صبّي السلافة يا سعا...=...دُ وقبِّلي شفة الأثيرِ
وتموّجي كالماء في=حضن السواقي .. والعبير
وتنفسي عبق المحبْ=بَـة من مخيّلة الزهور
وتطلّعي سمراء في=ثقةٍ إلى غدنا المنير
فعلى الضفائر ينتخي=وطن تجسّد في الجذور
تحيا به الأحلام جَذْ...=...لَى.. في الخوالج والصدور
وأنا على مقل الفضيـ=ـلة مشرق .. رغم الفتور
تنداح في الوجدان (حيـ=ـفا) .. أمتطي فرس العبور
وأهزّ سيف (محمد)=وأفكّ أطواق الأسير
وأطهِّر الأوطان من=دنس العمالة.. والقصور
أنا يا (سعاد) أراك مد...=...لجة على كفّ الأثير
تستلهمين الوعي ثا...=...ئرة على الزمن الأجير
وأراك في كنف البوا...=...دي.. نخلة الحب الطَّهور
يختال قلبي مفعمًا=بالدفء .. رغم الزمهرير
ويفيض مختلجا ويَسْـ=ـرَحُ فيكِ ما بين الحضور
وتلوح عبر نقائه=(بيسان) في وطني الكبير
ويظلّ في رئة الأصا...=...لة يا (سعاد) ضحى نفيري
إلى القابضين على الجمر في وطن الشهداء
بمناسبة الذكرى العاشرة لاندلاع انتفاضة الأقصى المباركة
أنا إن قُتِلتُ فلا أبالي=فعلى دمي وجع الدّوالي
ويموج زهر اللّوز في=كوفيَّتي عند النِّزالِ
وعلى المآذن تنتخي=حيفا.. ويكتمل اشتعالي
وعلى عيون القدس يا=قَطْر النّدى يرتاح بالي
أنا إن قُتِلْتُ ففي غدٍ=تخضرُّ أهداب الوِصالِ
سيكون لحمي معبراً=للعائدين إلى التِّلالِ
(الله أكبر) زاد منْ=صلّى على جفن النِّصالِ
يا لوعة الزّيتون كمْ=أشتاق أحضان الجبالِ
أشتاق مسرى المصطفى=أشتاق لَفْحَ البرتقالِ
يا لوعة الزيتون إنْـ=ـنِي قادمٌ قبْل الزَّوالِ
لا تسألي عنب الخليـ=ـلِ وريح غزَّةَ عن ظِلالي
فعيون بئر الّسبع تعْـ=ـلم أنّني عينا (بلالِ)
وأنا (صلاح الدّين) أمْـ=ـشي فوق صدر الإحتلالِ
أنا إن قُتِلتُ ففي (الجُسَيْـ=ـرِ) ستنتشي مقل الهِلالِ
وعلى أذان الفجر ينْـ=ـتصِبُ المسدَّسُ في اختيالِ
وتهبُّ ريح المسكِ في=جسدي.. وفي عَرَقِ الرِّمالِ
وعلى ضلوع النّصر تعْـ=ـبُرُ في الضّحى شرف العِقالِ
أنا إنْ قُتِلْتُ ففي المُحَيْـ=ـيَا ينْجَلي وهج النِّبالِ
وعباءة (الفاروق) تلْـ=ـبسُني ويُطْرِبها احتفالي
وإلى دروب (اللِّدِّ) تحْـ=ـملني وتحتضن انفعالي
وأنال إحدى الحُسنييْـ=ـنِ.. وأقْتَفي أثَرَ الرِّجالِ
لص
شعر وطن النمراوي
أ تدري لماذا تأخرتُ حينًا
عليكْ ؟
لأني بذكرِكَ عنكَ انشغلت
قضيتُ سنينًا
أفتِّشُ بينَ السطورِ
و بين البحور
إلى أن أُرِقت
عن اسمي و عنّي
و عن قصَّةٍ في حروفك منكَ إليكَ..
و في قَعْرِ ديوان شعرٍِ
مُحَلّى بشهدِ الحروفِ
غرقت
،
فبالله قلْ لي
أ إنّي لديكْ ؟
لأنِّي سُرِقت
!
أ عندكَ مشطي و عطري ؟
أ عندك يومي و أمري ؟
و شالي المُذهَّبُ
حلم السنين ؟
لأني رأيتكَ خبَّأتَ بعضي،
و نصفَ خريطةِ دربي،
و كلَّ التفاصيل ؛ في راحتيك
،
أ عندك فجري
و كحلُ العيون
و صوتي و عيدي
؟
لأني سُرقت
و لستُ بغيرِكَ لصًّا أشك
فأنِّي على باب داري
رأيتُ
خطوطَ يَدَيْك
و أني رأيتُك
لمّا أفقْت
على باب قلبي
كثيرًا طرقت
؛
فرُدَّ إليَّ
- بحقِّ الهوى –
كلَّ ما قد سَرَقت
و عنّي إليك
،
،
،
قرأت قصيدة "لص" للشاعرة المتألقة وطن النمراوي
فانبهرت بها إلى حد كبير
وما إن أرخى الليل سدوله حتى جاءت هذه الاعترافات:
هل تأذنين..!!
أَجَلْ قَدْ سَرَقْتُ..
وتشْهَدُ مسْحَةُ حزْنٍ تسَلَّتْ
بسمرة وجهي
ويَشْهَدُ دَمعي
وتَشْهَدُ خَفْقاتُ قلبي عليَّ؟؟
أجَلْ قَدْ سَرَقْتُ..
وبين الضُّلوعِ
دفنْتُ الغنيمَةَ:
1-كُحْلَ العيونِ..
2-ضَفائِرَ شعرِكِ
3-رنَّة صوتِكِ..
4-قرطا تدلى..
5-وحمرة خدٍّ..
أجَلْ قَدْ سَرَقْتُ
وليسَ إلى نَدَمي من سبيلٍ
وهذا اعترافي..
فشُدِّي وِثاقي
أقيمي عَلَيَّ الحدودَ لأنِّي
سرَقْتُ العيونَ..
إليْكِ يميني..
إليكِ شِمالي
أقيمي الحدود فليس إلى ندمي من سبيلٍ..
ولا..
لنْ أرُدَّ إليكِ سناكِ
وما سَرَقَتْ هَمْسَتي من رؤاكِ
أجلْ قَدْ سَرَقْتُ
أقيمي الحدودَ عليَّ ولكنْ
إذا ما قَطَعْتِ يَديَّ
فمنْ يا مُنايَ
سيمسح دَمعَكِ؟
مَنْ ذا سَيَرْفَعُ نَيْرَ اللياليَ عنْ كاهِلِكْ؟
ومنْ ذا سيبعَثُ من سالِفِكْ
شموس الوجودِ؟
أجل قَدْ سَرَقْتُ وجئْتُ إليكِ لأسرقَ كلَّكِ..
هل تأذنينْ؟؟
جيجل في: 30-09-2010م
جئت لأنثر روحي
جئتُ لأنفخ في كير الصمت لعلي
ألقاك على أجفان الشوق..
وجئت أحدِّث صفحة وهمٍ
علّ دموعي تعتقني
من غربة قلب
أتعبه البوح..
وشرَّده الهجر..
فألقاك على قارعة الهَمِ..!!
ـ2ـ
في الليل تحاورني عيناك..
يفور الدمع..
ويحرق كبريتُ الشوق مآذن روحي
فأفِرُّ إلى مدن النسيان..
لألحس صمتي
ورذاذَ حنانٍ أسْكَرَ قدحي
وتعتَّق من عقدين
للحظة عريٍ هاربة من عريِ الهمِّ..
وأسرح في شريان الماضي المشرق
ببراءة وجهك
أستقوي بسناك قليلا
علِّي أبكي
وأحرر بعض سطور النومِ
ـ 3 ـ
تهرب مني
كل الكلمات إذا ما اشتعل
الفجر..
حرائق روحي
تستفسر عن سببٍ يجعلني
أدمن ألمي
ذاكرتي المنخورة بالدمع
تشتِّت صورتك الحبلى
بجنون الوقت..
وكلّ الأحلام نزيف من نوع آخر
قلبي بحر ركام
وبقايا الصبر نواقيس تنسف ذرة عقل
خفقَتْ باسمك
أيامي محض طوافٍ
حول اللاَّ شيء
جدار الصمت يشدد قبضته
ويفك حصار الشكِّ..
وتصفعني رقة قلبك/
جرأة صمتك/
ضربة رمحك..
تطرحني الأفكار على وجهي
وتنزّ بروق الحلْمِ
ـ4ـ
ضاقت مِزَقُ القلب عليك
فحطمت الجدران لتتسع لفيض هواك..
لماذا تسكنك النشوة حين تصب صهارة شوقك
في شريان الوقت؟
لماذا..؟!
يحرقني كبريت الشك
وأرمي كل مفاتيح العمر
لتُصْهَر بين خطوط يديك؟
لماذا يسبقني السطر بنقطة حبر
أرقمها
في كلّ نهاية سطرْ..؟؟
ـ 5 ـ
أبلع كلّ سكاكيني
في اليوم ملايين المرات
عقارب ساعات الغفلة
تلدغ ذاكرتي..
وعلى مزقي ينزف صدري
ينزف صدر الليل ويبلع صمت الفوضى
وعلى شهقات الموت
أفيق وأبوابي مشرعة الجرح
على اللاشيء!!
ويهرب قبْرْ
إلى جزائر العزة والكرامة
في ذكرى ثروة نوفمبر المجيدة
لولاكِ يا بيضاء ما اكْتَحَلَتْ
بماء المجد أمّهْ
لولاكِ ما هبّتْ رياحُ النَّصْر
في وادٍ
وقمَّهْ
لولاكِ يا قديستي
ما اخْضَرَّ بُستان الهوى
أو فزّ من تحت الركام مجاهدٌ
بدمائه تنصان حُرْمَهْ
لولاكِ ما اشتعلت براكينٌ
ورَنّتْ
في حنايا الدارِ بَسْمَهْ
فَعَلامَ تَتَّشِحينَ بالأحزانِ غاليتي
وهذا الفجرُ فجرُكِ.. والصِّبا فينا
صِباكْ..؟!
تَتَجَرَّعينَ مَرارَةً
والشَّهْدُ والعَسَلُ المُصَفَّى..
والنَّدى
من راحتيكِ تدفقوا
لتفيضَ أنْهارٌ هُنا
وتَفيضَ أنْهارٌ هُناكْ..!!
***
يا قلعةَ الأحرارِ..
يا دَلَعَ الزَّبَرْجَدِ في عيون الناس..
يا حُلْمَ الشَّبابْ..!!
لا تفتحي باب العِتابْ
لا تحفري سَطْراً جَديدا
في شَرايينِ العَذابْ
فأنا وأنتِ على المدى
سَبَّابَةٌ تَجْلي الضَّبابْ
وأنا وأنتِ فَضاءُ حُبٍ
مُفْعَمٍ بالإلْتهابْ
لا تغربي شَمْس الجَزائِر..
في بلادي
يَغْرِفُ الأطفالُ من تاريخكِ الضَّاوي
لتَنْتَصِر البلادْ
لا تَغْرُبي..!!
مازلتُ أسْمَع صوت أمي
وَهْوَ يَصْدَحُ في اتِّقادْ:
(-النَّصْرُ يَفْتَحُ بابهُ
للضَّاغِطينَ على الزِّنادْ
فتَحفَّزوا..!!
"نُوفَمْبَرُ" القُدْسِ الشَّريفِ أطَلَّ مِنْ
أرْضِ الجِهادْ)
لا تغربي شمس الجزائر..
إنَّ يافا..
والجَليلَ..
وبَيْتَ لَحْمٍ في حِدادْ
فتَحَفَّزي..!!
حَنَّتْ إلى عَيْنَيْكِ هاتيكَ النِّجادْ
فدائي كنتُ في "الأغوار"..
أرصد خطو صهيوني
وعيني في عيون النهر..
في أشواق حطينِ
(كَلاشِنْكوفْ)
يخاصرني
و(أر بي جي)
تدفيني
أهرِّّب في ظلام الليل أنفاسا معشَّقة
بحلم كم سبى نفسي/استوت فيه عناقيدي
وجاد الكرم لكنِّي
لجنيِ قطوفه ما عدتُ..
هل تاهتْ عناويني؟
وهل يبست عناقيدي
وكرم اللوز والتينِ؟
كميني محْكَمٌ.. ودمي
حريقٌ شبَّ من كبريت ذاكرتي
وروحي في سبيل الله
أبخس من ذباب الخلِّ في عتْمِ الدكاكينِ
وعين الله تحرسني
وكهف الليل يؤويني
فرشت بغربتي الأشواق..
والأقصى يناديني
وسرتُ إليه مبتهجا
وإذْ حيفا توافيني
وترجو أن أعود اليوم ..
فالأشواك قد غرزَتْ
نيوب الغدر في دربي
وقوّاد وراء الظهر..
يُشهر ألف سكينِ
رصاصي الحرّ أرَّقني
وبيت النار يكويني
وقلبي قد صبا للحور
في أعطاف "بِعْلينِ"
أمامي..
خلفَ خلفِ الخلفِ..
فَوْقَ ال
"فَوْقِ"..
تحتَ ال
"تَحْتِ"..
في كلِّ اتجاهاتي
تلثَّم وجه مأجورٍ
ليرديَني..فيا حيفاء: هل للكرم..
أم للخلف
أم للفوق
أم للتحت..
تحملني براكيني؟؟
ظمئتُ فمن سوى عينيك يسقيني؟؟
ومن يا قلب يهديني؟
أشكُّ بظلِّ عصفورٍ
بهمس الريح..
بالأنفاس.. بالكينا
بليموني!!
فدائي كنتُ مفتونا
بجسر العودة الغراء تفرشه بنادقنا
بساطا من جماجمنا
نعمِّده بما في الدمِّ من ملحٍ وزيتونِ
فرشنا للحصاد بساطنا الدمويَّ..
عمدنا جماجمنا
وما عدنا إلى حيفا
وما سطعتْ بيارقنا
ولا وصلت نوايانا
إلى بوابة الأقصى..
... وها قد مات ستِّيني
ولم تسعفه أعوام..
غريبا عاش وا لهفي على أملٍ غدا وهماً
غريباً مات لم تُغْمَضْ له عينٌ
على رمل فلسطيني
فكم (ستين) يا حيفا
ستذبحنا بستِّينِ ؟؟
وكم عنين يا حيفا
سيُسلمنا لعنِّينِ؟!