هما عليه ويبقيان على حالهما.
الزبون: لم أفهم.
أنا: لقد استضفتك وتريد أن تفهم!
الزبون: إذن.
أنا: ابق كما أنت ولا تستغرب, فالفئران لو لم تجد رعاية مني لما بقيت والأرضة لو لم تجد حائطا لما بنيت ما بنته.
الزبون: إذن.
أنا: سأعطيك كتاب هدية.
الزبون: أرجوك لا تعطيني كتاب مكافحة الأرضة والفئران!
أنا: لالالا, سأهديك كتاب.. شكرًا.. بن لادن!! تأليف: سيد القمني, صادر من: دار مصر المحروسة في 2004
الزبون: سأقرأه حتمًا.
أنا: بهدوء حتى لا تستيقظ الفئران الباقية.
نعم, أعترف فحب الأنا طاغية على الإدراج لأني رددتها 16 مرة وهي قمة النرجسية ولكن هي متطلبات الإدراج ليس إلا ّ.
وتذكروا, حيث توجد الكتب توجد الفئران والأرضة.
وردة بيضاء
وهديتكم
كتاب ((مختار الصحاح)) تأليف: الرازي, صادر عن مؤسسة الرسالة, بيروت