آخر 10 مشاركات
لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          إعتراف (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ! قهوة دائمة (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - )           »          كتمان .. (الكاتـب : - )           »          يوميات فنجان قهوة (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هـذا الصبـــاح .... (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          توأمة (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الزمان > اختيارات أدبية > من قصص الشعراء،المحاكمات الأدبية

الملاحظات

الإهداءات
عصام احمد من فلسطين : الف الحمد لله على سلامتكم الاخت الفاضله منوبيه ودعواتنا لكم ان ترفلى دوما بثياب الصحة والعافيه ******** عصام احمد من فلسطين : اطيب الاوقات لكم ************ اتمنى ان يكون سبب غياب الغائبين خيرا ************ منوبية كامل الغضباني من من تونس : عميق الإمتنان ووفر العرفان لكم أستاذنا الخلوق عوض لجميل اهتمامكم وتعاطفكم ************متّعكم الله جميعا بموفزوالصّحة والعافية عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : سلامات و شفاء عاجلا لمبدعتنا و أديبتنا أ**** منوبية كامل و طهور و مغفرة بإذن الله************محبتي و الود منوبية كامل الغضباني من من القلب إلى القلب : كلّ الإمتنان صديقتي ديزي الرّقيقة اللّطيفة لفيض نبلك وأحاسيسك نحوي في محنتي الصّحيّة التي تمرّ بسلام بفضل دعائكم ومؤازرتكم جميعا دوريس سمعان من ألف سلامة : حمدا لله على سلامتك أديبتنا المتألقة منوبية من القلب دعاء بتمام الشفاء وعودتك لأهلك وأحبابك بخير وسلامة منوبية كامل الغضباني من من القلب : كلّ آيات الرفان والإمتنان للسيّدة الرّاقية عواطف عبد اللّطيف لمتابعتها وانشغالها بوضعي الصّحي وسؤالها الدّائم عنّي ****************ولكم جميعا أهل النّبع فماغير العلاقات الإنسانيّة تجمعنا ************دوام الصحة للجميع عواطف عبداللطيف من الحمد لله والشكر لله : على عودة الغالية منوبية لضفاف النبع بعد نجاح العملية الجراحية وتماثلها للشفاء,,

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-16-2010, 01:23 AM   رقم المشاركة : 1
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية سمير عودة






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سمير عودة غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 مجبولة بالحزن
0 الليل دونك
0 نار الوحدة

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي المحكمة الأدبية رقم ( 17) لـ أحمد بن زيدون

أحمد بن زيدون

وُلِدتُ في قرطبة سنة 1003م (394هـ) واسمي أحمد بن عبد الله بن زيدون أبي فقيه من سلالة بني مخزوم القرشيين، وجدّي لأمي صاحب الأحكام الوزير أبو بكر محمد ابن محمد بن إبراهيم، وكلمة صاحب الأحكام تعني أنه اشتغل بالفقه والقضاء.

تعلَّمت في جامعة قرطبة التي كانت أهم جامعات الأندلس يَفِدُ إليها طلاب العلم من الممالك الإسلامية والنصرانية على السواء.. ولمعت بين أقراني كشاعر.. وكان الشعر بداية تعرُّفي بفراشة ذلك العصر ولادة بنت المستكفي الخليفة الأموي الضعيف المعروف "بالتخلف والركاكة، مشتهرًا بالشرب والبطالة، سقيم السر والعلانية، أسير الشهوة، عاهر الخلوة" كما يقول عنه أبو حيان التوحيدي.

كانت ولادة جميلة مثقفة شاعرة مغنية، لها مجلس بقرطبة يضم أشهر مثقفي وشعراء هذا العصر،وقد أحببتها حبًّا ملك عليَّ حياتي، وأحبتني هي أيضًا، وعشت معها في السعادة أيامًا، ثم هجرتني لسبب تافه اختلف فيه المؤرخون بغناء إحدى جواريها في حضورها فأغضبها مني ذلك.. ولكي تغيظني وجدت عاشقًا جديدًا هو الوزير أبو عامر بن عبدوس..وقد حاولت إبعادها عن ابن عبدوس واستعادة الأيام الجميلة الماضية، لكنها رفضت، واتهمني ابن عبدوس بالضلوع في مؤامرة سياسية لقلب نظام الحكم وزُجَّ بي في السجن.. وكتبت قصائد كثيرة أستعطف فيها "أبا الحزم جهور" حاكم قرطبة، كما كتبت قصائد أخرى لأبي الوليد بن أبي الحزم ليتوسط لي لدى أبيه، وكان أبو الوليد يحبني ، لكن وساطته لم تنفع، فهربت من السجن، واختبأت في إحدى ضواحي قرطبة وبقيت أرسل المراسيل إلى الوليد وأبيه حتى تمَّ العفو عني، فلزمت أبا الوليد حتى تُوُفِّيَ أبو الحزم وخلفه أبو الوليد الذي ارتفع بي إلى مرتبة الوزارة.

أثناء ذلك كله لم أنْسَ حبي الكبير لولادة التي أهملتني تمامًا، فجعلني أبو الوليد سفيرًا له لدى ملوك الطوائف حتى أتسلى عن حبي بالأسفار وأنساه، لكن السفر زاد من حبي لولادة وشوقي إليها، فعدت إلى قرطبة.. وما لبثت أن اتهمت مرة أخرى بالاشتراك في محاولة قلب نظام الحكم على أبي الوليد بن جهور الذي غضب علي، فارتحلت عن قرطبة وذهبت إلى بلاط المعتضد بن عباد في أشبيلية، وهناك لقيت تكريمًا لم يسبق له مثيل، ثم زادت مكانتي وارتفعت في عهد المعتمد بن المعتضد، ودان لي السرور وأصبحت حياتي كلها أفراحًا لا يشوبها سوى حسادي في بلاط المعتمد أمثال "ابن عمار" و "ابن مرتين" اللذين كانا سببًا في هلاكي في الخامس عشر من رجب سنة 463 هجرية؛ إذ ثارت العامة في أشبيلية على اليهود فاقترحا على المعتمد إرسالي لتهدئة الموقف، واضطررت لتنفيذ أمر المعتمد رغم مرضي وكبر سني، مما أجهدني وزاد المرض علي فدهمني الموت.عام 1070م.

وبقيتُ حتى آخر يوم في حياتي شاعرًا عاشقًا، فبالشعر عشقت، وبالشعر خرجت من السجن، وبالشعر نلت حظوظي من الحياة.. ولم أنس أبدًا ذكرى ولادة وأيامي الجميلة معها.. وقد كانت حياتي المتقلبة، وحبي الكبير لولادة بالإضافة إلى أعمالي الشعرية والنثرية المتميزة موضوعات لدراسات وإبداعات كثيرة لعل أشهرها مسرحية الشاعر المصري فاروق جويدة "الوزير العاشق" التي قام ببطولتها عبد الله غيث وسميحة أيوب.

ومن أهم أعمالي الباقية للآن غير أشعاري "الرسالة الجدية" التي استعطفت فيها ابن جهور ليخرجني من السجن، و"الرسالة الهزلية" التي كتبتها على لسان ولادة ذمًّا في ابن عبدوس حبيبها الجديد، وهي الرسالة التي زادت الهوة بيني وبينها وعجلت بابن عبدوس ليزج بي في السجن.. وقد بقيت هاتان الرسالتان علامة على الموهبة الكبيرة والثقافة المتنوعة التي تميزت بها في أعمالي الشعرية والنثرية على السواء.

النونية الشهيرة


أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا =وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا

ألا وقد حانَ صُبح البَيْنِ صَبَّحنا =حِينٌ فقام بنا للحِين ناعِينا

مَن مُبلغ المُبْلِسينا بانتزاحِهم =حُزنًا مع الدهر لا يَبلى ويُبلينا

أن الزمان الذي ما زال يُضحكنا =أنسًا بقربهم قد عاد يُبكينا

غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا =بأن نَغُصَّ فقال الدهر آمينا

فانحلَّ ما كان معقودًا بأنفسنا =وانبتَّ ما كان موصولاً بأيدينا

لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم =رأيًا ولم نتقلد غيرَه دينا

ما حقنا أن تُقروا عينَ ذي حسد =بنا، ولا أن تسروا كاشحًا فينا

كنا نرى اليأس تُسلينا عوارضُه =وقد يئسنا فما لليأس يُغرينا

بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحُنا =شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا

نكاد حين تُناجيكم ضمائرُنا =يقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا

حالت لفقدكم أيامنا فَغَدَتْ =سُودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا

إذ جانب العيش طَلْقٌ من تألُّفنا =وموردُ اللهو صافٍ من تصافينا

وإذ هَصَرْنا غُصون الوصل دانية =قطوفُها فجنينا منه ما شِينا

ليسقِ عهدكم عهد السرور فما =كنتم لأرواحنا إلا رياحينا

لا تحسبوا نَأْيكم عنا يُغيِّرنا =أن طالما غيَّر النأي المحبينا

والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً =منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا

يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به =من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينا

واسأل هناك هل عنَّي تذكرنا =إلفًا، تذكره أمسى يُعنِّينا

ويا نسيمَ الصِّبا بلغ تحيتنا =من لو على البعد حيًّا كان يُحيينا

فهل أرى الدهر يَقصينا مُساعَفةً =منه ولم يكن غِبًّا تقاضينا

ربيب ملك كأن الله أنشأه =مسكًا وقدَّر إنشاء الورى طينا

أو صاغه ورِقًا محضًا وتَوَّجَه =مِن ناصع التبر إبداعًا وتحسينا

إذا تَأَوَّد آدته رفاهيَة =تُومُ العُقُود وأَدْمَته البُرى لِينا

كانت له الشمسُ ظِئْرًا في أَكِلَّتِه =بل ما تَجَلَّى لها إلا أحايينا

كأنما أثبتت في صحن وجنته =زُهْرُ الكواكب تعويذًا وتزيينا

ما ضَرَّ أن لم نكن أكفاءَه شرفًا =وفي المودة كافٍ من تَكَافينا

يا روضةً طالما أجْنَتْ لَوَاحِظَنا =وردًا أجلاه الصبا غَضًّا ونَسْرينا

ويا حياةً تَمَلَّيْنا بزهرتها =مُنًى ضُرُوبًا ولذَّاتٍ أفانِينا

ويا نعيمًا خَطَرْنا من غَضَارته =في وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَه حِينا

لسنا نُسَمِّيك إجلالاً وتَكْرِمَة =وقدرك المعتلى عن ذاك يُغنينا

إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ في صفةٍ =فحسبنا الوصف إيضاحًا وتَبيينا

يا جنةَ الخلد أُبدلنا بسَلْسِلها =والكوثر العذب زَقُّومًا وغِسلينا

كأننا لم نَبِت والوصل ثالثنا =والسعد قد غَضَّ من أجفان واشينا

سِرَّانِ في خاطرِ الظَّلْماء يَكتُمُنا =حتى يكاد لسان الصبح يُفشينا

لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْ =عنه النُّهَى وتَركْنا الصبر ناسِينا

إذا قرأنا الأسى يومَ النَّوى سُوَرًا =مكتوبة وأخذنا الصبر تَلْقِينا

أمَّا هواكِ فلم نعدل بمنهله =شِرْبًا وإن كان يروينا فيُظمينا

لم نَجْفُ أفق جمال أنت كوكبه =سالين عنه ولم نهجره قالينا

ولا اختيارًا تجنبناه عن كَثَبٍ =لكن عدتنا على كره عوادينا

نأسى عليك إذا حُثَّت مُشَعْشَعةً =فينا الشَّمُول وغنَّانا مُغَنِّينا

لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى من شمائلنا =سِيمَا ارتياحٍ ولا الأوتارُ تُلهينا

دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظةً =فالحُرُّ مَنْ دان إنصافًا كما دِينَا

فما اسْتَعَضْنا خليلاً مِنك يَحْبسنا =ولا استفدنا حبيبًا عنك يُثْنينا

ولو صَبَا نَحْوَنا من عُلْوِ مَطْلَعِه =بدرُ الدُّجَى لم يكن حاشاكِ يُصْبِينا

أَوْلِي وفاءً وإن لم تَبْذُلِي صِلَةً =فالطيفُ يُقْنِعُنا والذِّكْرُ يَكْفِينا

وفي الجوابِ متاعٌ لو شفعتِ به =بِيْضَ الأيادي التي ما زلْتِ تُولِينا

عليكِ مِني سلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ =صَبَابةٌ منكِ نُخْفِيها فَتُخفينا

لابد لمن يتحدث عن الحبّ في الأدب الأندلسي من التوقف عندي وحبّي للأميرة ولادة بنت المستكفي بالله, آخر الخلفاء الأمويين في القرن الحادي عشر الميلادي. حيث نشأتُ في بيت علم وجاه واشتُهرت منذ مطلع شبابي بجودة شعري ونثري, وسعة ثقافتي ووسامة طلعتي, وشبّت ولادة في قصر الخلافة من أم أجنبية, فكانت آية في الجمال, كما وصفها المؤرخون وكذلك أنا في شعري, ميّالة للتحرر, فتحت قصرها لاستقبال الشعراء والأدباء بعد مقتل أبيها متحرّرة من القيود السابقة, فكان لمنتداها أثر كبير في المجتمع القرطبي إبان حكم أبي الحزم بن جهور فيه, وأثرٌ أعمق في حياتي وشعري منذ أن التقينا في ندوتها, وأنا وزير آنذاك في حكومة ابن جهور. ولم أكن أقلّ عراقة من الأميرة ولادة لتحدري من أسرة المخزومي المعروفة, فأُعجبت بي بادئ الأمر وهمتُ بها منذ أول لقاء في قصرها, فأخذنا نتبادل الرسائل الشعرية بعد فترة وجيزة التي عبّرت لنا عن حبنا الكبير على مدى ثلاثين سنة من حياتنا, ولكن ما وصل إليكم من شعر ولادة قليل جداً بالقياس إلى قصائدي فيها التي تملأ ديواني بالإضافة إلى رسالتي الهزلية التي وجّهتها إلى خصمي في حبها الوزير ابن عبدوس. لقد نعمت بحبي لولادة وشقيتُ لما لقيته من مؤامرات علي أدّت إلى بعدي عنها وعن قرطبة ولكنها لم تتمكن من تدمير حبّي الجامح لها. لقد أرسلت إليها بعد أوّل لقاء هذين البيتين الرقيقين:



إلا ذكرتُكِ ذكرَ العَيْن بالأَثَرِ =ما جالَ بَعْدَكِ لحْظي في سَنا قمرٍ
فهمتُ معنى الهوى من وَحْي طَرفِكِ لي= إن الحِوارَ لمفهومٌ من الحَوَرِ

تشير أشعاري في ولادة إلى أنها لعبت بعواطفي في بادئ الأمر مع أنها أعجبت بي منذ أول لقاء, فكنت أرسل إليها أبياتاً من شعري المعبّر بصدق عن حبي لها دون أن تتجاوب أو تردّ عليها إلى أن أعربت لي عن ميلها إلي بإرسال باقة من الياسمين لي بواسطة جاريتها عتبة الملازمة لها, ففرحتُ أيّما فرح, وأرسلت إليها الأبيات التالية أخاطبها فيها بصيغة المذكّر دفعاً للشبهات:



ورامشةٍ يَشْفِي الغليلَ نسيمُها= مُضمّخةِ الأنفاسِ, طيبةِ النَّشْرِ

أشارَ بها نحوي بنانٌ مُنْعَمٌ =لأَغيد مكحولِ المدامعِ بالسِّحْر
إذا هو أهدى الياسمينَ بِكَفِّهِ=أَخذتُ النجومَ الزُّهْرَ من راحةِ البَدْرِ

له خُلُقٌ عذبٌ, وَخلْقٌ مُحَسَّنُ =وطرفٌ كَعَرْفِ الطيبِ أوْ نَشْوَةِ الْخَمْرِ

يُعَلِّلُ نفسي من حديثٍ تَلَذُّهُ =كَمِثْلِ المنى والوَصْلِ في عُقْبِ الهَجْرِ

ولما لم تردّ بعثت إليها بأبيات لاحقة من أرق شعري فأرسلت إلي مع جاريتها عُتْبة قصاصة تقول لي فيها:



ترقَّبْ إذا جُنَّ الليلُ زيارتي= فَإني رأيتُ الليلَ أكْتَمَ للْسِّرِّ

وبي مِنْك ما لو كانَ بالشمسِ لم تَلُحْ= وبالبدْرِ لم يَطْلُعْ, وبالنجم لم يسْرِ!

وأحسستُ أني ملكتُ الدنيا كلها عندما قرأت بوحها بحبها لي لي.












التوقيع

نحنُ يا سيدتي
ندّانِ...
لا ينفصلان

https://msameer63hotmailcom.blogspot.com/
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 07-15-2011 في 01:03 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 09-16-2010, 07:04 PM   رقم المشاركة : 2
أديبة
 
الصورة الرمزية شروق العوفير





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شروق العوفير غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 سَوْط القَدَرْ
0 ليتني...
0 فوضى إحساس

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: المحكمة الأدبية

شكرا على متابعة المحاكمة
لي عودة ياعاشق ولادة

ساكون هنا قريبا







  رد مع اقتباس
قديم 09-17-2010, 07:33 PM   رقم المشاركة : 3
أديبة
 
الصورة الرمزية شروق العوفير





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شروق العوفير غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 سَوْط القَدَرْ
0 ليتني...
0 فوضى إحساس

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: المحكمة الأدبية

شاعرنا صاحب النونية رائعة الاشعار

تنتمي إلى قبيلة مخزوم التي يتحدّر منها القائد خالد بن الوليد والشاعر عمر بن أبي ربيعة.


عشت في قرطبة وكنت ذا مواهب جمة وكانت قرطبة تحت حكم بني جهْوَر الذي

يعد عصره أزهى عصر أدبي في الأندلس، وفي شبابك كنت تتردد على الصالون الأدبي

لولادة بنت المستكفي فنشأت بينكما علاقة حب متبادل لاسيما في بداياتها.


شاركت في الأحداث السياسية وتوزعت حياكه كلها بين الحب والسياسة معاً

وقد قرّبك أمير قرطبة إليه وولاك الوزارة وطابت لك الأيام بين الحب والسياسة

والمناصب والزيارات المتبادلة. على أن هذه السعادة لم تدم طويلاً فقد نافسك فيها وزير

آخر هو ابن عبدوس الذي راح يكيد لك مع جملة من الحسّاد والمنافسين،

وقد أفلحوا في دسائسهم وسجنت لأسباب سياسية مفتعلة، ومكثت في السجن عامين،

وانت تنظم الشعر في استعطاف ابن جهْوَر من دون فائدة وفي الوقت نفسه لم تنس حب

ولادة وانت تعاني عذاب السجن، فكنت ترسل إليها القصائد الرائعة وتؤكد حبك لها،

ولما يئست من عفو أمير قرطبة عنك لجأت إلى الفرار من سجنك، وأقمت في ضاحية

قرطبة متوارياً عن الأنظار وأقبل عليك الربيع وانت هناك،


فنظمت قصيدتك المشهورة التي يحفظها معظمنا، ومطلعها:

أضحى التنائي بديلاًً من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا

أما ولادة التي لم يخلد ذكرها لا بهاؤها ولا ادبها انما خلدها شعرك فقد بقيت

في أول الأمر على حبها لك ولكن لم يحصل لقاؤها بك لدواعٍ سياسية مختلفة

فكتبت إليك أبياتاً أولها:

ألا هل لنا من بعد هذا التفرّق سبيل فيشكو كل صبّ بما لقي

ولم تلبث أن سئمت الانتظار وكان الوزير ابن عبدوس مستمراً في محاولة التواصل معها،

حتى وجد قبولاً لديها فانصرفت إليه.

وفي تلك الأثناء مات أمير قرطبة ابن جهْوَر، فعدت إليها وانضممت إلى ولده

وكنت صديقاً له، فعاد الحسّاد إلى مناوئتك، فانتقلت إلى إشبيلية متصلاً بأميرها

عبّاد الملقب بالمعتضد، فجعلك هذا وزيراً له.

ومما يروى عن حياة ولادة فهي بنت المستكفي آخر خلفاء الأندلس،

وقد كان سيئ السيرة ضعيفاً، مجاهراً بالملذات فخلعه أهل قرطبة، ومات مقتولاً

أو مسموماً، وكانت ولادة يومئذ في السادسة عشرة من عمرها،وقد ربى ابنته

على حياة لاهية عابثة تلائم سيرته، وكانت في الوقت نفسه أديبة شاعرة،

حسنة المظهر والمذاكرة، وكان لها في منزلها بقرطبة مجلس أدبي أشبه

بمنتدى سكينة بنت الحسين في المدينة المنورة، وهذا المجلس كان يضم

عدداً من الشعراء والأدباء والظرفاء.

وكانت ولادة في المغرب كعليّة بنت المهدي أخت هارون الرشيد في المشرق ببغداد

فلا عجب أن تهيم بها وتقول فيها القصائد الذائعة طوال حياتك

ولما عدت إلى الوزارة بعد سجنك عادت إليك ولكن بعض الجفاء كان يسود علاقتكما

ولاسيما أنك أظهرت ميلاً إلى جارية لولادة، بديعة تدعى «سكرى»

وهي إسبانية الأصل، شقراء،وهذا ما أغضب ولادة وبدأت النفرة تستحكم بينكما واستغلّ

ابن عبدوس ذلك فراح يتقرب إليها.

ويروى ان ولادة كانت امرأة لعوباً، متقلبة، لا تعرف الإخلاص في الحب،ولم تتزوج في حياتها

ولها أشعار يشيع فيها العبث والإقذاع، ومما يمكن روايته لها، قولها:

أنا والله أصلح للمعالي وأمشي مشيتي وأتيه تيها
أمكّن عاشقي من صحن خدي وأعطي قبلتي من يشتهيها

و حتى ابن عبدوس لم تخلص له في حبها بل اتخذته هدفاً للعبث به والترويح

عن نفسها، وهذا ما دفعك إلى إنشاء الرسالة الهزْلية التي أرسلتها إلى ابن عبدوس

على لسان ولادة تهزأ به وتهجوه بكلمات قاسية.

انطبع شعرك بالجمال والقمة وانعكست اثار الطبيعة الخلابة عليه

فجاء وصفك للطبيعة ينضح بالخيال ويفيض بالعاطفة والمشاعر

الجياشة كما امتزج سحر الطبيعة بلوعة الحب وذكريات الهوى فكان وصفك

مزيجا عبقريا من الصور الجميلة والمشاعر الدافقة

كنت صادقا بعيدا عن التكلف تميل الى التجديد في المعاني وابتكار الصور الجديدة

كلما ذكرت الاندلس الا وتبادر الى الذهن اسمك ويوجد بقرطبة اشياء كثيرة

تخلد ذكراك منها عامود من الرخام في أحد الميادين نقش عليه بيتين من شعرك

لم يكن أجمل من نقشهما إلا معناهما

يا من غدوت به في الناس مشتهــرا
قلبي يقاسي عليك الهم والفـــــــــكر


إن غبت لم ألق إنساناً يؤانســــــني
وإن حضرت فكل الناس قد حضروا








  رد مع اقتباس
قديم 09-18-2010, 12:10 PM   رقم المشاركة : 4
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية سمير عودة






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سمير عودة غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 مجبولة بالحزن
0 الليل دونك
0 نار الوحدة

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: المحكمة الأدبية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شروق العوفير نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   شاعرنا صاحب النونية رائعة الاشعار

تنتمي إلى قبيلة مخزوم التي يتحدّر منها القائد خالد بن الوليد والشاعر عمر بن أبي ربيعة.


عشت في قرطبة وكنت ذا مواهب جمة وكانت قرطبة تحت حكم بني جهْوَر الذي

يعد عصره أزهى عصر أدبي في الأندلس، وفي شبابك كنت تتردد على الصالون الأدبي

لولادة بنت المستكفي فنشأت بينكما علاقة حب متبادل لاسيما في بداياتها.


شاركت في الأحداث السياسية وتوزعت حياكه كلها بين الحب والسياسة معاً

وقد قرّبك أمير قرطبة إليه وولاك الوزارة وطابت لك الأيام بين الحب والسياسة

والمناصب والزيارات المتبادلة. على أن هذه السعادة لم تدم طويلاً فقد نافسك فيها وزير

آخر هو ابن عبدوس الذي راح يكيد لك مع جملة من الحسّاد والمنافسين،

وقد أفلحوا في دسائسهم وسجنت لأسباب سياسية مفتعلة، ومكثت في السجن عامين،

وانت تنظم الشعر في استعطاف ابن جهْوَر من دون فائدة وفي الوقت نفسه لم تنس حب

ولادة وانت تعاني عذاب السجن، فكنت ترسل إليها القصائد الرائعة وتؤكد حبك لها،

ولما يئست من عفو أمير قرطبة عنك لجأت إلى الفرار من سجنك، وأقمت في ضاحية

قرطبة متوارياً عن الأنظار وأقبل عليك الربيع وانت هناك،


فنظمت قصيدتك المشهورة التي يحفظها معظمنا، ومطلعها:

أضحى التنائي بديلاًً من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا

أما ولادة التي لم يخلد ذكرها لا بهاؤها ولا ادبها انما خلدها شعرك فقد بقيت

في أول الأمر على حبها لك ولكن لم يحصل لقاؤها بك لدواعٍ سياسية مختلفة

فكتبت إليك أبياتاً أولها:

ألا هل لنا من بعد هذا التفرّق سبيل فيشكو كل صبّ بما لقي

ولم تلبث أن سئمت الانتظار وكان الوزير ابن عبدوس مستمراً في محاولة التواصل معها،

حتى وجد قبولاً لديها فانصرفت إليه.

وفي تلك الأثناء مات أمير قرطبة ابن جهْوَر، فعدت إليها وانضممت إلى ولده

وكنت صديقاً له، فعاد الحسّاد إلى مناوئتك، فانتقلت إلى إشبيلية متصلاً بأميرها

عبّاد الملقب بالمعتضد، فجعلك هذا وزيراً له.

ومما يروى عن حياة ولادة فهي بنت المستكفي آخر خلفاء الأندلس،

وقد كان سيئ السيرة ضعيفاً، مجاهراً بالملذات فخلعه أهل قرطبة، ومات مقتولاً

أو مسموماً، وكانت ولادة يومئذ في السادسة عشرة من عمرها،وقد ربى ابنته

على حياة لاهية عابثة تلائم سيرته، وكانت في الوقت نفسه أديبة شاعرة،

حسنة المظهر والمذاكرة، وكان لها في منزلها بقرطبة مجلس أدبي أشبه

بمنتدى سكينة بنت الحسين في المدينة المنورة، وهذا المجلس كان يضم

عدداً من الشعراء والأدباء والظرفاء.

وكانت ولادة في المغرب كعليّة بنت المهدي أخت هارون الرشيد في المشرق ببغداد

فلا عجب أن تهيم بها وتقول فيها القصائد الذائعة طوال حياتك

ولما عدت إلى الوزارة بعد سجنك عادت إليك ولكن بعض الجفاء كان يسود علاقتكما

ولاسيما أنك أظهرت ميلاً إلى جارية لولادة، بديعة تدعى «سكرى»

وهي إسبانية الأصل، شقراء،وهذا ما أغضب ولادة وبدأت النفرة تستحكم بينكما واستغلّ

ابن عبدوس ذلك فراح يتقرب إليها.

ويروى ان ولادة كانت امرأة لعوباً، متقلبة، لا تعرف الإخلاص في الحب،ولم تتزوج في حياتها

ولها أشعار يشيع فيها العبث والإقذاع، ومما يمكن روايته لها، قولها:

أنا والله أصلح للمعالي وأمشي مشيتي وأتيه تيها
أمكّن عاشقي من صحن خدي وأعطي قبلتي من يشتهيها

و حتى ابن عبدوس لم تخلص له في حبها بل اتخذته هدفاً للعبث به والترويح

عن نفسها، وهذا ما دفعك إلى إنشاء الرسالة الهزْلية التي أرسلتها إلى ابن عبدوس

على لسان ولادة تهزأ به وتهجوه بكلمات قاسية.

انطبع شعرك بالجمال والقمة وانعكست اثار الطبيعة الخلابة عليه

فجاء وصفك للطبيعة ينضح بالخيال ويفيض بالعاطفة والمشاعر

الجياشة كما امتزج سحر الطبيعة بلوعة الحب وذكريات الهوى فكان وصفك

مزيجا عبقريا من الصور الجميلة والمشاعر الدافقة

كنت صادقا بعيدا عن التكلف تميل الى التجديد في المعاني وابتكار الصور الجديدة

كلما ذكرت الاندلس الا وتبادر الى الذهن اسمك ويوجد بقرطبة اشياء كثيرة

تخلد ذكراك منها عامود من الرخام في أحد الميادين نقش عليه بيتين من شعرك

لم يكن أجمل من نقشهما إلا معناهما

يا من غدوت به في الناس مشتهــرا
قلبي يقاسي عليك الهم والفـــــــــكر


إن غبت لم ألق إنساناً يؤانســــــني
وإن حضرت فكل الناس قد حضروا



...................................
سيدتي الفاضلة شروق
إن المحب يتغاضى عن كل عيوب حبيبه مهما كثرت وكبرت
حتى أن بعض المحبين يرون في عيوب الأحبة ومثالبهم محاسن
وهذا ما جعلني أحبها إلى آخر لحظة في حياتي
..........
على كل حال أشكرك جزيل الشكر على ما تفضلتِ بتوضيحه
مع الإحترام والتقدير
الشاعر العاشق
أحمد بن زيدون












التوقيع

نحنُ يا سيدتي
ندّانِ...
لا ينفصلان

https://msameer63hotmailcom.blogspot.com/
  رد مع اقتباس
قديم 09-20-2010, 07:00 AM   رقم المشاركة : 5
أديب
 
الصورة الرمزية مهتدي مصطفى غالب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :مهتدي مصطفى غالب غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: المحكمة الأدبية

شكراً لك يا صديقي
أول عمل شعري لي مطبوع ..
كان قصيدة طويلة بعنوان :
( هواجس الملك الضليل)
قيل فيها :
(قصيدة تملأ كأس الحاضر بخمر الماضي ...
ليشرب المتلقي حضور الملك الضليل في ذهمية الشاعر الآنيّة ...
فيتقمصه لينسج قصيدة خمر و نساء و ألم مقيم )
أنت من الشعراء الذين أعطوا القصيدة العربية حداثتها ...
قبل أن يولد الفكر الحداثوي .... بمئات السنين ...
أعتز بأني أحبك لحد التماهي مع لحظاتك الشعرية ... و أناشاعر قصيدة النثر ...
فالشعر دائما يا صديقي يتجاوز كل الصيغ الفنية ... و يروح إلى الشاعرية و الجمالية
شكراً ... شكراً ... شكراً لك ..






  رد مع اقتباس
قديم 09-20-2010, 07:19 AM   رقم المشاركة : 6
أديب
 
الصورة الرمزية مهتدي مصطفى غالب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :مهتدي مصطفى غالب غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: المحكمة الأدبية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سمير نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
أحمد بن زيدون


وُلِدتُ في قرطبة سنة 1003م (394هـ) واسمي أحمد بن عبد الله بن زيدون أبي فقيه من سلالة بني مخزوم القرشيين، وجدّي لأمي صاحب الأحكام الوزير أبو بكر محمد ابن محمد بن إبراهيم، وكلمة صاحب الأحكام تعني أنه اشتغل بالفقه والقضاء.

تعلَّمت في جامعة قرطبة التي كانت أهم جامعات الأندلس يَفِدُ إليها طلاب العلم من الممالك الإسلامية والنصرانية على السواء.. ولمعت بين أقراني كشاعر.. وكان الشعر بداية تعرُّفي بفراشة ذلك العصر ولادة بنت المستكفي الخليفة الأموي الضعيف المعروف "بالتخلف والركاكة، مشتهرًا بالشرب والبطالة، سقيم السر والعلانية، أسير الشهوة، عاهر الخلوة" كما يقول عنه أبو حيان التوحيدي.

كانت ولادة جميلة مثقفة شاعرة مغنية، لها مجلس بقرطبة يضم أشهر مثقفي وشعراء هذا العصر،وقد أحببتها حبًّا ملك عليَّ حياتي، وأحبتني هي أيضًا، وعشت معها في السعادة أيامًا، ثم هجرتني لسبب تافه اختلف فيه المؤرخون بغناء إحدى جواريها في حضورها فأغضبها مني ذلك.. ولكي تغيظني وجدت عاشقًا جديدًا هو الوزير أبو عامر بن عبدوس..وقد حاولت إبعادها عن ابن عبدوس واستعادة الأيام الجميلة الماضية، لكنها رفضت، واتهمني ابن عبدوس بالضلوع في مؤامرة سياسية لقلب نظام الحكم وزُجَّ بي في السجن.. وكتبت قصائد كثيرة أستعطف فيها "أبا الحزم جهور" حاكم قرطبة، كما كتبت قصائد أخرى لأبي الوليد بن أبي الحزم ليتوسط لي لدى أبيه، وكان أبو الوليد يحبني ، لكن وساطته لم تنفع، فهربت من السجن، واختبأت في إحدى ضواحي قرطبة وبقيت أرسل المراسيل إلى الوليد وأبيه حتى تمَّ العفو عني، فلزمت أبا الوليد حتى تُوُفِّيَ أبو الحزم وخلفه أبو الوليد الذي ارتفع بي إلى مرتبة الوزارة.

أثناء ذلك كله لم أنْسَ حبي الكبير لولادة التي أهملتني تمامًا، فجعلني أبو الوليد سفيرًا له لدى ملوك الطوائف حتى أتسلى عن حبي بالأسفار وأنساه، لكن السفر زاد من حبي لولادة وشوقي إليها، فعدت إلى قرطبة.. وما لبثت أن اتهمت مرة أخرى بالاشتراك في محاولة قلب نظام الحكم على أبي الوليد بن جهور الذي غضب علي، فارتحلت عن قرطبة وذهبت إلى بلاط المعتضد بن عباد في أشبيلية، وهناك لقيت تكريمًا لم يسبق له مثيل، ثم زادت مكانتي وارتفعت في عهد المعتمد بن المعتضد، ودان لي السرور وأصبحت حياتي كلها أفراحًا لا يشوبها سوى حسادي في بلاط المعتمد أمثال "ابن عمار" و "ابن مرتين" اللذين كانا سببًا في هلاكي في الخامس عشر من رجب سنة 463 هجرية؛ إذ ثارت العامة في أشبيلية على اليهود فاقترحا على المعتمد إرسالي لتهدئة الموقف، واضطررت لتنفيذ أمر المعتمد رغم مرضي وكبر سني، مما أجهدني وزاد المرض علي فدهمني الموت.عام 1070م.

وبقيتُ حتى آخر يوم في حياتي شاعرًا عاشقًا، فبالشعر عشقت، وبالشعر خرجت من السجن، وبالشعر نلت حظوظي من الحياة.. ولم أنس أبدًا ذكرى ولادة وأيامي الجميلة معها.. وقد كانت حياتي المتقلبة، وحبي الكبير لولادة بالإضافة إلى أعمالي الشعرية والنثرية المتميزة موضوعات لدراسات وإبداعات كثيرة لعل أشهرها مسرحية الشاعر المصري فاروق جويدة "الوزير العاشق" التي قام ببطولتها عبد الله غيث وسميحة أيوب.

ومن أهم أعمالي الباقية للآن غير أشعاري "الرسالة الجدية" التي استعطفت فيها ابن جهور ليخرجني من السجن، و"الرسالة الهزلية" التي كتبتها على لسان ولادة ذمًّا في ابن عبدوس حبيبها الجديد، وهي الرسالة التي زادت الهوة بيني وبينها وعجلت بابن عبدوس ليزج بي في السجن.. وقد بقيت هاتان الرسالتان علامة على الموهبة الكبيرة والثقافة المتنوعة التي تميزت بها في أعمالي الشعرية والنثرية على السواء.


النونية الشهيرة



أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا =وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا

ألا وقد حانَ صُبح البَيْنِ صَبَّحنا =حِينٌ فقام بنا للحِين ناعِينا

مَن مُبلغ المُبْلِسينا بانتزاحِهم =حُزنًا مع الدهر لا يَبلى ويُبلينا

أن الزمان الذي ما زال يُضحكنا =أنسًا بقربهم قد عاد يُبكينا

غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا =بأن نَغُصَّ فقال الدهر آمينا

فانحلَّ ما كان معقودًا بأنفسنا =وانبتَّ ما كان موصولاً بأيدينا

لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم =رأيًا ولم نتقلد غيرَه دينا

ما حقنا أن تُقروا عينَ ذي حسد =بنا، ولا أن تسروا كاشحًا فينا

كنا نرى اليأس تُسلينا عوارضُه =وقد يئسنا فما لليأس يُغرينا

بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحُنا =شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا

نكاد حين تُناجيكم ضمائرُنا =يقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا

حالت لفقدكم أيامنا فَغَدَتْ =سُودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا

إذ جانب العيش طَلْقٌ من تألُّفنا =وموردُ اللهو صافٍ من تصافينا

وإذ هَصَرْنا غُصون الوصل دانية =قطوفُها فجنينا منه ما شِينا

ليسقِ عهدكم عهد السرور فما =كنتم لأرواحنا إلا رياحينا

لا تحسبوا نَأْيكم عنا يُغيِّرنا =أن طالما غيَّر النأي المحبينا

والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً =منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا

يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به =من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينا

واسأل هناك هل عنَّي تذكرنا =إلفًا، تذكره أمسى يُعنِّينا

ويا نسيمَ الصِّبا بلغ تحيتنا =من لو على البعد حيًّا كان يُحيينا

فهل أرى الدهر يَقصينا مُساعَفةً =منه ولم يكن غِبًّا تقاضينا

ربيب ملك كأن الله أنشأه =مسكًا وقدَّر إنشاء الورى طينا

أو صاغه ورِقًا محضًا وتَوَّجَه =مِن ناصع التبر إبداعًا وتحسينا

إذا تَأَوَّد آدته رفاهيَة =تُومُ العُقُود وأَدْمَته البُرى لِينا

كانت له الشمسُ ظِئْرًا في أَكِلَّتِه =بل ما تَجَلَّى لها إلا أحايينا

كأنما أثبتت في صحن وجنته =زُهْرُ الكواكب تعويذًا وتزيينا

ما ضَرَّ أن لم نكن أكفاءَه شرفًا =وفي المودة كافٍ من تَكَافينا

يا روضةً طالما أجْنَتْ لَوَاحِظَنا =وردًا أجلاه الصبا غَضًّا ونَسْرينا

ويا حياةً تَمَلَّيْنا بزهرتها =مُنًى ضُرُوبًا ولذَّاتٍ أفانِينا

ويا نعيمًا خَطَرْنا من غَضَارته =في وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَه حِينا

لسنا نُسَمِّيك إجلالاً وتَكْرِمَة =وقدرك المعتلى عن ذاك يُغنينا

إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ في صفةٍ =فحسبنا الوصف إيضاحًا وتَبيينا

يا جنةَ الخلد أُبدلنا بسَلْسِلها =والكوثر العذب زَقُّومًا وغِسلينا

كأننا لم نَبِت والوصل ثالثنا =والسعد قد غَضَّ من أجفان واشينا

سِرَّانِ في خاطرِ الظَّلْماء يَكتُمُنا =حتى يكاد لسان الصبح يُفشينا

لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْ =عنه النُّهَى وتَركْنا الصبر ناسِينا

إذا قرأنا الأسى يومَ النَّوى سُوَرًا =مكتوبة وأخذنا الصبر تَلْقِينا

أمَّا هواكِ فلم نعدل بمنهله =شِرْبًا وإن كان يروينا فيُظمينا

لم نَجْفُ أفق جمال أنت كوكبه =سالين عنه ولم نهجره قالينا

ولا اختيارًا تجنبناه عن كَثَبٍ =لكن عدتنا على كره عوادينا

نأسى عليك إذا حُثَّت مُشَعْشَعةً =فينا الشَّمُول وغنَّانا مُغَنِّينا

لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى من شمائلنا =سِيمَا ارتياحٍ ولا الأوتارُ تُلهينا

دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظةً =فالحُرُّ مَنْ دان إنصافًا كما دِينَا

فما اسْتَعَضْنا خليلاً مِنك يَحْبسنا =ولا استفدنا حبيبًا عنك يُثْنينا

ولو صَبَا نَحْوَنا من عُلْوِ مَطْلَعِه =بدرُ الدُّجَى لم يكن حاشاكِ يُصْبِينا

أَوْلِي وفاءً وإن لم تَبْذُلِي صِلَةً =فالطيفُ يُقْنِعُنا والذِّكْرُ يَكْفِينا

وفي الجوابِ متاعٌ لو شفعتِ به =بِيْضَ الأيادي التي ما زلْتِ تُولِينا

عليكِ مِني سلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ =صَبَابةٌ منكِ نُخْفِيها فَتُخفينا

لابد لمن يتحدث عن الحبّ في الأدب الأندلسي من التوقف عندي وحبّي للأميرة ولادة بنت المستكفي بالله, آخر الخلفاء الأمويين في القرن الحادي عشر الميلادي. حيث نشأتُ في بيت علم وجاه واشتُهرت منذ مطلع شبابي بجودة شعري ونثري, وسعة ثقافتي ووسامة طلعتي, وشبّت ولادة في قصر الخلافة من أم أجنبية, فكانت آية في الجمال, كما وصفها المؤرخون وكذلك أنا في شعري, ميّالة للتحرر, فتحت قصرها لاستقبال الشعراء والأدباء بعد مقتل أبيها متحرّرة من القيود السابقة, فكان لمنتداها أثر كبير في المجتمع القرطبي إبان حكم أبي الحزم بن جهور فيه, وأثرٌ أعمق في حياتي وشعري منذ أن التقينا في ندوتها, وأنا وزير آنذاك في حكومة ابن جهور. ولم أكن أقلّ عراقة من الأميرة ولادة لتحدري من أسرة المخزومي المعروفة, فأُعجبت بي بادئ الأمر وهمتُ بها منذ أول لقاء في قصرها, فأخذنا نتبادل الرسائل الشعرية بعد فترة وجيزة التي عبّرت لنا عن حبنا الكبير على مدى ثلاثين سنة من حياتنا, ولكن ما وصل إليكم من شعر ولادة قليل جداً بالقياس إلى قصائدي فيها التي تملأ ديواني بالإضافة إلى رسالتي الهزلية التي وجّهتها إلى خصمي في حبها الوزير ابن عبدوس. لقد نعمت بحبي لولادة وشقيتُ لما لقيته من مؤامرات علي أدّت إلى بعدي عنها وعن قرطبة ولكنها لم تتمكن من تدمير حبّي الجامح لها. لقد أرسلت إليها بعد أوّل لقاء هذين البيتين الرقيقين:




إلا ذكرتُكِ ذكرَ العَيْن بالأَثَرِ =ما جالَ بَعْدَكِ لحْظي في سَنا قمرٍ
فهمتُ معنى الهوى من وَحْي طَرفِكِ لي= إن الحِوارَ لمفهومٌ من الحَوَرِ

تشير أشعاري في ولادة إلى أنها لعبت بعواطفي في بادئ الأمر مع أنها أعجبت بي منذ أول لقاء, فكنت أرسل إليها أبياتاً من شعري المعبّر بصدق عن حبي لها دون أن تتجاوب أو تردّ عليها إلى أن أعربت لي عن ميلها إلي بإرسال باقة من الياسمين لي بواسطة جاريتها عتبة الملازمة لها, ففرحتُ أيّما فرح, وأرسلت إليها الأبيات التالية أخاطبها فيها بصيغة المذكّر دفعاً للشبهات:




ورامشةٍ يَشْفِي الغليلَ نسيمُها= مُضمّخةِ الأنفاسِ, طيبةِ النَّشْرِ

أشارَ بها نحوي بنانٌ مُنْعَمٌ =لأَغيد مكحولِ المدامعِ بالسِّحْر
إذا هو أهدى الياسمينَ بِكَفِّهِ=أَخذتُ النجومَ الزُّهْرَ من راحةِ البَدْرِ

له خُلُقٌ عذبٌ, وَخلْقٌ مُحَسَّنُ =وطرفٌ كَعَرْفِ الطيبِ أوْ نَشْوَةِ الْخَمْرِ

يُعَلِّلُ نفسي من حديثٍ تَلَذُّهُ =كَمِثْلِ المنى والوَصْلِ في عُقْبِ الهَجْرِ

ولما لم تردّ بعثت إليها بأبيات لاحقة من أرق شعري فأرسلت إلي مع جاريتها عُتْبة قصاصة تقول لي فيها:




ترقَّبْ إذا جُنَّ الليلُ زيارتي= فَإني رأيتُ الليلَ أكْتَمَ للْسِّرِّ

وبي مِنْك ما لو كانَ بالشمسِ لم تَلُحْ= وبالبدْرِ لم يَطْلُعْ, وبالنجم لم يسْرِ!

وأحسستُ أني ملكتُ الدنيا كلها عندما قرأت بوحها بحبها لي لي.

ابن زيدون شاعر الرقة و الجمال
شاعر يدخل القلب ... نسغاً من جمال و شاعرية
شكراً لك يا صديقي ..
قد أتيت متأخراً فاعذروني






  رد مع اقتباس
قديم 09-20-2010, 12:21 PM   رقم المشاركة : 7
أديبة
 
الصورة الرمزية شروق العوفير





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شروق العوفير غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 سَوْط القَدَرْ
0 ليتني...
0 فوضى إحساس

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: المحكمة الأدبية

اهلا بك شاعرنا الكريم مهتدي مصطفى غالب

المحكمة الادبية ترحب بك

اتمنى ان تتواصل معنا فيها ولاتبخل علينا بكل جميل ومفيد

تحياتي







  رد مع اقتباس
قديم 09-29-2010, 01:44 PM   رقم المشاركة : 8
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية سمير عودة






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سمير عودة غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 مجبولة بالحزن
0 الليل دونك
0 نار الوحدة

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي المحكمة الأدبية رقم ( 17) لـ أحمد بن زيدون

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهتدي مصطفى غالب نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   ابن زيدون شاعر الرقة و الجمال
شاعر يدخل القلب ... نسغاً من جمال و شاعرية
شكراً لك يا صديقي ..
قد أتيت متأخراً فاعذروني

....................
نورت المحكمة أستاذنا الفاضل
أرجو أن تتابع معنا
مع الإحترام












التوقيع

نحنُ يا سيدتي
ندّانِ...
لا ينفصلان

https://msameer63hotmailcom.blogspot.com/
  رد مع اقتباس
قديم 10-28-2010, 11:23 PM   رقم المشاركة : 9
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: المحكمة الأدبية

يا بن زيدون يا صاحب أعذب و أحلى القصائد
توسط لك الوليد لدى والده ليعفو عنك
و عيّنك سفيرا في فترة حكمه
فلماذا ظل يراودك وسواس أنه قد يفتك بك فنسيت فضله عليك و بقيت تحرض عليه المعتمد حتى احتل قرطبة و كان ما كان ؟!


ثم هل صحيح أن ولادة قد تركتك لانشغالها بغيرك؟
أم لأنك قد خنت حبها و بقيت تغازل جارية في البلاط؟
إضافة لتآمرك على البيت الأموي

و تظل رغم كل ما قيل عنك ذاك الشاعر الذي يتغنى الصغار و الكبار بنونيته الرائعة.






  رد مع اقتباس
قديم 11-04-2010, 12:10 AM   رقم المشاركة : 10
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية سمير عودة






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سمير عودة غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 مجبولة بالحزن
0 الليل دونك
0 نار الوحدة

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: المحكمة الأدبية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطن النمراوي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
يا بن زيدون يا صاحب أعذب و أحلى القصائد
توسط لك الوليد لدى والده ليعفو عنك
و عيّنك سفيرا في فترة حكمه
فلماذا ظل يراودك وسواس أنه قد يفتك بك فنسيت فضله عليك و بقيت تحرض عليه المعتمد حتى احتل قرطبة و كان ما كان ؟!


ثم هل صحيح أن ولادة قد تركتك لانشغالها بغيرك؟
أم لأنك قد خنت حبها و بقيت تغازل جارية في البلاط؟
إضافة لتآمرك على البيت الأموي

و تظل رغم كل ما قيل عنك ذاك الشاعر الذي يتغنى الصغار و الكبار بنونيته الرائعة.

..................................................
سيدتي الفاضلة الأستاذة وطن النمراوي
يقول المثل :
الذي يضرب ليس كالذي يعد الضربات
لقد عشت في بيئة كلها مؤامرات ودسائس .وكنت من أكثر الناس إخلاصاً للبيت الأموي ،ولكن الحساد والمغرضين كإبن عبدوس مثلاً لم يتركوا فرصة سانحة إلا وطعنوني فيها من الخلف
حتى حبيبتي ولادة ،أوغلوا صدرها علي ، وحاول ابن عبدوس اختطافها مني ...ولكن صدقيني أننا متنا كلينا ونحن نحب بعضنا حباً سطره التاريخ وتغنى به العشاق على مر الزمن
......................
أشكرك سيدتي على هذه المداخلة الرائعة
تحياتي واحترامي












التوقيع

نحنُ يا سيدتي
ندّانِ...
لا ينفصلان

https://msameer63hotmailcom.blogspot.com/
  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المحكمة الأدبية رقم ( 7 ) للفرزدق سمير عودة من قصص الشعراء،المحاكمات الأدبية 7 08-18-2011 05:29 PM
المحكمة الأدبية رقم ( 8 ) لجرير سمير عودة من قصص الشعراء،المحاكمات الأدبية 2 08-27-2010 01:10 AM
المحكمة الأدبية رقم ( 6 ) لـ عمر بن أبي ربيعة سمير عودة من قصص الشعراء،المحاكمات الأدبية 2 08-21-2010 10:57 PM
المحكمة الأدبية رقم ( 5 ) لـ كثير عزة سمير عودة من قصص الشعراء،المحاكمات الأدبية 2 08-18-2010 05:48 PM


الساعة الآن 10:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::