هب أننى فتاة فى مقتبل العمر ذات جمالٍ وتعليم..وتقدم لطلب يدى شابٌ متعلم ولكنه متحضر زيادة عن اللزوم..ولا يؤمن بالخرافات وأساطير الأولين..ولا يؤمن بأن هناك حياة ثانية بعد الموت..إن هى إلا حياتنا الدنيا..وألا نهاية لهذا العالم..إن هى إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين..هذه فلسفته..وهو واثق بها..يشهرها أمام الناس..ويعتز بها..ويصنف كل من يعارضه بأنه متخلف..من الطراز القديم..فى رأسه أفكار بالية..ومعتقدات عفا عليها الزمن !!..فهل تُرانى سأوافق على طلبه يدى..وأقبل الزواج به ؟
لا طبعا..بالعكس..إنه ينظر إلى حياته الدنيا فقط..ويعتبر أنه يعيش مرة واحدة فقط..يصير بعدها ترابا..وهيهات هيهات بعد ذلك..فقد صارت عظامه كالحجارة..ولا حياة لمن تنادى..فلماذا يتحمل مسؤولية..ولماذا يربى أولادا..ولماذا يعيش مع زوجة واحدة..لماذا لا ينطلق فى هذا الكون الفسيح شرقا وغربا..وشمالا وجنوبا..يعشق من أراد..ويحب من أراد..ويصادق ما اشتهت نفسه..ويتزوج ما يحلو له..ويبيت مع من راقت له . إنه شابُ وسيم وذو ذكاء متقد..والمال سهلٌ اقتناؤه..والمسكرات متوفرة حيثما ذهب..فليعبّ من هذه الحياة التى لن تتكرر..وإذا أنجب أطفالا منى فإنه لن يعيرهم اهتماما..ولن يهتم بتربيتهم..ولا تعليمهم..ولا صحتهم ولا مظهرهم ولا ملبسهم..فسوف يهرب إلى ملذاته..ويتركهم وشأنهم..فأكون أنا المسؤولة عنهم أولا وأخيرا..إن هذه الأشياء تنبع من الأخلاق..وهو لا أخلاق له..إنها مصيبة الحياة الواحدة..التى تنتهى بالتراب..ولا تبعة فيها..ويعقبها العدم الأبدىّ !!
..هذه فلسفة الشباب فى العصر الحديث وخلقهم..عش حياتك بالطول والعرض..ثم صر ترابا..
فلا خُلق لمن لا يؤمن بالدار الآخرة !!!
فعلا.. الضمان الوحيد للفتاة هو التزام الطرف الآخر وإيمانه الذي يوجّهه وفق قانون عادل إلى حياة ناجحة ومستقيمة
لن توافق المؤمنة على مثل هؤلاء.. فالطيبون للطيبات
والأرواح على أشكالها تقع!
مقال جدير بالقراءة والاهتمام
شكرا أيها العزيز