عمدة القاري: ج2، ص15:
الثامن: فيه دلالة على فضيلة النخل. قال المفسرون: "ضرب الله مثلا كلمة طيبة" لا إله إلا الله "كشجرة طيبة" هي النخلة "أصلها ثابت" في الأرض"وفرعها في السماء" أي رأسها "تؤتي أكلها كل حين" كل وقت.
وقد شبه الله الإيمان بالنخلة ؛ لثبات الإيمان في قلب المؤمن كثبات النخلة في منبتها، وشبه ارتفاع عمله إلى السماء بارتفاع فروع النخلة، وما يكتسبه المؤمن من بركة الإيمان وثوابه في كل وقت وزمان بما ينال من ثمر النخلة في أوقات السنة كلها من الرطب والتمر.
وقد ورد ذلك صريحا فيما رواه البزار من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر هذه الآية، فقال: أتدرون ما هي ؟ قال ابن عمر: لم يخف علي أنها النخلة، فمنعني أن أتكلم لمكان سني. فقال رسول الله عليه السلام: هي النخلة.
وروى ابن حبان من رواية عبد العزيز بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يخبرني عن شجرة مثلها مثل المؤمن، أصلها ثابت وفرعها في السماء!" فذكر الحديث. وروى البزار أيضا من طريق سفيان بن حسين عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن مثل النخلة، فما أتاك منها نفعك". هكذا أورده مختصرا، وإسناده صحيح.