قيس بن سعد بن عبادة: أدهى العرب لولا الإسلام :
كان قومه الأنصار يقولون:"لو استطعنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا لفعلنا." ذلك أن قيساً كان زعيماً في قومه منذ حداثة سنه , ولم يكن ينقصه من صفات الزعامة في عرفهم سوى اللحية .
وقيس من الأنصار في الذروة, وبيته من أجود بيوت العرب وأعرقها, وهو البيت الذي قال فيه رسول الله:" ان الجود شيمة أهل هذا البيت." ولقد تحدث أبو بكر وعمر يوماً عن جود قيس وسخائه فقالا:" لو تركنا هذا الفتى لسخائه لأهلك مال أبيه." وعلم سعد بن عبادة بمقالتهما هذه عن ابنه قيس فصاح قائلاً:" من يعذرني من أبي قحافة, وابن الخطاب, يبخلان عليّ ابني !!"
وأقرض قيس أحد إخوانه المعسرين يوماً قرضاً كبيراً, ولما جاء ليرده إليه قال:" انا لانعود في شيء أعطيناه."
وعُرف قيس أيضاً بأنه الداهية الذي يتفجر حيلة وذكاء,وهو الذي وصف نفسه قائلاً" لولا الاسلام لمكرت مكراً لاتطيقه العرب"
ويوم صفين كان قيس مع علي ضد معاوية, وكان يخلو بنفسه فيرسم الخطة التي يمكن أن تودي بمعاوية وجيشه, ولكنه يعود عنها لأنها خدعة من النوع الخطر, ويذكر قوله تعالى:" ولا يحيق المكر السيء الا بأهله". ويهب من مجلسه مستغفراً ربه , وهو يقول:" والله لئن قُدّر لمعاوية أن يغلبنا,فلن يغلبنا بذكائه. بل بورعنا وتقوانا" .وعرف قيس بالشجاعة والاقدام , ووصفه أنس , صاحب رسول الله فقال" كان قيس ابن سعد من النبي بمكان صاحب الشرطة من الأمير. " وكان أحد أبطال معارك صفين, والجمل, والنهروان
وفي المدينة المنورة, وفي عام 59. مات الداهية الذي روّض الإسلام دهائه
مات الرجل الذي كان يقول:" لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " المكر, والخديعة في النار, لكنت من أمكر هذه الأمة ........