متنسّكٌ حرفي في ناموس العجز
سرٌ خطير.. مخيف.. يختمر عينيكَ بالحُزن الشهي
كانتفاضة سيف البرق في رحابة أزرق دامع .. ينزلق مني المداد للداخل ..
تندلق ألواني بهيمنة الارتباك!!
كيف لفُرْشاتي المرتعدة رهبةً ’’ الولوج من بواباتك العتيقة ؟
كيف لها عبور ملامح عالمك المزركش بفراشات الضوء ، وخصوبة الرذاذ ؟
هي شهقة حيرى ’’ تسربلت فضولها في خجلٍ
سأمارسها هذياناً جامحاً في مسافة سطر على ثغر ورقة يتوجها
البياض بأجنحة الروح ..
"منية"
دومري الشرق ملّ الفوانيس القديمة
زمن حافة الموت يتغلغل داخل رقاص ساعتي
تتعالى صراخات الأجساد الأخيرة
والمُزن يستحي الهطول هنا ويتعانق الشقيقان
لا مفاضلة بينهما الحنون هنا قاسٍ هناك والعكس صحيح
الموت والحياة
وجهان لكينونة واحدة ..
؛
؛
يجاذبني فيك الموت ؛ كي أحيا موتاً آخر
أقشر وجههُ القديم عن فقاعة حياة تهدينا رقصة أخيرة في مهب الريح ’’
كرقصة دُمى الثلج على ياقة قميص نيسان
رفقاً ...
سيغفو الصراخ على خاصرة الصفو بهيمنة انعتاق الوتر
وتتثاءب ملامح الزمن الصدئ عن رقعة حياه يبثها نبضك المرهف
خبزاً وتمْراً ..
حيث لانعاس سيغافل همهمات الأنامل المتهدجة شوقاً لثغر الورق ،
ولاعُقم سيتكور برعونته رحم الغيم ..
أيها الشرقي النبيل ...
لملم رعاف الضوء المُنكفئ في قبو الحزن وتعال ’’فللشمس وجه فاتن
يغرينا لنتلمسه معاً ..
وأناوحيد
لا أشبه جميعهم
نُبلي لا يبيحُلي فهم لغاتهم
يحسبونني أبلها ًولا أجيد اللغات
كلّ واحدٍ هنا هوآخرٌ لآخر
وكلّ واحد هنا هوالجدير وحده بالحياة
يمنح الآخر الموت
يرى بموت الآخرحياته
وأنــــــــــــا .. ميتٌ وحيّ
وأيضا وحيد
؛
؛
بكل وجوهي المتوحدة بك أحاول النّفاذ إليك
من ثقب نظرة غالبها صهيل الملح
جديريّن نحن بالحب.. بالحياة .. بعيداً عن جثث الحمقى
شيء كالرمح يعبرني ..يزفني إليك ترنيمة أخيرة للحن خالد
لم يولد بعد !!
يهرق كؤوس نزيفي على حافة الجنون ..يشطرني لأبعاض متناحرة
متلاقية في بقعة واحدة هي أنت و الظّل
وردة قلبي
تتلوى من فجيعة ذبول تلثم نياطها بنهمٍ طائش
لكنها تأبى الموت على طريقتك قبل أن تتقاسم وأنفاسك نشوة العطر
ألا زلت تشعر بالوحدة .. بالموت .. ؟؟
- نسائمك الشهية تزور صباحاتي ..مساءاتي .. لياليّ .. نهاراتي
محملّة بنبضك المفعم بالحب والحياة
وحدها تسرقني من حافة الموت إلى أزمنة أخرى
زمن الياسمين والثلج والنرجس
زمن اللمسة الأولى ، القبلة الأولى ، الهمسة الأولى بكلمة أحبّك
؛
؛
وكأنني أنت
وكأنكَ أنـــــــا
أسطورة لاتقبل القسمة على اثنين ..
أميزها جيداً نكهة هذا الصباح الهاطل من لُجة جبين الياسمين فقد أطبقت جفن الروح عليها
منذ الصرخة الأولى ..
صباح يرقرقني برحيق الحياة رغم انهمار شفق المغيب
في دروبي المكدسة بك و بالخنجر ..
يقتحمني بمواسم طفولة تقمّصتنا شحرورين متلهفين لضمة عش
حيث رنمنا الأمداء بأناشيد النرجس .. فوّحناها بهالات قلب الياسمين ..
أتسمع ؟؟
لازال اللحاء يردد صدى عناق اسمينها في محافل لمسات بيضاء لم تلوثها الخطيئة ..
لم تغربلها العواصف أو تأسرها حماقة القيد ..
زمن الموسيقى والرقص والغناء
وحدها أناملك تكفكف دمع الياسمين
وعيناك تبرّئ آنين الشرق بأنوارها الخضراء
هُبّي نسيما دائما ليستفيق العشب من إغماءة ركضهم الجائر
ليأتي أيلول بكراً ويحمل لنيسان حكايا نبضنا
لأمنحك قبلة الأمير..
؛
؛
وتجلجل كرنفالات القزح في شغاف ثوانينا الدافئة
فتموت الأقدام الغليظة منتحرة على طرقات الزّهر
اقترب أكثر لأراود عُطاش دِنانك بماء عيني ،
أهمس لمنديل أناملي
"أن كن لطيفاً به ... اربت على مواطئ دمع الياسمين بملء حريرية تحنانك "
تدور الفصول بي ولايدور نبضي إلا حول فصلك الخامس
بذاته الشوق الدفين في الأقاصي
بذاته الخوف من أيلولٍ يشتت أوراقنا الغضة في سهوب الفراق
من أيلول يجافي تعربش داليات الياسمين لجذور الوجد ، وسطوع النّوار في أفق الإحتياج ..
نعم ياأميري الشرقيّ المُدلل
سيأتي أيلول على شرفنا بكراً .. كريماً ..
سيتوضأ في عيوننا النهر ، ويتهجد في كفوفنا الروض ..
سيرتدي فتنة نيسان ليتصفح بنداوته حضور نبضاتنا العفيّة في باحة
لقاء عذريّ على ضفةٍ أخرى ’’ في زمنٍ آخر ..
منية الحسين