الغرب سرق المسننات وعلم الميكانيكا وآلة الحركة من العرب وهذه مخطوطات عربية عُثر عليها في بريطانيا،العرب عرفوا المركبات قبل 1200 عام وصنعوا آلات زراعية وصناعية وطبية وزمنية.
يعتبر وصول الغرب لعلم الميكانيكا وإختراع المسننات نقلة نوعية وعهداً جديداً بالنسبة لهم فقد حققوا بذلك تقدماً زراعيا وصناعيا وإجتماعياً بإيجاد الآلات التي تغنيهم عن العمل اليدوي وتحقق لهم إنتاج أكبر وأسرع، وزاد تقدمهم عندما وصلوا لإختراع المركبات التي تتحرك بشكل ذاتي دون الإعتماد على البشر أو الحيوانات في تحريكها.
-
ولكن هذا الإنجازات سرقها الغرب من مخطوطات العرب، وما جعلني أستخدم مصطلح السرقة هو عدم إعترافهم بفضل العرب وطمسهم لدورهم، وما يثبت أن الغرب سرقوا هذه الإنجازات من العرب هو ما عثر عليه في خزائن جامعة أوكسفورد من مخطوطات عربية في كافة المجالات ومنها كتب بنو موسى بن شاكر والجزري وتقي الدين الشامي، والصورة المرفقة بهذا المقال هي من ضمن هذه المخطوطات والتي تم عرضها حديثاً في متحف دبلن في إيرلندا.
-
فقد حقق العرب زمن الدولة العباسية تقدماً غير مسبوق في علم الميكانيكا والذي كان إسمه عندهم "علم الحيل"، لدرجة أنه وصلوا لإختراعات غير موجودة اليوم، بما فيها ربوتات منزلية تقوم بكافة المهام المختلفة، وفي البداية كان الهدف من دخول العرب لعلم الميكانيكا هو إختراعات ماكنات لسحب المياه وتنقيتها وتوزيعها على كافة البيوت بشكل آلي، وتطور الأمر لاحقا إلى إختراع آلات الخدمة والطب والزراعة والصناعة والزمن، ففي الدولة العباسية كان هناك آلة تخدم في البيوت وآلات تقوم بعلاج المرضى وعمل الفحوصات الطبية، وآلات للزراعة والحصاد، وآلات لصناعة الملابس والأغذية، وحتى كان في الدولة العباسية مراصد فلكية منتشرة في أرجائها وتعمل بشكل آلي في مراقبة الكواكب والنجوم، وقام العباسيون بوضع الساعات الميكانيكية الكبيرة في أهم المدن وكان أشهرها الساعة في بغداد ودمشق.
ووصل بالعرب الأمر إلى أنهم نجحوا في إختراع المركبات المتحركة، وكانت النقطة المفصلية في كل هذه الإنجازات هو نجاح العرب في إختراع المسنن والذي كان إسمه عندهم "الترس".
-
-
ومن النصوص التاريخية التي أكدت أن العرب كانوا يستعملون المراكب المتحركة بشكل ذاتي في زمانهم، والتي كانوا يسمونها "الطيارة"، وكانت تسير معتمدة على الطاقة الهيدروليكية ثم البخارية، وهي قسمين منها ما يسير في البر ومنها ما يسير في البحر:
قال محيي الدين الكردي في كتاب (دور النساء في الخلافة العباسية): أظهر الخليفة العزم على الخروج من بغداد فأمر بإصلاح طيارته.
قال ابن كثير في كتاب (البداية والنهاية): وذهب الخليفة إلى المسجد ماشياً ولم يركب طيارته.
قال ابن الجوزي في كتاب (مرآة الزمان في تاريخ الأعيان): أقبل الخليفة العباسي الطائع في طيارة وخرج عضد الدولة وتلقاه.
قال السيوطي في كتاب (تاريخ الخلفاء): نزل الخليفة العباسي المطيع في طيارة فخرج معز الدولة وقبل الأرض مرات.
قال أبو الفداء في كتاب (المختصر في أخبار البشر): راح إلى الطيارة المعروفة بالطيارة الحمرا فقعد فيها ثم توجه من حماه إلى المشهد ثم إلى الحمام بالبرية فصاد شيئاً كثيراً من الغزلان.
قال محمد طلس في كتاب (الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب): مسجد النارنجية كان محلها طيارة للأمير حسن والي حلب.
قال عماد الدين الأصفهاني في كتاب (تاريخ دولة آل سلجوق): استدعى الخليفة العباسي المستظهر السلطان ملكشاه إلى حضرته فنزل في الطيارة ووصل باب الغربة.
-
-
وللأسف قسم كبير من هذه الإختراعات إختفت نتيجة نهاية الدولة العباسية التي كانت راعية للعلم والعلماء، وأتى بعدها دول لم تهتم في إستمرارية التقدم العلمي ولم تسعى للحفاظ على الكتب، وكان هذا هو نهاية العصر الذهبي عند العرب وبداية عصر النهضة في أوروبا والذين دخلوا هذا العصر بكتب العرب التي قاموا بجلبها وسرقة محتوياتها وتسجيل إنجازات العرب بأسمائهم.
*** المصادر:
1) بغداد فلورنسا، هانز بيلتينج
2) في التراث العلمي العربي، علي وافي
3) بغداد، محمد مكية
4) مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، ابن الجوزي
5) تاريخ الخلفاء، السيوطي
6) البداية والنهاية، ابن كثير
7) المختصر في أخبار البشر، أبو الفداء
8) تاريخ دولة آل سلجوق، عماد الدين الأصفهاني
9) دور النساء في الخلافة العباسية، محيي الدين الكردي
10) الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب، محمد طلس
*****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
*****************
الإعتراف بأنّ الغرب سرقوا حضارتنا وعلومنا كفيل باقرار ما للعرب من ذكاء وما حقّقوا من تقدّم في العهد العباسي وفي عهود أخرى كتبها المؤرخون بأمانة ..
للأسف أنّنا لم نواصل ما حقّقه أسلافنا وصرنا بالتّبعية لغيرنا .....
والتّاريخ مهما شوّهوا حقائقة واستغلّوها لأنفسهم سيظلّ شاهدا أنّنا من برز في جميع العلوم طبّا ورياضيات وفلسفة ...
وكما قال العلّامة ابن خلدون التّرايخ في ظاهرها اخبار وفي باطنه نظر وتحقيق ولنحقّق في تاريخ العرب فإنّ شواهده لا تندثر
شكرا لهذا المقال ..