من أشد ما أثار حزنى ما كتبه الأستاذ محمد عبدالله عنان قبل عقودٍ من الزمن طويلة
المكتبة الأموية العظمى فى الأندلس
يقترن ذكر المكتبة الأموية العظيمة فى الأندلس بعصر المستنصر ولد عبد الرحمن الناصر،ففى عصره (961 ــ 986م) اتسع نطاقها اتساعاً عظيماً وتحولت من مكتبة خاصة إلى مكتبة قومية عظيمة،وغدت بضخامتها وتنوع محتوياتها أعظم مكتبات العصور الوسطى . ويرجع الفضل في ذلك إلى شخصية الحاكم المستنصر ذاته وإلى صفاته العلمية الممتازة وإلى شغفه العظيم بجمع الكتب مما ساهم فى ملء خزائن الأندلس بنفائس الكتب من كل فن،ومن كل قطر من أقطار العالم الإسلامى. وقدر المؤرخون محتويات المكتبة الأموية العظيمة بما بين أربعمائة ألف وستمائة ألف مجلد. هذا فى قرطبة فقط،ناهيك عن سبعين مكتبة أخرىكانت منتشرة فى الأندلس. وكفى بهذا دليلاً على مدى التقدم العظيم الذى بلغته الحركة الفكرية فى الأندلس فى ذلك العصر الزاهر.
ثم بدأ تهاوى الأندلس أمام زحف النصارى وبدأت تتساقط قواعدها. وكلما سقطت قاعدة نقلت ذخائرها الفكرية إلى القواعد الأخرى حتى سقطت معظم القواعد الكبرى مثل قرطبة واشبيلية وبلنسية ومرسية وغيرها فى أيدى الإسبان فقامت مملكة غرناطة الإسلامية الصغيرة على أنقاض الأندلس الكبرى فى الركن الجنوبى من شبه الجزيرة الإسبانية فيما بين نهر الوادى الكبير والبحر على مقربة من عدوة المغرب لتكون ملاذها وقت الخطر الداهم وشاء القدر أن تنهض هذه الأندلس الصغرى وأن تسطع،وأن تعيد دولة التفكير والأدب فى الأندلس عصراً آخر .
ثم بدأ الملكان الكاثوليكيان فرناندو وإيسابيلا ملكا إسبانيا المتحدة حربهما المدمرة للقضاء على مملكة غرناطة،آخر معاقل المسلمين فى الأندلس،وفى تلك الآونة المؤلمة التى شعر فيها أهل الأندلس بأن مصائرهم ومصائر وطنهم ودينهم أضحت تهتز فى يد القدر،غادر منهم الكثير وطنهم وعبروا البحر إلى العدوة المغربية،وحمل الكثير منهم كتبهم. ولكن مقادير عظيمة من ذخائر الأندلس الفكرية لبثت تثوى فى أماكنها الخاصة فى غرناطة وغيرها.
فلما حُمّ القضاء وسقطت غرناطة فى يد الإسبان فى يناير 1492م انتهت بذلك دولة الإسلام فى الأندلس وغدت بقايا الأمة الأندلسية العظيمة كالعبيد فى ظل الحكم الإسبانى . وقام الكاردينال خمنيس بجمع كل ما يستطاع جمعه من الكتب العربية من أهالى غرناطة وأرباضها، ونظمت أكداساً هائلة فى ميدان باب الرملة،أعظم ساحات المدينة،وفيها الكثير من المصاحف البديعة الزخرفة،وآلاف من كتب الآداب والعلوم،وأضرمت فيها النار جميعا،ولم يستثن منها سوي ثلاثمائة من كتب الطب والعلوم حُملت إلى الجامعة التى أنشأها فى "قلعة هنارس" وذهب ضحية هذا الإجراء الهمجى عشرات الألوف من الكتب العربية هى خلاصة ما تبقى من الفكر الإسلامى فى الأندلس . س
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 11-14-2016 في 12:55 AM.
سلاما جميلا أستاذنا الفاضل
حكاية الفردوس المفقود من أقسى الجراح التي لاتهدأ في قلب كل مسلم وعربي محب لتاريخه وعظمة حضارته التي شيدت على المحبة والتّسامح والتمازج بين الأقوام والمعتقدات
تحيتي لك
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
بالعلم ترتقي الأمم..الحاكم الجاهل لايحب العلم والمكتبات..يريد لشعبه الجهل ليتساوى مع عقله..
في تركيا مكتبة السليمانيه يرجع اليها الباحثون أسسها سليمان القانوني..والعباسيون اهتموا بالعلم فارتقت بهم الأمه..حتى جاء الجهله فضاعت البلاد وهرب العباد..
[QUOTE=قيس النزال;414350]بالعلم ترتقي الأمم..الحاكم الجاهل لايحب العلم والمكتبات..يريد لشعبه الجهل ليتساوى مع عقله..
******************
طبعا يا قيس ، الحاكم الجاهل عدو للمكتبات . ويتمنى بقاء شعبه جاهلا ، وأما الحاكم المثقف المطلع فإنه يملأ مكتبات الدولة بنفائس الكتب .