شيئٌ جميل أن تجئ الحسنات بعد السيئات . التوبة بعد المعاصي شعورٌ فخمٌ لذيذ . والقارئ كيّسٌ فطن يفهم أنه لا يُقصد هنا بأن المؤمن قد هرب بمعاصيه وأفلت من المساءلة والعقاب . هذا فهمٌ خاطئٌ غبي . إنما التوبة التي يسعي إليها المسيئ سعيا حثيثا كالذي يري ضوءا خافتا في نهاية نفقٍ طويلٍ مظلم . ويربو عنده كرهُ للقبيح يتزامن معه حبٌ للحسن . هذا ما نتمناه (في الصغر) وفي الكبر كما دعا الرسول الكريم: "اللهم اجعل أوسع رزقك عليّ عند كبر سني وانقضاء عمري" .
والعكس والعياذ بالله أن تجئ السيئات بعد الحسنات . وتحلو لنا المعاصي بعد الأعمال الصالحة . ونكثر من اللهو والشرب والفواحش وننغمس فيها لدرجة تنسينا أيامنا الخوالي في أعمال الخير والبر وعون المحتاجين وابتغاء مرضاة الله . وهنا ، حمانا الله جميعا ، يجئ إعصارٌ فيه نار .
"أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيلٍ وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذريةٌ ضعفاء فأصابها إعصارٌ فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون"