آلا تقبليني قبلة ايلول الاولى..كي اشرب من البحيرات التي تعيش على ارض روحك..واقتل جوعي الذي شبع من روحي..ومن جسدي؟…
ففي ايلول..
يولد لنشوة الالتصاق بك جناحان..يشهقان بشهوة مجنونة…
ويولد لخصرك قلب جديد..يرش يدي..برغوة من شيق الضوء..عندما تطوق خصرك…
وتولد لنهدك استدارة جديدة..يستحقها عريك الطاهر...
يغير نهدك طريقته في التعامل مع شفاهي..ويطرد جميع دبلوماسييه اللذين يمارسون أعمالهم تحت ظلاله..ويوقع اتفاقيات تلاصق مشترك مع صدري…
دعيني اقشر نهديك من ضجري..واحزاني..واحاورهما..بالاصابع..بالشفاه..بالكل مات..والاهات…
دعيني اختلي بهما..فقد شج الحنين قلبي…
تتعرى الكتابة..كيوم ولدتها الاحزان…
تتعرى الكتابة..ثمرة خطيئة مقدسة..ليلة حب باركها شحوب الخريف…
ليلة الحب تلك..بين أيلول..و لغتي..هي التي صنعتها..ونفخت فيها من روح الخريف الحزين…
تتعرى الكتابة..كيوم ولدتها الاحزان..والاف من الايادي و الاوجه و الاصوات..التي تصل بين جوعي..وروحك..وجسدك…
منذ عشر عجاف وانا..وانا امارس الموت كل يوم..مشنوقا الى حبل اللغة..احمل قلبي ما لا يحتمل..وما يحتمل..حتى الصراخ لم اعد قادرا ان اصرخه..فاللغة اكلت صوتي..وصارت الكبسولة اليومية التي يحتاجها جلدي..كي لا تهاجمه دمائي…
كم انا محتاج للراحة..اكتشف الان..ببراعة..انني محتاج للراحة...
أحزاني ترهقني..أحزاني..وأحزان جميع اللذين عرفتهم..وعرفوني..وأحببتهم..وأحبوني…
قلبي يؤلمني..وحزني فيه صار بحجم المحيط..وعمق المحيط..واصبح كقوس قزح غريب..يمتد من لب الارض الى عنان السماء…
تدخل روحي كل يوم احزان جديدة..وتولد فيها كل يوم احزان جديدة..تكبر كل يوم..ولا تموت…
ومنذ شهور عجاف وانا..وانا انتظر ايلول..ليغير جلد لغتي..ويمنحني احزانا جديدة...
فأيلول..هو الرجل الأول في حياة لغتي الانثى..الانثى الخرافية الملامح..البحر الذي لم يقضمه جزر..فهو الذي فض بكارة احرفها..وقدمها للعالم امرأة طاغية الاحزان…
وايلول..بالنسبة لي..ليس زمانا فحسب..فهو مسقط قلب حبيباتي..واحزاني..وقصائدي…
الساعة الآن أعلنت انتصاف الليل..انتهى أيلول..وسيبدأ تشرين...
وهكذا سيصوم هذا الإنسان عن تعاطي الكتابة..والكآبة..والأحزان...
>>>>>>>>>>>>>>>>>>
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 07-12-2010 في 02:40 PM.