إن المرأة في حياة الرجل ذات أثر بالغ , وفي كيان المجتمع كله ذات معنى جليل, فالضيق بها وفرض الحجاب عليها حجاباً كثيفاً يحول بينها وبين مجالس الرجال , ليس له في المجتمع ثمرة , بل انه على العكس من ذلك ذو نتائج سيئة بالغة السوء , وخير من حجاب المرأة والنظر اليها على أنها وسيلة شر أن نلفتها الى ما يوفر للمجتمع الانتفاع بها وما أكثر الوجوه التي ينتفع الناس بالمرأة فيها إذا أُحسن توجيهها واستُنقذتْ من براثن الجهالات والضلالات. ان الذين يتعصبون لحجاب المرأة ويحرصون على الدعوة اليه ويسوغونه للقائمين به لو كان دافعهم الى ذلك هو الدين لكان الخطب به سهلاً وقبوله أمراً ميسورا , ولكنهم في ذلك كله لايصدرون عن الدين بدليل أنهم يقسمون النساء قسمين : قسم يعمل في القرى والبوادي بغير حجاب فلا يتعرض للحديث عنهن أحد , وقسم في المدينة يعمل أو لايعمل وهن محجوبات مستورات , فالحديث دائماً يجري حول هذا القسم الثاني , فالامر اذن ليس أمر دين , والا كان الحكم منسجماً على المرأة حيث كانت وكيف كانت في البادية أو الحاضرة ومن الفقيرات أو من صواحب الثروات .
ما أحوجنا الى العدل في قضائنا والنصفة في أحكامنا والنظر الى حياتنا بالعين التي ترى الحق فتقصد اليه نقياً من الأهواء بعيداً عن الأثرات والشهوات ...