أكد مجمع البحوث الإسلامية في جلسته الرئيسية برئاسة شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي الخميس 10-12-2009 عدم جواز استخدام آيات القرآن الكريم كنغمة للهاتف الجوال، لما فيه من "إساءة للقرآن، بما لا يتفق مع جلاله وقدسيته".
وقال الشيخ علي عبد الباقي، أمين عام المجمع، في تصريحات صحفية عقب اللقاء إن "الأزهر أخذ القرار بناء على مذكرة مرفوعة من الدكتور مصطفى الشكعة، عضو المجمع، طالب فيها الأزهر بالفتوى بمنع استخدام آيات القرآن الكريم كنغمة للموبايل".
وأضاف: "المطالبة جاءت على أساس أن استخدام آيات القرآن نغمة للجوال يتنافى مع جلال القرآن، كما أنه يؤدي إلى قطع الآية الكريمة قبل اكتمالها، مشيرا إلى أن الأزهر قرر كذلك مخاطبة الهيئة العام للاتصالات في مصر لمنع استخدام آيات القرآن رنة للموبايل".
كما أكد الدكتور مصطفى الشكعة مقدم الطلب أن ما يحدث من الإساءات البالغة الموجهة للقرآن عن طريق استبدال آيات في القرآن الكريم بجرس التليفون المحمول "أمر خطأ يتنافى مع قدسية القرآن الكريم، وكان ينبغي منعه نهائيا".
جلال القرآن
من جانبه أوضح الشيخ محمود عاشور، عضو مجمع البحوث الإسلامية ووكيل الأزهر السابق، أن "آيات القرآن لم تتنزل من السماء لاستخدامها في رنات (نغمات) المحمول أو غيرها مما لا يليق بجلال ومكانة القرآن الكريم".
وقال: "آيات القرآن تشتمل على أسماء الله الحسنى وصفاته وما لها من صفة القداسة، وبالتالي لا يجوز استخدامها في أمور فيها عبث أو انتقاص من شأن القرآن كالتي تستخدم فيها أصوات المطربين والمطربات حتى يظل القرآن بعيدا عن الأمور التي تمس قداسته".
وشدد عاشور على أن "استماع الناس للقرآن من خلال رنات المحمول قول غير مسلم به، فالناس لا تنتبه إليه، ولا تستمع، حيث إن النغمات جعلت للتنبيه بأن هناك من يتصل، ولا يليق بمكانة القرآن أن نجعله مكان نغمات الموسيقى وغيرها".
كما أكد الدكتور عبد المعطي بيومي، عضو المجمع، أنه "لا بد أن نصون الآيات عن الابتذال والسخرية بمعنى أن يتخذ الإنسان آية من آيات الله كرنة".
وكان د. علي جمعة، مفتي مصر، قد أعلن من قبل عدم جواز استخدام آيات من القرآن الكريم في رنين الهواتف المحمولة والرسائل عبرها، معتبرا أن في ذلك عبثا في قدسية القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى للتعبد بتلاوته والذكر والهداية.
وأكد في فتواه أن استخدام آيات القرآن الكريم في مثل هذه الأمور يخرجها من الإطار الذي شرعت من أجله؛ لأن الله عز وجل أمرنا بحفظ القرآن وعدم امتهان حرمته، وهو سبحانه الذي تكفل بحفظه من أي تحريف، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وقال يجب أن يظل القرآن بعيدا عن الأشياء التي تنزله من قداسته.
وكان المجمع الفقهي في المملكة العربية السعودية قد حرم في بيان صدر بمكة المكرمة 7-11-2007 استخدام آيات القرآن الكريم للتنبيه والانتظار في الهواتف الجوالة وما في حكمها.
وأوضح المجمع سبب تحريم استعمال الآيات القرآنية لما في هذا الاستعمال من تعريض القرآن للابتذال والامتهان بقطع التلاوة وإهمالها، ولأنه قد تتلى الآيات في مواطن لا تليق بها.