إذا ذكرت الوحشية والهمجية وكل بذئ ، ذكرت إسرائيل التي لا تتورع عن فعل الخسائس التي لا تخرج إلا من أصلابها ، فكم ترتكب من جرائم في حق الشعب الفلسطيني ونحن نائمون في العسل ، لا نصدر إلا تصريحات الشجب والاستنكار حتى اعتقدنا أن هذا كل ما علينا ،وآخر مقابحهم ولن تكون الأخيرة , هو الاعتداء على قافلة الحرية التي تحمل ما تستطيع أن تحمل من إعانة إلى غزة في ظل الصمت العربي عما تعاني غزة من تجويع، بل هناك بعض الأنظمة العربية ساعدت في حصار غزة ، والأمر لا يخفى على أحد .
وحادثة الاعتداء على قافلة الحرية تدل على عدة أمور
أولها : أن إسرائيل لا تصطاد إلا في الماء العكر كعادتها ، فهذه القافلة لا تحمل سلاحاً ، ولا يمكن أن تدفع عن نفسها أذي الآلة العسكرية الصهيونية , وحيث ينتفي الرادع تظهر مخالب البطش لدى الكيان الصيهوني ،
والأمر الثاني أن إسرائيل لا تحب الهدوء ولا ترغب فيه لأن وجودها يعتمد على إثارة المشاكل والقلق والجدل والأزمات ، وفي ظل الأزمات يروج إعلامها المنتشر في العالم لباطلها ، ويصورون أنفسهم ضحية العرب والفلسطينيين ، مع أن العكس هو الصحيح يوجد هناك من يخدع ،لأنه لم يسمع الطرف الآخر أي الطرف العربي الإسلامي الذي لا يدافع عن قضيته كما ينبغي ، فهو غائب إعلامياً كما هو غائب عسكرياً ،
الأمر الثالث أن معظم الاعتداءات وقعت على السفن التركية ، فتركيا بقيادة رجب طيب أردوغان له من المواقف ما قد أغضب إسرائيل ، فلا أظن أنهم نسوا ما حدث في دافوس ، فهذا هو الحقد القديم يعلن عن وجهه ليبين لنا أن إسرائيل لا تنسى ، ولكننا كعرب طالما نحب أن نملك ذاكرة معطوبة ، ويهرول من يهرول
أما الأمر الرابع فهو جس النبض العالمي والعربي ومستوى رد الفعل ، ووضعه
كاستبيان أمام جرائمها القادمة ، لذا لا ينبغي أن يمر الأمر مرور الكرام ، وأن نثبت أن هناك أمة اسمها الأمة العربية والإسلامية
الأمر الخامس : تحويل غزة إلى سجن كبير تحكمه إسرائيل ، وهذا الاعتداء هو تحذير لكل من يحاول المساعدة أو النصرة ، لكي تظل غزة بلا أحد
الأمر السادس : إثبات إسرائيل للعرب والعالم أنها فوق الجميع ، استناداً على الدعم الأمريكي لها في كل ماهو باطل ، وهذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة
بقلم : ياسر الششتاوي