الجمعة السوداء...لمحمد خير الحلبي

الجمعة السوداء







كان كل شيء مظلما وقويا
أسودا كان منتصف النهار
سوداء شمسه
سوداء أصابعه
سوداء قبعة الجمعة..


أعرف أن للرصاص رائحة
أعرف ايضا أن للقمر رائحة..
مثلما تعرفون أن القرفصاء تستهوي القناصة..
وربما استهواهم النوم على جثث بيضاء بروائحهم السوداء القاتلة


مشت قوقعة حلزون على جدار زجاج نافذة في بيت دمشقي
ايتها القبعة
ايتها الحلزون
لماذا تزحفين على النافذة
أعرف أن مكانك المعتاد صار مهجورا
أعرف أن ما تخلفينه خلفك ليس سوى البصاق الجاف

مقرف أن تتسللي بظلماتك الى هذا النور

..

سوداء ايتها الجمعة القميئة
ماعدت أرحب بقدومك حافية القدمين هكذا
في الاسبوع المقبل
تعالي كيما أفهمك أكثر
بنجوم تتلألأ في وضح نهارك
نجوم غير هذا الأسود القاتل من رصاص الكذابين

ايتها الجمعة الرديئة
لاتتقدمي أكثر

غرفتك المظلمة ماعادت تتسع لقتلاي
لشهدائي
لجنوني
لما أعرف وما لاأعرف
سقفك الأسود المظلم
يطرق على الدخان بالنار
جدرانك المسربلة بالسواد
لم تعد تعصر بالبهجة قلبي


آن للخلفاء أن يناموا بسوى غرفتي
آن للتاريخ أن يقعي كي يبول في وطن غير وطني
آن لهذا السواد أن يرتدي وطنا آخر غير بلادي

أيها القاتل الأسود الذي لاتموت
أيها الليل الطويل الذي تستعد طيلة أيام الاسبوع
ثم تقفز فجأة بكل هذا الظلام
سوف أهجم عليك بملائكتي
سوف أقضم بسوسناتي تربتك السوداء
أيتها العتمة القذرة

إهبطي
لقد طال صعودك على جداري



دمشق 23/4/2011

أحبّ الناس جميعا ..
وأكره أن يتلون ترابي بأي لون ورائحة ..
هل تعلم .. يا صديقي.؟
أخاف كثيرا أن أخرج للناس .. فأقول : أحبكم أحبكم أحبكم ..
فتأتني أصوات .. تقول : من منا تعني .. من منّا تحب ..؟؟
وتطال قرفصائي دمعة أمي .. وعويل زوجتي .. ولكن بدقة تصويبهم ..
محمدخير الحلبي ..
يا صديقي .. وشاعري الحبيب .. كنت كما أي وقت وزمان هنا .. جميلا ناضجا .. يانع الفكر ..
أهلا بك أخي الحبيب ..
ويسعدني كثيرا أن أجوب ثنايا حروفك الساحرة ..
ويسعدني أكثر تثبيت هذا الجمال الساحر ..
تحايا لقلبك وباقات فجر وأمل ..
وعبق الخزامى ..

كـــريم

وهذا صوت الرصاص القادم من هناك
يعلن بداية الموت
ولتنتشر رائحته في المكان

أدخل الله في النفوس الراحة والسكينة
وجعل صوت العصافير المغردة يشدو هنا وهناك

أهلاً بك وبإطلالتك على ضفاف النبع
دمت بخير
تحياتي

الأديب القدير محمد خير الحلبي

أهلا بك بين أخواتك وإخوانك واحدا من هذه العائلة المحبة للأدب

جئت ومعك جمعة مثقلة بالهموم تنزف فيها الجراح وتسافر عنها الأرواح

جعل الله كل جمعة مقبلة عليك تزهو بأفراحها ومحققة لكل أمانيك وطموحك

لا تدع اليأس يتسرب إلى روحك فالأيام متغيرة والأوضاع تحول ولله في كل يوم شأن

لك من التحيات أجملها ومن المودة أنقاها وأمنياتي أن تروق لك الإقامة في النبع