ثنائية (رسائلُ تتحدى السّجّان) كوكب البدري& سمير عودة

( رسائلُ تتحدى السَّجّان )
كوكب البدري& محمد سمير

أختاهُ إنَّ حياتًنا

حزنٌ وأزمانٌ تدورْ

لكنَّ فيها ومضةً

لسعادةٍ وبريقِ نورْ

مالي أراكِ كزهرةٍ

ذبُلتْ وليسَ لها حضورْ

مالي أرى الأشواكَ تجرحُ فيكِ ما يخفي الشّعورْ ؟

مالي أرى الآمالَ ضاعتْ

تحتَ عاصفةٍ تثورْ

مهما تحطّمتِ السفائنُ في متاهاتِ البحورْ

مهما غرقنا في الوحولِ وشدّنا المطرُ الغزيرْ

وغزتْ ثلوجُ الهمِّ أرواحَ العبادِ بزمهريرْ

إنا سنبقى شوكةً

في حلقِ أزمانٍ تدورْ

مايخطف ُ اللونَ المبَشِّرَ بالحمامْ
ليل تصدى للعبير
ورحى ًتمور ْ
في قلب عاصمة الضّياء
فأطبق الوطن المضرج بالنّحيب على الرّسائل والسّطور الرّاسيات ْ ؛
دمعا على خد النّخيل ْ
جرحا بلا دربٍ بديلْ
يأأيها المكتوبُ لي
قدرا تحاصرني رؤاه ْ
افقا يباعدني مداه ْ
أتراكَ ترسم خلف أسوار الحياه
رزنامة القهر المكبِّل للبريد ْ
ترنيمة الحلم المؤطر بالحديدْ:
لو أنّ أور ْ
نهضتْ بكاملها إليك ْ
تدنو إليكْ
وتدلّ فجر الصّابرين ْ
دوما عليك

أختاهُ كوني كالحديدِ أمامَ هذا الإغترابْ

أنتِ الأصيلةُ والجميلةُ

والقويةُ والتّقيّةُ

فاحملي همَّ الذين تركتهم خلفي

لأنَّ البعدَ يمكنُ أن يطولْ

فالسجنُ يا أختاهُ

باتَ جهنّمَ الدنيا التي قلبت لنا ظَهرَ المجنِّ

وها هي الأيامُ تقرضُ من أخيكِ جمالَ أحلامِ الشبابْ

والسجنُ مقبرةُ الشريفِ

يسومُهُ العملاءُ فيها

كلَّ أصنافِ العذابْ

مثلُ المرايا خلتني أتناثرٌ

فيلمني نبأ أتى ومآثرُ

فأخي أنا هزم الطّغاةَ شموخهُ

رغم الشّموس إذا بدتْ تزّاورُ

عن صبره ِ

عن عزمه ِ

عن جمرة الحزنِ المسربل في عيون صغاره ِ

ياأيّها المسكون في سفرِ السنابلِ

لاتبتئس ؛

دعني أمرّغ في الهتاف قصيدة وأفاخر ُ

إنّ السّجينَ حكايةً ؛ فلئنْ تطول ْ

ليل العذاب سينجلي ويغادر

في السجنِ

اقترفَ السّجّانونَ المهووسونَ

فظائعَ تحملُ أحقاداً ساديّةْ

كلُّ النزلاءِ اتُّهِموا

بالحبِّ الطاهرِ للوطنِ المسلوبِ على أيدي حفنةِ عملاءٍ

باعوا الدينً

وباعوا الأرضَ

وباعوا العرضَ

بحفنةِ أوراقٍ نقديّةْ

في السجنِ يهانُ الوطنيونَ على الأشهادِ

ويُصلَبُ أطهرُ أبناءِ بلادي

يتناثرُ لحمُ أحبائي

على مشنقةِ الحريّةْ

ما نالوا منا إلا الصبرَ

على تعذيبِ الجلادينَ

وإصراراً

كي نظفرَ يوماً بالحريّةْ

ياصوتَ الثّائرِ لاتلِنِ

فنِدَاكَ الشّمسُ على وطني

ياأولَ فخرٍ أرددهُ

وآخر دمعٍ لم يَبِنِ

لولا أن ماجَت بي سفني

فيفيضُ القلب ُ بالحَزَنِ

****

هذياني يُنْقَشُ في صمتي

اين المكتوب ؟ ألمْ يأنِ

فأخي قد طالت غربتهُ

وانا الموعودةُ ياسكني

قد عدتُ أفتش في أملي

وأسَطّرُ ماكان ولم يكنِ

فرؤاي تعذبُ في خُلُدي

مذ صارت تبرقُ في الوسنِ

مهما طالت غربتنا

لن يغلق سجني أبوابهْ

وسنخرج يوماً يا أختاهُ

ونمضي في ركبِ التطهيرْ

لنلقنَّ كل الدخلاءْ

درساً تحكي عن قسوتِهِ كتبُ التاريخِ

وكلُّ وكالاتِ الأنباءْ

وبرغمِ ظلامِ السجنِ

فنحنُ عَلِمناهم

بل نعرفهم بالأسماءْ

فليهنأ كلُّ الشهداءْ

فالوطنُ الغالي لا يقبلُ إلا الشرفاءْ

وسيلفظُ كلَّ العملاءْ

تعرفُ أسماءهم
وأحفظُ كل التّواريخ التي سمحوا لي بها برؤيتك من خلف القضبان
تعرفُ أنباءهم
وأعرفُ كل الحرائق التي التهمت وجهَ أمي، وكل البنادق التي زغردت ايذانا بمشرق الشّمس
وكل سفينة بناها أبي خشية من الطّوفان
وأحفظ كل اسراب الغمام وهي تهمي من عيون الثّكالى والأيامى مطرا أحمر َ يدقَّ على ليل السّجان
تحفظ أسماءهم ياأخي
وأنا أعدّ الايّام التي تبقت لقيامة يُبعَثُ بها الشّهداء
شاهدين على من باع وتوّلى
وأدبريسعى
وماعلم أنّ دمعة أمّي
كفيلة أن تُعَلّمَ الرّياح ، أنشودة الغضب

سنعلمُ كلَّ عصابات الإجرامِ

بأنَّ الأمةَ حينَ تثورُ على الطغيانِ

سينقلبُ السحرُ الأسودُ

في طرفةِ عينْ

وسنسحبهم بنواصيهم

نحو القدرِ المحتومِ

فتفرحُ كل ثكالى وطني المسلوبْ

وسنقطعُ أيدي كلَّ لصوصِ الزمنِ الغابرِ

فلنُرجعْ هذا المالَ المنهوبْ

لخزينةِ هذا الشعبِ المنكوبْ

ولنطرد هذا المحتلَّ الغاشمَ

عن أرضِ الوطنِ الطاهرِ

وليعلم هذا المحتلُّ

بأنَّ الطغيانَ هو الخاسرْ