على بركة الله أبدأ تدوين قصائد الشاعر سراج الربيعي
قولوا لهم إنّ الحسينَ رسالةٌ مسكٌ ترابُكَ ياعراقُ وعنبرُ =ونسيمُكَ الفوّاحُ روضٌ مُزهرُ وصباحُك الميمونُ فيه مآذنٌ =تتلو مِن الذكرِ الحكيمِ وتُنذرُ وقبابُك الشّماءُ كونٌ أوحدٌ =رُفعتْ وفيها عالِمٌ يتفكّرُ إنْ رامَ تحليلَ النجومِ بدا لهُ =تاجُ العراقِ مُرصّعاً يتنوّرُ أو رامَ ذكرى فالمزارعُ جنّةٌ =بين الفراتِ ودجلةٍ تتصدرُ أو قادهُ تبرُ السفوحِ فإنّ في =تلكَ البلادِ مناجماً لا تُسبرُ والزهرُ فاحَ على النخيلِ بعطرهِ =والنخلُ للزهرِ الجميلِ يؤَشِرُ والزرعُ أصنافٌ بدتْ وتنوعّتْ =ثمراتُهُ , والوردُ لونٌ يُسْحرُ والليلُ يسبحُ في الوجود بحكمةٍ =هذي الظواهرُ " يا بلادي َ " تُحبرُ وطنٌ تجمّعتِ المعالمُ حولَهُ =فإذا بهِ خيرٌ عميمٌ كوثرُ أرضُ العراقِ مشاهدٌ ثوريةٌ =يأتي إليها الظامئونويحضروا إنّ العراقَ حضارةٌ أبديةٌ =لو كان ممن بالحضارة ِ يُخبِرُ هيهات ما يفني الحضارةَ مجرمٌ =مهما يدكُّ ولا يرومُ العسكرُ هي أرضُ عزٍّ في الغريِّ وكربلا =شعّتْ جوانبُها وبان َالجوهرُ لو يُدركون الأرضَ ما خيراتُها =إنّ الثواءَ بركنها هو مشعرُ وكأنّما تلكَ المشاعرُ جنّةٌ =تعلو ، وأصنافُ المنازلِ تُهجرُ هي سورةٌ مكيةٌ مدنيةٌ =هي في الكتابِ معاجزٌ هي أكثرُ هي رحمةٌ هي ثورةٌ هي سنّةٌ =هي دولةٌ فيها الولاءُ يُعسكرُ هي تربةٌ هي روضة ٌ هي مسكنٌ =فيها يفوزُ إلى السماءِ الأجدرُ هي مسجدٌ هي مأتمٌ هي كعبةٌ =يتزاحمُ الراجيبها والمُعسرُ وأنا لأرضي لا أُحيدُ لغيرها =سعفٌ يُضللني وقبرٌ يُذخرُ وتلاوةٌ عند الحسينِ بكربلا =وزيارةٌ عند الوصيِّ ستغفِرُ وعبادةٌ في الكاظمينِ وسجدةٌ =مهما جرى في الكونِ لا تتغيّرُ عهدٌ تصافحتِ القلوبُ بحفظهِ =فيهِ تراتيلُ العبادُ تُكرَّرُ لو كان لي خلٌّ لقلتُ لهُ انتظرْ =ولطالما شاهدتني أتعذّرُ أنا لستُ أبغي في الحياةِ متاجراً =وأبيعُ مَنْ ظمئوا بما لا يقدروا أمست حياتُهُمُ بغير منازلٍ =ولقد تكونُ كأنّها لا تُستِرُ يمشونَ ما بين الرُّبى وكأنّهم =في غيرِ أرضٍ زرعُها لا يثمرُ فإذا أفاقَ الصبحُ وانزاحَ الدُّجى =طلعَ الردى مِنْ بينهِم يتبخترُ لهفي على العبادِ كيف تذبّحوا =لهفي على الأطفالِ كيفَ تعفّروا يتضرّعون إلى الجليلِ وطالما =كانَ الردى مِن حولِهمْ يتنكّرُ ما للضعيفِ مِن الردى بوسيلةٍ =إلا الدّعاءَ فإنّهُ لا يُقهرُ ويقودهُ الأملُ الكبيرُ إلى السّما =ولذلكَ الخيرُ الذي لا يُدْبِرُ فيبثُّ للربِ الرحيمِ شجونَهُ =فإذا بكى فعليهِ يبكي المُبصرُ وبأيِّ بلوى أم بأيِّ رزيّةٍ =أم أَيِّ أشجانٍ يصوغُ وينشِرُ وبأيِّ حرفٍ يستهلُّ كلامَه =وبأيِّ بيتٍ في المجالسِ يجهرُ وكأنّما بين المنى وقلوبِهمْ =سورٌ على أنْ لا ودادَ ومعبَرُ تتقلّبُ الأيامُ في كلِّ الدُّنى =والطبعُ في الغاباتِ لايتغيّرُ فالظّبيُ مُرتعدُ الفرائصِ خائفٌ =والنَسْرُ في أفعالِهِ يتنمّرُ والأُسدُ تفتكُ بالجموعِ وطالما =كان الضعيفُ لبأسِهِمْ يتحذّرُ أيموتُ مَنْ ضعُفَتْ قواه ُمُجندلاً =ويعيشُ قاتلُهُ الظلومُ المُعورُ مَنْ للعساكرِ والجحافلٍ في الدُّنا=ماذا يقولُ الفارسُ المُتعذّرُ جيشٌ يصولُ وزمرةٌ غدارةٌ =ثكلى تنوحُ ومهجةٌ تتفجّرُ يا سادتي أما اليراعُ فعاجزٌ =حتى الكتابةُ عندهُ تتعسّرُ ما انفكَّ يشكو حالَهُ ويحثّها =نحو الريادة أنَّ ذلكَ متجرُ آمنتُ بالقلمِ الشريفِ ، وإنني =بالشعرِ ، مسلوبَ اليقين ، لأكفُرُ باسمِ الديانةِ راحَ يرفعُ ظالماً =يُفتي على ماغيّروا ويغّيرُ وتملّقٌ للظالمين وخسّةٌ =وهنا ، بلاءٌ إثمُهُ لايُغفرُ مِنْ كلِّ مبتورِ الأُصولِ طريقُهُ =يروي الحديثَ وفي يديهِ المُنكَرُ يجتازُ كلَّ شريعةٍ ويُزيلَها =ويبيحُ كلَّ رذيلةٍ ويُبرِّرُ هو ذلك الملعونُ يسجدُ ظاهراً =عند الدعايةِ وهو نجسٌ أعورُ يا دهرُ إنَّ الظالمين لزُمرةٌ =عن أيِّ شخصٍ منهُمُ تتحدّرُ لمْ تُبقِ غيرَ ثواكلٍ وأراملٍ =قُتلتْ أعزتها فسالَ المحجرُ أمّا الدماءُ الزاكيات فإنّها =روضٌ بها نحيا ومنها نُحشرُ هذي الطفوفُ أعزُّ مِن نفسِ الفتى =للعارفين ، وخيرُ ما يُستذخرُ إنّ الطفوفَ هي الجنانُ بعينِها =يوم القيامةِ والدّيارُ تُعمّرُ وترافعتْ نبراتُ صوتكَ حينها =برقٌ يُذلُّ الظالمينَ ويدحرُ يا قائدَ " المستشهدين " وعندهُ =مما " ينالون " المقامُ الأكبرُ يروي المكانُ على الزمانِ بيانَهُ =ويحثُّ فيه الكاتبين المُخبرُ وَقِفوا على الأطوادِ تحكي وقفةً =إنّ الحسينَ مِن الجدودِ الأطهرُ قولوا لأتباعِ النواصبِ في الدنا =إنّا لمنْ بعثَ الرسولَنُكبّرِ قولوا لهم إنّ الحسينَ رسالةٌ =يعلو الكتابُ بذكرهِ والمنبرُ قولوا لهم لَسْنا نخافُ مِن الردى =مِنْ أيِّ قوسٍ في المعاركِ يغدُرُ وسيعرفون مَن المُكرّمِ ياترى =ومَنِ المُذلُّ بيومِها المتحقّرُ ومَنِ الشفيعُ مِنَ الجليلِ بيومِها =وَمَنِ المُكبّلُ خاسئاً يتحسّرُ إنّا لنبرأُ مِنْ عدوِّ غادرٍ =يندسُّ ما بين الورى ويُفجرُ إنّ الطفوفَ هويتي وولادتي =وشهادتي وبغيرها لا أُحشرُ عاينتُ تاريخَ الشعوبِ فلم أجد =مُترمّلاً فيها بخيرٍ يُذكرُ ووجدتُ آلَ محمّدٍ مع صحبِهِمْ =نهجاً ، هو النهجُ القويمُ النيّرُ إنّي نظمتُ قصائداً بمدامعي =فأنا الذليلُ الخائفُ المتعذّرُ للواهبين نفوسهم في كربلا =مِن شاعرٍ بصميم قلبٍ ينثُرُ تسعين بيتاً لا أُبالي نظمَها =تُبكي الغيورُ ولا الفؤادُ يُقصّرُ ماقيمةُ الإنسان لولا عزمُهُ =مثل الأُسود على الفريسة ِ يقدرُ أنعى الذين تسابقوا يوم الوغى =نحو الردى فتبسّموا وتحرّروا نهجوا طريقَ محمّدِ مع آلِهِ =فكأنَّ درباً بالثمينِ يُزرّرُ وإذا الزمانُ رمى الثكولَ بسهمِهِ =نادتْ بشجوٍ كافلاً لا يُقهرُ مَنْ كان فيه لكلٍّ هولٍ ساعدٌ =ولبأسهِ في كلِّ وغدٍ مُبترُ إنْ حلَّ في حربٍ ضروسٍ قائدٌ =فيها تذّلُ لهُ الجيوشُ و تُقبرُ تباً لغدرِكَ " يازمانُ " فإنّهُ =غدرٌ لهُ في آلِ أحمد منحَرُ أتلوذُ بنتٌ للحسينِ بأُختِها =والسوطُ بينهما يسودُ ويزجُرُ يا مِنْ يُفلّقُ كلَّ حينٍ عصبةً =ويحزُّ بالسيفِ الرؤوسُ ويُفقرُ مَنْ كان يحسبُ أنَّ سيفَك قد هوى =أنى انثنى فوق الترابِ المُذخرُ يُشجيهِ دمعاتُ اليتيمِ ووجدُهُ =دمعاً بغير الوجدِ لا يستمطرُ يرنو ، فهذا في القيودِ مكبّلٌ =يدعو، وهذا بالترابِ مُعفّرُ العيشُ بعدَ بني النبيِّ فجائعٌ =ومآتمٌ ونوائحٌ وتكدّرُ فيها نعيشُ وفي التناوبِ جيلُنا =إنّ الحقائقَ في الجهادِ تُعمّرُ تبقى على مرّ العصور كقلعةٍ =ليذلَّ فيها الطامعون ويخسروا فرجالُكَ الأفذاذُ أطوادُ الورى =شُمُّ الأُنوفِ بهم جنانُ تُعسكرُ أبَـوا الخنوعَ لمارقٍ متكبّرٍ =والباقياتُ تريدُهمْ أنْ يصبروا يادمعةً ما فارقتْ عيني على =ذكراهُمُ ، إنّ الجوى لا يفترُ أبو حسين الربيعي – – دبي – كتبت بعض أبيات المقدمة وأنا في الطائرة إلى العراق
ولي في الطّفِ أشبالٌ وليثٌ دموعٌ كمْ يُصاحبُها نحيبُ =وقلبٌ كمْ تُسعِّرُهُ الخطوبُ وأصنافُ النوائبِ عند داري =فواجعُها تطولُ ولا تغيبُ غداةَ سرَتْ ركائبُهمْ وغابتْ =عن الأنظارِ قدْ صُعقَ الحبيبُ فهل تدري الطلولُ بما دهاني =وقدْ غابَ المعالجُ والطبيبُ إذا ما غابَ نجمٌ عن سمائي=تكدّرَ خاطري وبكى القريبُ إذا ما آنَّ طفلٌ بافتجاعٍ =فلا زادي يلُذُّ ولا يطيبُ وإنّي كمْ بكيتُ على أُناسٍ =تذوبُ لفقدهُمُ حتى القلوبُ ثُكِلْنا والرزايا مُشرعاتٍ =ونحنُ دُموعُها وَهْي الخطيبُ فما للعينِ إنْ سجمَتْ سكونٌ =وما للمُزنِ إنْ هطلتْ ضريبُ وبين نزولِها ألمٌ ونجوى =وآهاتٌ يصاحبُها نحيبُ ألا يا ربعُ قد رحلَ الغيارى =بهِمْ ينجو المُقرّبُ والغريبُ أما واللهِ لا ألقى هجوعاً =ووسطَ القلبِ أججّهُ اللّهيبُ فكمْ مِنْ آمِنْ أمسى طريداً =وآمنةٍ لها خِدرٌ سَليبُ ألا ياقومُ تعرفني الرزايا =فوَجْدي حين َطلعتها جنيبُ فكيف أكونُ ذا سعدٍ وسَلوى =وقلبي نحو رميتها يجوبُ فإني قدْ فُجعْتُ بكلِّ بلوى =وبعضُ النارِ يدركها الحريبُ أيا بشرَ بن حذلمَ كلُّ ولدي =فداءُ السّبطِ أيُّهُمُ يغيبُ لقدْ عمِلَ الأعادي كَسْرَ ظهري =برزءٍ ما لسامعةٍ ضريبُ وظلّ الدّمعُ في العينينِ يهْمي =وأنّى يُسْعِدُ الثَّكلى طروبُ فكانتْ بالرزايا خيرَ ناعٍ = فمَنْ ينعى يلذُّ لهُ النحيبُ سرابٌ أنْ تدومَ لنا الأماني = فليسَ بنافعِ الملكِ الشعوبُ ولو أنّ الطيورَ فقَدْنَ أمناً = فليسَ يسُرّها إلاّ الهروبُ فما في مجلسِ الأحزانِ أُنسٌ = وكمْ في ساحةِ الأملِ الخطوبُ إذا لَبسَ الفتى ثوبَ الرزايا = تلازمُهُ المصائبُ لا تغيبُ فحُزني للحسينِ إلى القيامِ = وهذا الدمعُ في البلوى صَبيبُ ولي في الطّفِ أشبالٌ وليثٌ = هُمُ الآمالُ لو قرُبَ المشيبُ إذا يمّمْتَهُمْ للحربِ صالوا = فهلْ في الحربِ مثلِهُمُ أجيبوا ؟ رجالٌ غيرَ أنّهُمُ أُسودٌ = فليثُ الغابِ تعرفهُ الحروبُ ألا لا تبرحِ الأسقامُ منا = فبعضُ الداءِ يُدركُهُ الطبيبُ أيا نورَ الوجودِ فدَتْكَ روحي = وأشبالي إذا عزَّ المُجيبُ فَعِشْ يا سيِّدَ الأحرارِ حُراً = أبيّاً لا تفارقُكَ القلوبُ أبو حسين الربيعي – دبي 24/7/2015 –
أبا الأحرار ِ يارمزاً تسامى نخيلي ودّعَ التيجانَ بؤساً = ليلبس َ رثّه ُ بعد الحرير ِ ويُمسي حاله ُ في العيش ِ هماً = كحالِ مخمّص ِالبطن ِ الفقير ِ يناشد ُ جَدولا ً عنْ كأس ِ ماءٍ = وعَنْ دمع ٍ يسيل ُ إلى الجذور ِ ليُرْوي قلبَهُ مِن رشفِ قطرٍ = كأنداءِ الصباح ِ على الزهور ِ وحتى قطرةٌ تُرْوي غليلاً = إذا كان التلذذ ُ بالثغور ِ نخيلات ُ العراق ِ ندبن َ حظاً = فبَعْدَ العزّ تأوي للصخورِ فلا الأمطار ُ تأتيها بطيفٍ = ولا ماء ُ الجداول ِ بالخرير ِ نخيلي ينظرُ الآفاقَ بُعْدا ً = فيبكي حالَهُ مرّ العصور ِ ويرسل ُ لوعةً في الأفق دوما ً = وينسى السّعْد َ في زمنِ الحبور ِ ليبكي مِن شمالِ القطرِ حتى = جنوبِ النخل ِ بالقلب الحرورِ نخيلي ينظرُ الوديانَ حينا ً = وينظرُ للروابي والغدير فلا زرعٌ يجملُها بليل ٍ = ولا نحلٌ على تلك الزهور ِ ولا عطرٌ يفوح ُعلى رباها = ولا طيرٌ على الروض ِ النضير ِ ولا غضن ٌ تمايل َ مَعْ رياح ٍ = ولا في الأفق مِن يومٍ مطير تجاهلَ حاله ُ صقرٌ وطيرٌ = فلا زرع ٌ مع القفر ِ الكثير ِ شكى حالَ الحياة ِ إلى رفيق ٍ = بذاك العشب ِ مِن دهر ٍ مرير ِ ومِن يوم ٍ يفر ُّ الكلُّ منه ُ = على خوف ٍ من النّسر الكبير ِ تنوَعَتِ الكواسر ُ في سماه ُ = وحوّمتِ البواشق ُ بالغرور ِ ومِن باز ٍ يغيرُ بلا عناء ٍ = فهلْ مِن مُسْعف ٍ أو مِن مُجير ِ ترى الريحان َ قد مات انتحابا ً = على آس ٍ على غصن ٍ كسير ِ مع َ الأعشابِ قد ماتتْ جفافا ً = بكتْ حزنا ً على القمر ِ المنير ِ أيعقل ُ في بلاد النخل ِ هذا = ولمْ نحصلْ مِن الخيرِ الحصير ِ أيعقل ُ في بلاد العزّ هذا = ربوعُ الخير فيها كالقبور ِ أيعقلُ في بلاد النهر هذا = وكلُّ الشوق ِللصافي النمير ِ فبات الجوع ُ يأكلنا تباعاً = وباتَ الوصل ُ مقطوع َ الجسور ِ فهل يأتي لهذا القفر ِ يوم ٌ = يخلصنا مِن الذنب ِ النكير ِ يفك ّ القيدَ عن أمم ٍ ترامتْ = بسجن الذل ّ كالفرد الأسير ِ أبا الأحرارِ عِشْ في الطفّ ترعى = رجال َ محمد ٍ يوم النفير ِ أبا الأحرار ِ والذكرى أطلّت ْ = لرفع ِالسّيف ِ عن تلك النحور ِ أبا الأحرارِ والدنيا بعينٍ = تلوح ُبأفقها نحو الظهور ِ أبا الأحرار ِ يارمزاً تسامى = بعرشِ الحقّ في كلّ العصورِ تراب ُ الطفّ قد نهضَ اشتياقا ً = وسلّم بالجهاد ِ على الأمير ِ أرى يوم َ الحسين ِ يعود ُ حالا ً = وهذا اليوم ُ يعرف ُ بالمصير ِ أرى نورَ السّماء يلوح ُ أفقا ً = وسيفَ الحقّ يغرس ُ بالصدور ِ صدورُ دواعشٍ في كلّ عصر ٍ = صدورَ البغيّ والظلم ِ المغير ِ أبا الأحرار ِ ياسبطا ً لطه = فمنك َ الذخرُ للزمن ِالخطير تسامى قاهرُ التيجان عزاً = وعنونها على الورق ِ النثير ِ تسامى نجلُ طه باقتدار ٍ = فلا ذئبٌ مع الليث ِ الهصور ِ تفرّد في معاني العزّ طراً = مِن الأصلابِ بلْ حتى النشور ِ أراك مهيمنا ً في كلِ حدب ٍ = فمَن غيرُ المهيمن ِ بالخبير ِ وهذا الفصل ُ أكتبه ُ عجالا = فلا تذهبْ مَعَ الفصل ِ الأخير ِ سأنهي قصة ً ياشبل َ طه = بإذكار الصلاةِ على الحضور ِ فمن ترك َ الصلاةَ بحقّ طه = وزادَ بغفلة ٍ وبلا عذير على آل الرسول بغير ذكر ٍ = نساه ُ الله ُ في اليوم ِ العسير ِ فصلّ ربنا أزكى صلاة ً = على آل الرسول مع البشير ِ سراج الربيعي 15شعبان 1429 دبي 17/8/2008
ومِن أرضِ الطفوفِ أطلَّ مجدٌ لَعَمرُكِ ما يعالجُني الطّبيبُ = إذا ما غابَ عَنْ عيني الحبيبُ يلازمني الحنينُ إلى طلولٍ = نعاها بعد دارِسِها الخطيبُ فلا نجمٌ يُسَليني بليلٍ = ولا غيدٌ إذا بدأ النَّحيبُ تُجاورني الرزايا لا الأماني = وعندَ الرُّزءِ يهجُرني الجنيبُ تُجرِّدُني المآسي كلَّ صَبري = كحَقلِ العُشبِ جرّدَهُ الدّبيبُ وفي إنسانُ عيني بحرُ دمعٍ = بهِ ترسو المصائبُ والخطوبُ فما هدأت دموعي حين وجدي = على آثارِها فرَحٌ يغيبُ إذا رَضَعَ الفتى ثدْيّ الرزايا = تُلازمُهُ المدامِعُ والكُروبُ وإنّي قدْ رَضعتُ الوجدَ عِشقاً = وعمري في البلاءِ لهُ ربيبُ وما للعينِ إلاّ الدمعَ شغلٌ = لكلٍّ في الورى منها دروبُ وكمْ سَحّتْ مِن الأحداقِ دَمْعاً = عيونُ الناسِ تتبعُها القلوبُ غداةَ سرَتْ ركائبُهُمْ بفَخْرٍ = سناها المجدُ والحَسَبُ الحَسيبُ فساروا وأستهلَّ الدَّمعُ منهُمْ = لهُ في مقلةِ الدُّنيا لهيبُ بهمْ طافتْ علومٌ راسِخاتٍ = بهمْ تحيا المدائنُ والشُّعوبُ وأنّى يممّوا للعزِّ نهْجاً = تبيّنَ أنّ مطلبَهُ قريبُ همُ السُّعداءُ رغمَ الطّعنِ فيهمْ = إذا غابوا رسالتهمْ تؤوبُ إذابَرزوا أُباةُ الظّيمِ يوماً = يضيقُ ببأسِهِمْ هذا الرحيبُ ففي صولاتِهِمْ فَجْرٌ ونَصْرٌ = وهذا المجدُ ليسَ به عيوبُ لهُم فِكرٌ لهُمْ عَزمٌ وشأنٌ = لهُمْ أرضٌ إذا ذُكِروا تطيبُ وطُفْ في ساحةِ المجدِ افتخاراً = بها روحٌ ، ولو سُئِلَتْ تُجيبُ هنا المجدُ الذي يسقي نُفوساً = كصافي الماءِ يعرفُهُ القليبُ هنا النهجُ القويمُ أقامَ صِرحاً = عليهِ الفكرُ والشّرفُ المُهيبُ ومِن أرضِ الطفوفِ أطلَّ مجدٌ = عظيمٌ في تجذّرِهِ رهيبُ هنا أرضُ الحسينِ بها سناءٌ = وأنوارٌ على الدُّنيا تجوبُ فيأتي عندَها الأحرارُ عِشقاً = كما ترسو بشاطئِها القلوبُ فلمْ أرَ مثلَ ما عشِقوا ونالوا = كأنَّ النَّصرَ ميعادٌ قريبُ أبَتْ إلاّ النهوضَ بغيرِ خوفٍ = ليَسْطَعَ مِنْ عزائمِها الوثوبُ فقلْ للحاقدينَ بأيِّ ذنبٍ = قتلْتُمْ خيرَ مَنْ لبّوا .. أجيبوا ؟ فما كانَ ارتحالُهُمُ انكساراً = فنورُ الشّمسِ مِعطاءٌ عجيبُ ستنحسِرُ الغيومُ عن اللّيالي =ويعلو بعدَ طلْعَتِها الخَصيبُ سلامٌ يا أبا الأحرارِ عنّا = وَدَمْعُ الثاكلاتِ لهُ صَبيبُ وَنَوْحٌ لليتامى بافتجاعٍ = كَمنْ نزلَتْ بساحَتهِ الكُروبُ وليسَ أحبُّ مِن دَمعٍ سَخينٍ = وقلبٍ كَمْ تُحَفزّهُ الخُطوبُ فإنّكَ قدْ فلَقْتَ القلبَ حُبّاً = وعشقاً أيها السّبطُ الحبيبُ أبو حسين الربيعي أكملت في 18/7/2016 – 13 شوال 1437ه - دبي
فأراكَ للأحرارِ أخلَصَ قائدٍ عبراتُ قلبي بالدموعِ الهُمّعِ = مِنْ عالَمٍ متنقّلٍ متنوِّعِ هطلَتْ على طودِ الأسى بتفجّعٍ = فإذا أنينُ الصّبرِ يجذبُ مسمعي الليلُ أشجاني إذا هجعَ الورى = والصبحُ أحزاني كما هو مُفجعي والنهرُ آلامي ونصفُ مُصيبتي = فإليهِ أرنو، رُبّما مثلي يعي ؟ أطلالُ صَحْبي كلّما عاينتَها = أحْسَسْتُ شوقي للرفاقِ وموضعي فالفجرُ آمالي وكلُّ مشاعري = وَمَسيرتي نحوَ الولاءِ ومَرْجعي إنْ مرّ ورقٌ قلتُ " يا غضنُ افتخرْ " = أو آبَ طيرٌ قلتُ " يا دوحُ اخشعي " ناشدْتُ أحكامَ الزّمانِ بحسْرةٍ = ما حلَّ بالملإ السّجودِ الرُّكَّعِ ؟ الغيدُ ولَّتْ والربوعُ تغيّرتْ = والجَمْرُ قلبي والمواقدُ أضلُعي والطّفُ دربي والرزايا مَشْعري = والخَطْبُ ثوبي والقوافي مَقطَعي والحاء صوتي في النداءِ ووصلُهُ = بالسين ينبُضُ كلُّ حرٍّ ألمعي والياء رائعةُ الكلامِ وبعدها = نونٌ بها كلُّ الأسى كالمَصْرَعِ يا دهرُ هل تدري بمن فوق الثرى = كمْ باسلٍ فيها بجانبِ أشجعِ يادهرُ هل تدري بما فعلَ الردى = بالثّاكلاتِ وبالصّغارِ الرُّضّعِ فكأنّ أحقادَ الصدورِ تسارعتْ = وتجمّعتْ حولَ الجهاتِ الأربعِ ساءلتُ سيفَ الدّهرِ عنْ أحوالِهمْ = فأجابَ : بالقولِ العجيبِ الموجعِ فحَبَسْتُ أنفاسي على وقعِ الأسى = وذَرَفتُ مِن بين المحاجرِ أدمُعي ودَفَنْتُ أحلامي وأيْقظتُ الجوى = ونظمتُ آيات الأسى مِنْ مخدعي وَجَمَعْتُ أفكاري وآخيتُ النوى = فأتى البيانُ على غرارِ المطلعِ عايشتُ هذا الحزنُ منذُ عرفتهُ = إنَّ المصائبَ ذاتُها لمْ تُرفعِ فرضعتُ مِنْ ثدْي المصائبِ جمرةً = وهْي التي ثبتَتْ ولمْ تتزَعْزَعِ فتدورُ في فلَكِ الفواجعِ حيثُما = وُجِدَ الأسى بين الجهاتِ الأربعِ وَعَرِفتُهُ قبلَ الدُّنا في عالمي = وأعدته متحننا فيالمرضعِ وَتجَمّعَتْ أركانُ حزني في الدُّنا = وهْيَ التي مِن قبلُ لمْ تتجمّعِ ليسَ البكاءُ بسِلْعَةٍ معروضةٍ = بل بالحرارة وهي تصهر أضلعي إنّ الدموعَ مواقدٌ لقلوبِنا = لايُعْرَفُ المثكولْ إنْ لمْ يُفْجعِ إنّي لذو قلبٍ يحنُّ إلى الجوى = طوّعتهُ حتى ارتضى في البلقعِ ولذاك تشهدُ في الفواجعِ أحرفي = ولذاك تشهدُ في القيامةِ مَسْمَعي ولذا اقتبَسْتُ فواجعاً مِنْ كربلا = هي بلْسمٌ للثاكلِ المتوجّعِ فالأرضُ تتلو والسّماءُ تُجيبُها = والشّمسُ تنعى يا كواكبُ فاجزعي ذهَبَ الكماةُ وجُزّرتْ أعضاؤهم = وتسابقوا نحو المحلِّ الأرفعِ قدْ طلّقوا الدنيا وذاك لأنهمْ = وجدوا السعادةَ كلّها في المَصْرعِ هذا عطاءٌ كلُّهُ في كربلا = نهجٌ بغيرِ رسالةٍ لمْ يُرفعِ يتناوبون على الرّدى فكأنّهمْ = سُرُجٌ إلى هذا الفضاءِ الأوسعِ فشريعةُ الإسلامِ صانوا عزّها = من كل ذي بأس كميٍّ أشجعِ فمحمدٌ في كربلاء بسبطِهِ = متمثلٌ ، وكلاهُما لمْ يخضَعِ فالدينُ والتنزيلُ فيكَ تجسّدا = ولذا مضَيْتَ إلى الوغى لمْ تركعِ ولذاكَ للأحرارِ أنتَ رسالةٌ = ولذاكَ في التاريخِ مثلُكَ مانُعي قدّمتَ أغلى مالديكَ إلى السّما = مِنْ فتيةٍ وكُهولةٍ أو رُضّعِ وختمتَها بالنّحرِ والأضلاعِ والـ = أعضاء بل حسنُ الختامِ الإصبعِ تاللهِ جودَكَ ما وجدتُ مثيلَهُ =هذا عطاؤك للإلهِ المُبدعِ الفارسُ الضرغامُ والمقدامُ في =سوحِ الوغى وابنُ الوصيِّ الأنزعِ لولاكَ لمْ يَرْقَ المنابرَ عالمٌ =لولاكَ حرٌّ في الدُنا لمْ يُسْمَعِ فأراكَ للأحرارِ أخلَصَ قائدٍ =وأراكَ في الإيثارِ أفضلَ مُبْدعِ وأراكَ في الميدانِ أشجعَ ضيغَمٍ =وأراكَ مُصباحَ الهدى لمْ أُخدَعِ وأراكَ عنوانَ الحياةِ وسرّها = إذْ أنت َ في حكمُ الورى لمْ تطمعِ أعطيتَ للأحرارِ فكراً نيّراً =فيهِ رسالةُ كلِّ حرٍّ ألمعي دوّنتَ نهجاً للسماءِ موثَّقاً =ليكونَ حبلاً في الدُّنا لمْ يُقطعِ ياسيّدَ الأحرارِ والثّوارِ والـ =شهداءِ مِنْ خيرِ الورى والخُشّعِ أنعاكَ محزوزَ الوريدِ مرمّلاً =بمدامعٍ سفرتْ ولمْ تتبرقعِ إنْ لاحَ فجرٌ قلتُ يا شمسُ انحبي =أو جنَّ ليلٌ قلتُ يا عينُ ادمعي أبو حسين الربيعي – دبي – 29 ذي الحجة 1435 هجري
أنت الوليُّ من السّما والأوحدُ أرِبوعَهُمْ جعلت فؤادَكَ يُسْعدُ = بديارٍ سلمى أمْ بدورٌ خرّدُ وبريقُ طالعةِ النجومِ وسحرها = فتنتكَ أمْ تلك الحسان ُالسُّهدُ أمْ تلك غزلانُ الفلاةِ وطرفُها = صعقتكَ أمْ سهمٌ عليك يُسدَدُ وكواكبٌ مرّت عليك وأنجمٌ = درراً على هذا الدجى تتوقدُ ياآسرَ القلبِ الشغوفِ بنظرةٍ = ماخلتُ طرفك في الخريف يُوَرّدُ هلاّ كفَفْتَ الطرفَ عنْ ضيفِ الهوى = فالعشقُ بينهما مُقيمٌ مُقعدُ ولقد أراكَ وما تنامُ للحظةٍ = إلاّ أتاكَ جمالُها والعوّدُ أوْقَعْتَ قلبكَ للهوى متوسّلا = وكذا الهوى فيه العناءُ الأوكدُ وترَكْتَ قلبَكَ بالفلاةِ فربما = صَرعَ الفتى قبل الورودِ الحسّدُ وبقيت َفي هذا الغرام مُكبّلاً = كالليث يُسحبُ بالحديدِ ويُجلَدُ وغدوتَ مِن تلك السهامِ مُكَمّداً = ورمَتْكَ في جنحِ الظلامِ الأعبُدُ حتى إذا رحلوا وقلبُكَ خلفهم = أسِفاً يعنّفُ ركبهم ويهدّدُ رَضِيَتْ بوقفتِكَ الطلولُ مُجدّداً = وكذا الطلولُ مع التباعدِ تُقصدُ واهاً لقلبكَ ضُيّعت آماله = وجفاكَ في هذا البلاءُ المُسعدُ والخدُّ خدّدَهُ البكاءُ من النوى = والجسمُ نحلُّهُ الفراقُ الأبعدُ لاتأسفنّ على الحبيب وغدرِهِ = فلقدْ نأى أملُ الفؤادِ الأوحدُ وتظنّ أنّ القلبَ يفرحُ بعدما = ترك َالحبيبَ على اللظى يتوقدُ ياساهراً ترعى النجومَ وإنّها = تسري وقلبُكَ للنجومِ مُسهّدُ وجفاكَ في هذا الدجى سمُّارُهُ = ونساكَ في هذا الظلامِ الهُجّدُ فغدوتَ مِن ْ هذا المصابِ مُقيّداً = وأتاكَ صوتٌ كالظبا يتجسّدُ واهاً لقلبِكَ حيثُ غيدُكَ بالفلا = تلهو وسيفُك بالمعاركِ يُغمدُ ماخلتُ أنّ السّيفَ يُحْمَلُ زينةً = عجباً بلى عجبٌ إذا لا يرْعُدُ ليسَ النزالُ لهاربٍ تركَ المُنى = إنّ النزالَ لفارسٍ يتصيّدُ فرّ الجبانُ من النزالِ وسيفُ مَن = عشِقَ الرسالةَ والكتابَ يُجرّدُ ليثُ الوغى كرارُها وشجاعُها = لقدومهِ تعنو الكماةُ وتَسْجُدُ أترى يفرُّ الليثُ في لهواتها = وهْوَ الذي في النازلاتِ مُسَدّدُ كلا وربُّ البيتِ بلْ حاشا وهلْ = غيرُ الوصيِّ موفّقٌ ومؤيّدُ هو قبلةُ الثقلين بل هو بابها = يأتي إليها الزاهدُ المتعبّدُ فكأنّ حملاتِ الوليِّ صواعقٌ = لاتختفي أبداً ولا هي تُخمدُ فمَضيْتَ تَحْطِمُ بالفقارِ جماجماً = وتقدُّ أخرى بالشمالِ وتطرُدُ لقيَ العدوُّ مهانةً علويةً = تبقى على ذمَمِ الزمان ِ تُخَلَّدُ حمراءَ دوّنها وخطَّ بسيفه = في جبهة التاريخ ليثٌ أنجدُ تتهازمُ الأحزابُ عند نزالِهِ = ولكلِّ جمعٍ طاقةٌ لاتصْمُدُ والناسُ بين مجزّرٍ ومُبتّرٍ = لايعلمونَ بأيِّ لحدٍ أُلحِدوا طلبوكَ والموتُ الوشيكِ أمامهم = مافيهِ مِن كذبٍ ولا هو يُبعدُ سلْ عنهُ بدراً كيف فرَّ كماتها = كانت بها الأملاكُ دوماً تشهدُ والكافراتُ نوائحٌ وصوائحٌ = بالحزن في هذا الأسى تتقيدُ والكفرُ مِن حملاته متذللٌ = والدين في كنفِ الإمامة ِيُعضدُ نفسُ النبيِّ المصطفى وأمينُه = ووصيّهُ المتنسكُ المتعبدُ مولىً لهُ الشرفُ الرفيعُ وذكرهُ الـ = سرُّ العظيمُ لهُ الملاحمُ تُسندُ الصائمُ القوّامُ والمتصدّقُ الـ = متفضِّلُ المتخشّعُ المتزهِّدُ الناسكُ المتوسلُ البكاءُ والـ = متضرِّعُ المتيقنُ المتهجدُ هو سيدُ الأبرارِ والعُبّادِ والـ = زهّادِ بل هو للإمامةِ مُرشدُ هو كعبةُ الإيمانِ بل هو سرُّها = هو قبلةُ التوحيد بل هو أبعدُ هو اشرف الثقلين طُراً والإما = مُ العابدُ المتذلّلُ المتودّدُ هذا الوصيُّ أخو النبيِّ إمامُنا = وبهِ إلى سفنِ النّجا نسترشِدُ سلْ عنهُ أملاكَ السماء بخيبرٍ = مِن بعد ما فرّ الجبانُ المفسدُ فدعاهُ في يوم الكريهةِ أحمدٌ = بتفاخرٍ ، أنت الكميُّ الأوحدُ هذا حديثٌ مسندُ بروايةٍ = في صفحةِ الأبرارِ هذا يُسْندُ لولا حسامُك ياوصيَّ محمّدٍ = ما عاودتْ فوق المآذنِ أشهدُ أضحى بك الدينُ الحنيفِ مُعزّزاً = كملتْ دعامتهُ وشيدَ المسجدُ وغدا به الملَكُ الكريمِ مُبَخبخاً = وبذكرهِ سورُ الكتابِ تُرَدِدُ أضحى بها الوحيُّ الأمينُ منزِّلاً = سُوراً لها كلُّ العوالمِ تسجدُ الحمدُ والأحزابُ والرحمنُ والــ = فرقانُ أو طه النبيُّ محمّدُ وبراءة ٌ شهِدت لحيدرَ وحدَهُ = والحمدُ والحجرات ُوهْيَ تؤَكِدُ هو صادقٌ هو جامعٌ هو سابقٌ = هو كافلٌ هو شافعٌ ومُسَددُ ماتبلغُ الشعراءُ كنهَ صفاته = والله في أمِّ الكتابِ مُقيِّدُ لاسيفَ إلاّ ذو الفقار ولا فتىً = إلاّ لهُ دون الأنامِ وسيّدُ مَن كان مولاهُ الرسولُ فحيدرٌ = مولاه لايرقى إليها الملحدُ أمّا الإلهُ فقد حباكَ بكنههِ = وكأنّ علمَ اللهِ فيك مُجسّدُ فلقد حباكَ اللهُ بعد محمّدٍ = شرفاً على كلّ الورى يتخلّدُ والخمسةُ الأطهارُ والأنوارُ والـ = أخيارُ مِن دون العباد تفرّدوا بمآثرٍ ومنازلٍ وسيادةٍ = تسمو ومنها سنّةٌ تتولّدُ لو أنَّ أنهارَ الزمانِ محابرٌ = والناسُ تعضدُ بعضها وتُحشِّدُ لمْ تستطعْ وصفَ الأُلى مِن هاشمٍ = عدلُ الكتابِ وفي العلومِ تزوّدوا أمّا الوليُّ فقدْ رعاهُ محمدٌ = يرقى بهِ نحو الكمالِ ويُسنِدُ والناسُ بين مُشايعٍ ومخالفٍ = هذا إلى الجناتِ فيها مُسعدُ أو ذاك في وسط الجحيم مقيّدٌ = ومُعنّفٌ ومُصغّرٌ ومخلّدُ حَسَدوكَ والحقدُ الدفينِ يحثّهُمْ = ولكلِّ جمعٍ في القيامةِ موردُ ياريمُ تلكَ نبوءةٌ قد قالها = عن ربّهِ خيرُ البريةِ أحمدُ هذا عليٌّ للخلافةِ والإما = مـةِ والسّيادةِ والولايةِ فرقدُ كمُلتْ عناوينُ الكتابِ ولمْ يكنْ = غيرُ ابن هاشم للخلافةِ سيّدُ فأتت كأن بيانَها شمسُ الضحى = وكأنَ صوتُ الدين فيها المُنشدُ سَخِروا مِن الأياتِ بعد نزولها = لايُدركونَ بأيِّ شيءٍ أَلحَدوا إنْ خالفوكَ فأنت أطهرُ منهُمُ = فالحرُّ في يومِ التباهلِ يُسعدُ أبدَتْ عداوتها الطغاةُ وحزبُهم = ترمي مكانك بالأنا وتُسددُ فأتتْ وقد سبَقَ الدُجى أحقادَها = وكأنّ سهمَ الغدرِ فيها أسودُ أمويةٌ تيميةٌ مِن طبعِها = غدرُ الكماةِ وجيشُ كُفْرٍ ترْفُدُ مازلتَ تسمو وهْي تهوي ذلّةً = ولكَ الشفاعةُ والطّغامُ ستُبْعِدُ مَن في الأنامِ بغير بابكِ قدْ رقى = نحو الجنانِ وهل بدونِك يصْعَدُ وتكَحّلَتْ مِن طرفِ نعليكَ الشمو = ـسُ وأشْرَقَتْ تبراً وَنَعَلُكَ أجودُ والبدرُ لاحَ ضياؤهُ ومسيرهُ = لمّا رآكَ فغارَ منهُ الجلمدُ وتزَيّنَتْ كلُّ السّماءِ وما بها = والناسُ والاشجارُ حتى المسجدُ مازالَ دينُ اللهِ صَدّاحاً بها = يحكي مآثرَ حيدرٍ ويُعَدِدُ ياناصرَ الإسلامِ ياكهفَ الورى = ياغالبَ الأحزابِ وهْيَ تُزَبِّدُ قد جئتُ في هذا القصيدِ مؤمِلاً = إنْ حارَ بي طبُّ الورى والعوّدُ وأعيشُ في دارِ الحياةِ مُعزّزاً = وأفوزُ في يوم الحسابِ وأُسْعدُ فطلبتها مِن سيّدٍ متفضّلٍ = فأنا الذليلُ المستكينُ المُقعَدُ مولاي دونكَ مِن كَسيحٍ باقةً = لعبيرها تهفو النفوسُ وتقصدُ دريَةٌ كمُلَتْ وحانَ قطافها = أخذتْ أوائلها تصوغُ وتنضدُ وتكادُ مِن مِسْكٍ على جنباتها = عودُ المباخِرِ بالورودِ يورّدُ وأتتْ بمدحكَ ياعليُّ فهاهي الـ = عصماء تركعُ بالولاءوتسجُدُ أعددتها حتى المعادِ لنجدتي = وكأنّها عند المماتِ الفرقدُ فنظمتها والقلبُ يذرفُ دمعَهُ = أملاً يُطمِّنُ مهجتي ويُبردُ وأقولُ مُعتذراً غداةَ كمالِها = حاشى لطودِكَ يرتقيهِ المُكْمَدُ أبياتُها وقفٌ إلى حامي الحما = ياأيها النبأ العظيمُ المولدُ خُذها وأنّي للإمامةِ خادمٌ = وكذا وإنّي بالولا أتعبّدُ مِن خادمِ وجدَ النجاةَ من اللظى = حباً لآل المصطفى أوَ يُبعدُ ؟ صلى عليك اللهُ يانفس الهُدى = وإليك منّي بالصلاةِ أرددُ أنت الوصيُّ على الورى بكتابهِ = أنت الوليُّ من السّما والأوحدُ سراج الربيعي – الخميس 17/6/2010 – دبي -
تشطير متواضع لقصيدة الفرزدق بحق الإمام زين العابدين عليه السلام ( ياسائلي أين حلّ الجودُ والكرمُ ) = إنّ العقولَ إذا ما استفهَمَتْ نِعَمُ لا لنْ أُخبأ سراً للورى شرفاً = ( عندي بيانٌ إذا طلابُهُ قَدموا ) ( هذا الذي تعرفُ البطحاءُ وطأتَهُ ) = والرُّسلُ تعرفُهُ واللوحُ والقلَمُ ياحاقداً بفناءِ البيتِ تُنكرُهُ = ( والبيتُ يعرفُهُ والحلُّ والحرمُ ) (هذا ابنُ خير عبادِ الله كلّهُمُ ) = فليتَ شعري لحامي الدينِ نحتكمُ إنْ ينكروا الشّمسَ جهراً مِن جهالتهِمْ = ( هذا التّقيُّ النقيُّ الطاهرُ العلَمُ ) ( هذا الذي أحمدُ المختارُ والدُهُ ) = وأنتَ بينَ بطونِ الحاقداتِ دمُ أما ترى وشعاعُ النورِ يتبعُهُ = ( صلّى عليه إلهي ما جرى القلمُ ) ( لو يعلمُ الرّكنُ مَن قد جاء يلثمهُ ) = حمىً يسيرُ إليهِ الدّينُ والقِيَمُ هذا ابنُ طه وعندَ العرشِ مجلسُهُ = ( لخرَّ يلثمُ منهُ موطىْ القدمُ ) ( هذا عليُّ رسولُ اللهِ والدُهُ ) = وجهُ السّماء فنِعمَ الوالدُ الحكَمُ ياسائلاً قلْ لقومٍ أنتَ سيّدُهُمْ = ( أمستْ بنور هداهُ تهتدي الأُممُ ) ( هذا الذي عمهُ الطيارُ جعفرُ والــــــ ) = معروفُ فيكم بحب الّلهِ يعتصمُ هذا الذي جده الكرار حيدر والـــــ = ( مقتولُ حمزة ليثٌ حبُّه قَسَمُ ) ( هذا ابن سيدة النسوانِ فاطمةٍ ) = واللهُ يرضى لِمنْ شاءتْ ويختصِمُ كفاكَ والحقدُ بُغضاً أنْ تُباهلُهُ = ( وابنُ الوصيّ الذي في سيفهِ نِقمُ ) ( إذا رأتهُ قريشٌ قال قائلُها ) = ما يهطلُ الغيثُ لولا فاهُ يبتسمُ إنْ كانَ يجمعُنا دينٌ وشرعتِهِ = ( إلى مكارمِ هذا ينتهي الكرمُ ) ( يكادُ يُمْسِكُهُ عرفانُ راحتهِ ) = في أصلِهِ أولياءُ اللهِ قدْ خُتموا تحفّهُ قبساتُ النورِ داعيةً = ( ركنَ الحطيم إذا ما جاء يستلمُ ) ( وليس قولُكَ مَنْ هذا بضائرِهِ ) = فلا تظُنّنَّ أنّ البحرَ يلتطِمُ إذا جهلتَ ليوثَ الغابِ عنْ عَمَدٍ = ( العربُ تعرفُ مَنْ أنكرتَ والعجمُ ) ( ينمي إلى ذروةِ العزّ التي قصرتْ ) = واسترجعتْ حالَها الدولاتُ والأُممُ هذي المعاجزُ والآياِت قدْ عجِزَتْ = ( عن نيلِها عربُ الإسلامُ والعجمُ ) ( يغضي حياءً ويُغضى مِنْ مَهابَتهِ ) = ونعلُهُ قبلَ ركنِ البيت يُلتثمُ هذي النفوسُ حباها اللهُ منزلةً = ( فما يُكَلّم إلاّ حينَ يبتسِمُ ) ( ينجابُ نورُ الدُّجى عَنْ نورِ غرّته ) = فليسَ يقوى عليهِ الليلُ إنْ زعموا لَمّا بدا سابقتني السُّحبُ قائلةً = ( كالشّمس ينجابُ عن إشراقها الظلمُ ) ( بكفّه خيزران ريحه عبقٌ ) = معاجزٌ ظهرتْ للناسِ فازدحموا لاكفَّ موسى ولا هارونَ نافعةٌ = ( مِنْ كفِّ أروع في عرنينه شممُ ) ( ما قال لا قط إلاّ في تشهدهِ ) = وأسْعَدَتْهُ وما في لفظهِ نَدَمُ لا تحْسَبوا (لاءهُ ) مِنْ لاءِ جدّكُمُ = ( لولا التشهدُ كانتْ لاؤهُ نعمُ ) ( مُشتقةٌ مِنْ رسولِ الله نبعتهُ ) = تكادُ تعبدُ فيه الروحُ والقيمُ أيُّ المناقبِ لا تُحصى لمثلِهُمُ = ( طابتْ عناصرُهُ والخيمُ والشّيمُ ) ( حمالُ أثقال أقوام إذا فدحوا ) = فمن أراد شفيعاً فالشّفيعُ هُمُ مَنْ كانَ عند جلال اللهِ مَنزِلُهُ = ( حلو الشمائل تحلو عندهُ نعَمُ ) دبي ليلة 15 شعبان – 1438- 11/5/2017 – سراج الربيعي البسيط
أينَ ابنُ خيرِ الحاملين عقيدةٌ نزلَ الدمارُ بها وغابَ جميلُها = كم كان نوراً فجرُها وأصيلُها تلك المنازلُ يالها مِن آيةٍ = طابتْ وطاب ترابها ونزيلُها مالي أرى تلكَ الديارَ حزينةً = فلقد سَبانا في البقيع مَهيلُها أضحتْ تؤرّقني المشاعرَ نحوَها = بفجائعٍ يُبكي الغيورَ قليلُها يافجرُ فانظرْ للديارِ بحسرةٍ = فالوجدُ والنوحُ الطويلُ خليلُها وانثرْ على تلك الربوعِ مَدامعاً = لاتنتهي آلامُها وفصولُها وابدأ بحزنٍ بالبقيعِ وحولِها = يُشجيكَ مِن تلك الربوعِ طلولُها هُدِمت فكانت للسّما مكشوفة = تشكو، ويبعثُ بالأسى ترتيلُها إنّ القبورَ لآلِ بيتِ محمّدٍ = تلك التي يهدي الجميعَ رسولُها فعلام تهدمها وتَمحو سحرَها = ولها من الله العليّ سدولُها ياليت شعري أين غابَ كفيلُها = وعلام يحكمُ في الدُنى مكفولهُا هدَموا المعالمَ واسْتُخفّ بحالِها = كم كان نوراً في الدُجى قنديلها هذي المنازلُ للزكيِّ وجعفرٍ = ولباقرٍ وبها يَئِنُّ عليلُها بلْ كيف يُخْفى قبرُ بنتِ محمّدٍ = ومِنَ السّما نحو الدُنى تنزيلُها ما أكثرَ النكبات تتلو بعضَها = وعلى تراثِ الطاهرين هطولُها ولقد دهاكَ مِن الخطوبِ عظيمُها = يُنبيكَ في هذا المصابِ قليلُها مِن بعدِ فاطمَ للوصيِّ فجائعٌ = يعيا الفؤادُ بها وليس يزيلُها غدروهُ في محرابهِ مُتخضّباً = بدمائهِ بالحقِّ عزّ مثيلُها ماذا أُعَدِدُ من مصائبِ عترةٍ = وبيانهاُ السبطُ الشهيدُ قتيلها هذا بسّمٍ بالفؤادِ وهذه = ثكلى، ويفرحُ في الزمانِ عذولُها أو ذاك في أرضِ العراقِ على الثرى = هُوَ للنفوس الحائرات دليلها أَوَلمْ يكنْ وَهًوَ المُكنّى سيّداً = هو في المناهجِ أصلُها وسبيلُها فبنهجه كلُّ الشعوبِ تحررّت = وتزاحمتْ نحو الطفوف عقولُها فاطلقْ يراعَكَ في محبةِ أحمدٍ = وافتح دروباً يلتغي مجهولُها وانشرْ على الدنيا القصائدَ بالأسى = محزونة ومِن الرثاءِ قبيلُها دعها تكونُ حزينةً صولاتُها = بالوجد يبعثُها إليك صهيلُها فأخذتُ أعناقَ الحروفِ ومُهجتي = في ليلةٍ نُعيت وغابَ مُعيلُها أواهُ إن مرَّ الفؤادُ بطيبةٍ = وأتى بكلِّ روايةٍ مسؤولُها يلتاع مِن هذا الأسى زوّارُها = حتى يخيمَ في البقيع وكيلُها فبأيّ حقّ ياترى مهدومةٌ = هِيَ جنّة ، عند الجنانِ وصولُها أينَ ابنُ خيرِ الحاملين عقيدةً = وابنُ النساء الطاهراتِ أُصولُها أين المُرجّى للقيامِ بثورةٍ = ولهُ مِن الروحِ الأمين نصولُها خُذها ومِن فوق الضريح كرايةٍ = حمراءَ يهتفُ للحسين ذُحُولُها لاتسألّن متى ، وكيف ظهورُها = فلنبعهِ الصافي تَحِنُّ سيولُها يعيا العدوُ بها فليس يرومُها = أبداً وليس يُزيلُها ويحيلُها أنا سوفَ ألثِمُها وسوفَ أشمُّها = فخراً ويبقى في السما اكليلُها يامنجزَ الثارات يابطلَ الوغى = لكَ كمْ يحِنُّ مِن النفوسِ نبيلُها مَن قالَ إنّ اللهَ يخذلُ رُسْلَهُ = ذاكَ الإلهُ ، ووعدهُ تبديلُها فَلَديْكَ يامولى العبادِ جميعها = نِعَمٌ فما عرفَ الكثيرَ سبيلُها فلأنتَ أولى بالإمامة واللوا = قبل الخلائقِ ، كَمْ حكى إنجيلُها رُسلُ الإلهِ تواترتْ أقوالُهمْ = وأتى بكلّ صحيفةٍ جبريلُها فكأنّها ثأرٌ ونصرُ رسالةٍ = رُفِعَتْ بها أُممٌ وذُلّ عميلُها أنا لستُ أرجو في القصيدِ دراهماً = أملي الإلهُ وفي القيامِ بتولُها هذي تراتيلُ القصيدِ نشَرتُها = نعياً ليرقى في السّما مأمولُها ياديمةَ الخيراتِ لاتتأخري = فشفاءُ جدبِ الأرضِ منكِ مسيلُها مرّي على قلبٍ تيتّمَ وارفعي = عنهُ المظالمَ كي يعُمّ شمولُها طوفي على كلّ المرابعِ في الدُنى = في رايةٍ نُشِرَتْ وقامَ كفيلُها هي رايةٌ كالمُحكماتِ نزولُها = رُفعَت وزال مِن الوجود أُفولُها سارت بشائرُها وعمّّ نعيمُها = في ليلة بدرُ التمام ظليلُها هاكُم قصيدٌ مِن محبٍ خادم = هي للقلوبِ الثاكلات هديلُها لأنالَ في يوم الحسابِ ثوابَها = بشفاعةٍ رغِبَ الملا تحصيلَها فيها الصلاةُ على النبيِّ وآلهِ = يرقى بها في قولِهِ متبولُها سراج الربيعي 17/4/2009 – الجمعة 20/ ربيع الثاني 1430 دبي الكامل
لي في الطفوفِ منازلٌ ومشاهدٌ بكتِ الحروفُ وحنّتِ الأقلامُ = وأتتْ بسودِ ثيابِها الأعوامُ وانهَدَّتِ الأطوادُ حُزناً للثرى = ونجومُ هذا الكونِ والأجرامُ حتى الأسودُ تكبّلتْ في نوحها = إذْ ليس في شرعِ الأسودِ زمامُ وأتى الزّمانُ إلى ضريحكَ مُعولاً = تُشجيهِ مِن وقع ِ الأسى الأيامُ في كلِّ ثانيةٍ عويل ٌ دائمٌ = مضتِ القلوبُ إليهِ والأقدامُ لا العينُ قدْ هجعتْ ولا قلبٌ ثوى = ولّى الرُّقادُ وسارتِ الأحلامُ لا الشّمسُ قدْ بزغتْ ولا قمرٌ أتى = أمّا النهارُ فحزنهُ الإظلامُ يرنو إليكَ بطرفهِ متكدِّراً = هيهاتَ يُسْعِدُ أصغريهِ كلامُ إنّ الخطوبَ سِهامُها في مهجتي = بئسَ الخطوبُ على الفؤادِ سهامُ حتى الحنينُ لكربلا لا ينقضي = فإلى رباها سارتِ الأفهامُ فتكدّرَ الإنجيلُ مِن هذا الجوى = واللوحُ والتوراةُ والإسلامُ وانهدَّ ركنٌ للعبادِ وحاجزٌ = بعدَ الفراقِ ِومنزلٌ وخيامُ وتوشّحتْ حلل َ السّوادِ مدائنٌ = وبكربلا تتشرفُ الأقوامُ مِنْ كلِّ مفجوعٍ الفؤادِ وقومِهِ = في سيرهم ْ تتعانقُ الأعلامُ بين المدائنِ والطفوفِ ونينوى = وعلى رُباها زادتِ الآلامُ لي في الطفوفِ منازلٌ ومشاهدٌ = ومخيّمٌ وتلاوةٌ ومقامُ وفجائعٌ ومدامعٌ وحوادثٌ = ومصائبٌ ونوائحٌ وكِلامُ لي في الطفوفِ أئمةٌ لولاهُمُ = ماكانَ مكتملاً لديّ دِعامُ لا بلدةٌ لولاهُمُ ، وهي التي = سُكنتْ، تروقُ ولا البناءُ يُقامُ هي جنّةٌ وربوعُها دربُ السّما = وشعارُها الإيثارُ والإقدامُ حازتْ بتيجانِ الشموخِ بقاعُها = وهل المعالي راحةٌ ومنامُ هي كعبةٌ وطوافُها سبقَ الدُّنى = إنّ المشاعرَ سنّةٌ وقيامُ ياكربلاءَ النيّراتِ جباهُهُم = تتعاظمين وتهبطُ الأرقامُ فمداسُ أرجلهِمْ محجُّ قلوبنا = ونعالُهم للوالهين وسامُ بكِ للفقيرِ حياةُ عزٍّ لمْ تكنْ = يوماً عليها الذُّلُ والإرغامُ يمسي ويصبحُ في نعيم ربوعِها = أحرارُ هذا الكونِ والأيتامُ ومَنِ استبيحَ حقوقهم مِن أجلها = غدراً ، بدربِكِ تُقْطَعُ الأرحامُ ماذا أصوغُ مِن القريضِ ونثرهِ = قدْ فُتَّ لي قلبٌ وهُدَّ قِوامُ لو كمّموا الأفواهَ ما استاءَ الفتى = أملُ الفتى أن تُرفعَ الأكمامُ مانثرُ أهلِ العشقِ في شرعِ الهوى = زيفٌ، فقدْ نثروا لكي يلتاموا عارٌ على أهلِ الحجى أنْ يُشترى = هذا اليراعُ ويُقطعَ الإبهامُ وإذا استوى فيهِ الشريفُ وغيرُهُ = والحافظونَ الدينَ واللّوامُ والعارفونَ مِن الديانةِ قشرَها = ولهمْ تراويحٌ بها وقيامُ والمطلِقون على الذُّقونِ لحاهُمُ = والواقفونَ كأنّهمْ أصنامُ والخارجونَ على الدُنى في بدعةٍ = وهُمُ إلى طاغوتهم خدامُ أغلقتُ داري أنْ تحيطَ بوسطهِ = نارٌ يكونُ بها الجميعُ حطامُ قلبي على دين الرسولِ مُفجّعٌ = مِن بعد ما لعبتْ به الحكَّامُ يؤذيهِ أنّ البازَ يُطلعُ مخلباً = أو لا يُرفرفُ للغصونِ حَمامُ يؤذيهِ أنّ الحرّ يُسلبُ سيفهُ = أو لا يكونُ مع الفتى أرحامُ عارٌ على ليثِ الوغى أنْ تنزوي = هذي السباعُ وتبرزُ النّعامُ فخرجتُ في دربِ الحسينِ مُنادياً = إنّ الحسينَ شريعةٌ ونظامُ نورُ الحسينِ كجدّهِ لا ينجلي = إنْ دامَ ليلٌ واستزادَ غمامُ لابدُّ مِنْ ثأرٍ يريحُ قلوبنا = يوماً تكونُ من الجراحِ سهامُ ودموعُ فخرٍ تلتقي أنهارُها = جهراً ، كما تتعانقُ الآكامُ بكَ بعد مفترق النفوس ستتّحدْ = كلُّ القلوب وتنتهي الآلامُ ويطيحُ عرشٌ للظلومِ وجائرٌ = ويزولُ مِن كلِّ الدُّنى الحاخامُ سيثورُ مِنْ فرعِ الإمامةِ فارسٌ = إنْ طالَ دهرٌ واستتبَّ ظلامُ إذْ ذاكْ يُرجى بعد طولِ غيابهِ = وتفرُّ مِنْ قبل الظهورِ لئامُ تباً لكلِّ الظالمينَ بيومها = إنَّ الرسالةَ بالجهادِ تُدامُ والويلُ للباقين مِن أتباعهِمْ = إنْ حانَ فجرٌ واستقامَ حسامُ وإذا تقابلتِ الجموعُ بكربلا = زحفاً ، تُحارُ بزحفها الأفهامُ فانظرْ أبا الشُهداءِ نهجَكَ لمْ يمتْ = ترتيلُهُ ، وسما به الإقدامُ وهلِ اختفتْ تلك الخيامُ بكربلا = حتى كأنْ لنْ يعتريها ضِرامُ نهجٌ رسمتَ براحتيكَ ولمْ يكنْ = يبنيهِ مِنْ غير الحسينِ هُمامُ كمْ يستنيرُ المؤمنون ويقتدي = في نهجكَ المقدامُ والضرغامُ فشعارُهُ للحاضرين عزيمةٌ = وبيانُهُ للقادمين َ قيامُ وبناؤهُ بدمِ الشهادةِ يعتلي = وتُرابُهُ للساجدينَ وسامُ منهاجُهُ درسُ الملاحمِ في الدُّنى = وقواعدٌ وشهادةٌ وذمامُ آياتُهُ تُنجي الغيورَ مِن اللظى = تفسيرُها للعارفين إمامُ شيّدتَ ديناً بالدّماءِ مُعزّزاً = تأوي الملوكُ إليهِ والخُدّامُ تعلو الشريعةُ والدّماءُ مُهورها = تجثو القلوبُ ببابها والهامُ نورٌ تجسّدَ في الطفوفِ مُقَدّساً = وتوافدتْ أُممٌ عليهِ زحامُ ركعَ الإباءُ على ثراكَ مُسبّحاً = ودعائمُ الإيمان ِ والإسلامُ تتحطمُ الأوثانُ عند سفوحهِ = ومدائنُ الطغيانِ فيه ركامُ رُسُلُ الإلهِ توافدتْ لمقامِهِ = وبكلِّ حينٍ للحسينِ سلامُ نادوا بصوتٍ ياحسينُ إلى السّما = وتزاحموا عند الضريح وحاموا فتناثرتْ تلك المدامعُ للثرى = وتزلزلتْ مِن هولها الأهرامُ يا بانياً للدين أسوارَ الإبا = هيهاتَ في سورِ الحسينِ قَتامُ ألقى عليك اللهُ مِن أنوارِهِ = في العرشِ ما يرقى لها الحكامُ نهضَ الحسينُ بصحبهِ متمجِّداً = وأتتْ إليهِ الحمدُ والأنعامُ وتكدّرتْ شمسُ الضحى مِن يومها = وغدتْ فجائعَ بعدَهُ الأحلامُ تتفجّعُ الأوطانُ معْ سُكانِها = والأُسدُ والحيتانُ والآرامُ وعلى روؤس المؤمنين مصائبٌ = وعلى جبينِ الراسياتِ سجامُ وعلى عوادي الدّهرِ خسّةُ غادرٍ = ويقودُها الإذلالُ والآثامُ دهرٌ بوائقهُ سهامٌ كلُّها = ومِن الرماحِ ذوابلٌ وعُرامُ صورُ الأسى تُتلى ، وأفجعُها إذا = نزلتْ بوسط ديارنا الأوغامُ لبثتْ تصولُ بنا الفجائعُ تارةً = والغدرُ والأحقادُ والإجرامُ ولقد يُهانُ العبقريُّ بدارهِ = ويُداسُ بيتٌ للجبانِ وهامُ والحرُّ ليس براكعٍ يوماً لهمْ = يبقى مع الأيامِ وهْوَ عصامُ أعرفتَ كيف أُديل عن سبط الهُدى = وعلمتَ كيف أُبيحتِ الأصنامُ زعموكَ شخصاً للرئاسةِ طامعاً = وهلِ الرئاسةُ مشْرَبٌ وطعامُ فثراكَ في هذا الوجودِ جنائنٌ = للهِ ثمَّ بشخصك استعصامُ يابنَ الذين إذا الخطوبُ تناوبتْ = قاموا إلى دربِ الجهاد وحاموا الحائزين على المفاخرِ كلِّها = فازوا ، فلا رجسٌ ولا هَدامُ قومٌ إذا ذُكرَ الملوكُ وحزبُهُمْ = رجحتْ مناقبُهُمْ وذلَّ هشامُ سبعونَ في سوح الجهادِ تدرّعوا = حُللَ الإباء فكبَروا مذْ قاموا صَلَّوا على ظهر المنايا ساعةً = سجدوا على أرض الطفوف وصاموا فانقادتِ العُليا إليهمْ والدُّنى = شرفاً ، جنانٌ أُزلفتْ ومقامُ العرشُ مزحومُ الملائكِ حولَهُ = نِعْمَ الخلودُ يحفُّهُ الإكرامُ ودماءُ صرعى تلتقي أنهارُها = بالمِسْكِ ما نزلتْ به أقدامُ وجراحُ مَنْ لبوا النداء بكربلا = وعلى الدماءِ مِن الإله سلامُ جرتِ الدماءُ مِن النحورِ ولمْ يكنْ = قبل الطفوفِ مِن الورى إقدامُ عزمٌ أطلَّ على الخنوعِ بفكرهِ = فكأنَّ في عنقِ الإباءِ ذمامُ تتلاطمُ الأحرارُ نحو شموخهِ = وتذلُّ عند ثباتِهِ الأحزامُ شمسُ الكرامةِ للوجود بنانُهُ = وعلومُهُ للعالمين دوامُ وسنانُهُ للغادرين مقابرٌ = وقناتُهُ للطامعين حمامُ وقبابُهُ للقاصدين علامةٌ = وضريحُهُ للمؤمنين مرامُ وحروفُهُ نهرُ العطاءِ ونهجُهُ = نورٌ إلى كلّ الورى ونظامُ ولقد لجأتْ إلى ضريحك أرتجي = طباً إلى هذا السقيمِ يدام وهمومَ دهرٍ لا أطيقُ بحملها = حتى كأنّ صباحَها أعوامُ إني لتخنقني الهمومُ مع الجوى = ما لاح نسرٌ في السّما وحَمامُ ومدامعي وقفٌ إليكَ سجمتُها = إنّ الدموعَ على الكرامِ جسامُ ماذا أُسَطِّرُ في نضيدي بعدما = كَلَّ البنانُ وحارتِ الأفهامُ هجعَ الجميعُ وما هجعتُ لساعةٍ = قلبي يطوفُ وغيرُهُ قد ناموا علي كريم الربيعي " سراج " - دبي 2012 البحر الكامل