لمحة تاريخية([2]):
تنتشر عشائر وبطون وافخاذ تنتمي للتميميين الداريين وجاليات وعائلات وافراد في شتى انحاء المعمورة وقد عرفوا بالاسماء التالية :-
( آل التميمي) التميمي منهم في قرية هام وعرفوا ايضا باسم الهامية نسبة الى القرية, التميمي الخليلي, التميمي الداري, او الخليلي, الخطيب التميمي, المجالي, مجاهد, سلطان, عبد الباسط, جلال, الكيال, الحلواني, المحتسب, القاضي, الصاحب, فنون, عبدالباسط, سلطان, شبانة, الحليسي شاور, الربعي, اشتي, الزرو, بهية, ابو عجيلة, ابورجب, ابو رميلة, سلهب, بيوض, القصراوي وايضا هناك التكروري, النابلسي, الكركي, والمصري. وما ينطبق على المجالي ينطبق على المعايطة والبيايضة والمهيرات حيث أنهم ابناء العمومة الأقرب. وبالطبع ينطبق ذلك على باقي العائلات الاخرى .. نعود الى تميم الداري. كان الداريون قبل الإسلام يقيمون في أرض إبراهيم عليه السلام ويدينون بالنصرانية حسب المذهب اليعقوبي، الذي انبثق عن المذهب النسطوري وانتشر مع بداية القرن الخامس الميلادي بين رعايا الدولة الرومانية من العرب المتنصرين في بلاد الشام. وكان تميم بن أوس الداري نفسه راهبا يعقوبيا كبيرا ومتبحرا في الدين المسيحي ويلم بأصول الديانات السماوية ومذاهبها، وكانت له تجارة كبيرة بين الشام والحجاز ويتاجر مع مكة والمدينة بالعطور والقناديل والزيت والبسط مع تجار العرب في رحلتي الشتاء والصيف، فالتقى بالرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وسمع منه تفاصيل الرسالة الإسلاميه فوجدها رسالة توحيدية شاملة، ومصدقة لرسالات الرسل السابقين، ويروى أن تميما قد خطب أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه قبل الإسلام ولكن لم يتم الزواج وهذا دليل على تردده على مكة في رحلاته التجارية.
يذكر بعض المؤرخين أن تميما أسلم في التاسعة من الهجرة وهذا يناقض الحقيقة التي ذكرت بأن تميما كان من البدريين أي الذين شاركوا في معركة بدر التي وقعت في السنه الثانيه للهجرة، ومما يؤكد أنه تميم بن أوس الداري قد شارك فعلا في هذ المعركة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد فرض أعطية لمن شارك في معركة بدر وذكر أن تميما قد نال هذه الأعطية.
أما نسبته (الداري) فهي نسبة إلى جده السابع الدار (من عبد الدار) ويعني خادم البيت المقدس لأنه كان مقيما في أرض إبراهيم عليه السلام، وكان قيما على مقامه. وفد الصحابي تميم بن أوس الداري مرة ثانية إلى المدينة المنورة في عام الوفود 9هـ/ 630م على رأس وفد موسع من وجهاء الداريين وكان قد أحضره بعد غزوة تبوك وكانوا محملين بالهدايا وبايعوا على الإسلام وقد ذكر هذا الوفد في كتب التاريخ باسم وفد الداريين.
وقد أهدى الصحابي تميم الداري رسول الله ﷺ فرسا أصيلا يدعى الورد فأعطاه إلى عمر بن الخطاب.
وفي تلك الزيارة طلب الصحابي تميم الداري من النبي عليه السلام أن يوثق للداريين كتاب (الإنطاء) الذي أعطاه لهم في مكة في أثناء الزيارة السابفة فأجابهم إلى ذلك وأعطاهم كتابا آخر في المدينة المنورة.
أعضاء الوفد
1- تميم بن أوس الداري - رئيس الوفد.
2- نعيم بن أوس الداري.
3- يزيد بن قيس الداري.
4- الفاكه بن نعمان بن جبلة الداري.
5- جبلة بن مالك الداري.
6- أبو هند بن بر الداري- أخو تميم من أمه.
7- الطيب بن بر الداري.
8- هانئ بن حبيب الداري.
9- عزيز بن مالك بن سواد الداري.
10- مرة بن مالك بن سواد الداري.
والاصل فيه ما روي ان النبي ﷺ اقطع تميماً الداري ارضاً بالشام وكتب له بها كتاباً. وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق فيه طرقاً مختلفة فروى بسنده إلى زياد بن فائد عن ابيه فائد عن زياد بن ابي هند عن ابي هند الداري انه قال: قدمنا على رسول الله ﷺ مكة ونحن ستة نفر: تميم بن اوس ونعيم بن اوس اخوه ويزيد بن قيس وابو هند بن عبد الله وهو صاحب الحديث واخوه الطيب بن عبد الله كان اسمه برا فسماه رسول الله ﷺ عبد الرحمن وفاكه بن النعمان فاسلمنا وسألنا رسول الله ﷺ ان يقطعنا ارضاً من أرض الشام فقال رسول الله ﷺ : " سلوا حيث شئتم ".
فقال تميم: ارى ان نسأله بيت المقدس وكورها فقال أبو هند: " هذا محل ملك العجم " وكذلك يكون فيها ملك العرب وأخاف ان لا يتم لنا هذا فقال تميم: فنسأله بيت جبرين وكورتها فقال أبو هند: هذا أكبر وأكبر.
فقال: فاين ترى ان نسأله فقال: ارى ان نسأله القرى التي تقع فيها تل مع اثار ابراهيم فقال تميم: اصبت ووفقت - قال: فقال رسول الله ﷺ لتميم: " اتحب ان تخبرني بما كنتم فيه أو اخبرك " - فقال تميم: بل تخبرنا يا رسول الله نزداد ايماناً - فقال رسول الله ﷺ : " اردتم امراً فاراد هذا غيره " ونعم الراي راى - قال: فدعا رسول الله ﷺ بقطعة جلد من ادم فكتب لنا فيها كتاباً نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم: " هذا كتاب ذكر فيه ما وهب محمد رسول الله للداريين إذا اعطاه الله الأرض وهب لهم بيت عينون وحبرون والمرطوم وبيت ابراهيم بمن فيهن لهم ابداً " " شهد عباس بن عبد المطلب وجهم بن قيس وشرحبيل بن حسنة وكتب ".
قال: ثم دخل بالكتاب إلى منزله فعالج في زاوية الرقعة وغشاه بشيء لا يعرف وعقده من خارج الرقعة بسير عقدتين وخرج الينا به مطوياً وهو يقول: " ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين " ثم قال: انصرفوا حتى تسمعوا بي قد هاجرت. قال أبو هند: فانصرفنا.
فلما هاجر رسول الله ﷺ إلى المدينة قدمنا عليه فسألناه ان يجدد لنا كتاباً فكتب لنا كتاباً نسخته:
فلما قبض رسول الله ﷺ وولي أبو بكر وجه الجنود إلى الشام فكتب لنا كتاباً نسخته: بسم الله الحمن الرحيم: ومن ابي بكر الصديق إلى عبيدة بن الجراح سلام عليك فاني أحمد اليك الله الذي لا اله الا هو اما بعد: امنع من كان يؤمن بالله واليوم الاخر من الفساد في قرى الداريين وان كان أهلها قد جلوا عنها وأراد الداريون أن يزرعوها فليزرعوها فاذا رجع أهلها إليها فهي لهم وأحق بهم والسلام عليك ". وقيل نسخته: " هذا كتاب من ابي بكر امين رسول الله ﷺ الذي استخلف في الأرض بعده كتبه للداريين: ان لا تفسد عليهم ماثرتهم قرية حبرى وبيت عينون فمن كان يسمع ويطيع فلا يفسد منها شيئاً وليقم عمرو بن العاص عليهما فليمنعهما من المفسدين ".
قلت: وهذه الرقعة التي كتب بها النبي ﷺ موجودة بايدي التميميين خدام حرم الخليل عليه السلام إلى الآن وكلما نازعهم احد اتوا بها إلى السلطان بالديار المصرية ليقف عليها ويكف عنهم من يظلمهم. وقد اخبرني برؤيتها غير واحد والاديم التي هي فيه قد خلق لطول الأمد.
[1] لخم قبيلة عربية من اتحاد تنوخ القبلي كانو يقطنون في بلاد الشام سابقاً وقد استوطنت في الحيرة العراق وكانت منازل هذي القبيلة في الجاهلية في العراق والشام هم فرع من التنوخيين وكان منهم المناذرة ملوك الحيرة. وقد دخلت قبائل جذام ولخم المسيحية وسكنوا مصر قبل الإسلام. [2] موقع المعرفة على الشبكة العنكبوتية ومن كتاب صبح الأعشى [3] المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ج3 ص356