أوجاع حـــرف ٍ مــا

لتخلدي ..أيتها الكلمات العارية
إلى النوم ... فما عدت اهواك ِ
فلا تكترثي ... بكل رسائلي القديمة
فقد أيقنت أن آلامي تعود إلى عشرين
عاما ً ... يومها كان الطريق إلى
الحياة ممهدا ً ... يومها كان العثور
على الونيس .. حماقة ... كانت كل
أقطار السماء ... تنام بشرفتي ..
و كنت أنت ِ أيتها العبارات الجميلة
تسترقين السمع ...على أحلامي الصغيرة ...
وكنت أنا
أحاول أن أكون رفيقا ...

أشعر بالبرد أيتها الكلمات ، ألا أجد لديك معطفا ً ... يشعرني بالدفء قليلا ً
فأنا منهك ٌ جدا ً ... لا أدري إلى أي ّ مكان ٍ سيحملني ألمي .... سأحاول
أن أجد عبر شطآن ذاكرتي ... ما يجعلني قادرا ً على الوصول إلى حلم ٍ
قد أتعبني كثيرا ... لا زلت أيتها الكلمات هنا ... في بوتقة النسيان ..
أعيش بين السطور ، و بين الأحرف الصماء ...أحاول أن أسترق الفرح ، لثوان ٍ معدودة .......

أنت تسابق الريح في جمال تعابيرك

همسك للكلمات ورجاؤك إليها يجعل النص جميلا

يراعك جامح يريد أن يخرج كل مشاعرك على شكل حروف

فلا تكبته ولا تلجمه فإنه كالحصان الأصيل لن يسير بك إلى الضياع

أبي ...ماذا سأفعل ...يا أبي
إن كان حرفي ..عالما ً بأنيني
فالحب في زمن الذئاب ......
حماقة ٌ ...و أنا شديد الحمق
و الإعياء ِ ... و القلب يصرخ
و الحروف تبعيني .... كجارية ٍ
و ترسلني إلى جسدي الذي
يجتاحني .فأتوه في دربي
و أعرف أنني سأعود أرشف
دمعتي ... فما... أفعل يا أبي
و الحرف يقتات وريدي
ثم يلقيني إلى منفى الوليد ِ

يا .. حروف القلب ، ما عدت أدري ، كيف
ألقي كل أحلامي الغريقة من أمامي ...
أصبحت جزءا ً من حكايا سندباد
أصبحت روحا ً ملها الإحساس دوما ً
يا حروفي .. كل يوم ٍ ينتهي زمن ٌ
مضى في داخلي ... فهل هناك طريقة ٌ
للبحث عن حلم ٍ توارى في عيوني
يا ساكن الأحداق ... ما ذنبي أنا
إن كان قلبي لم يعد يهواني
لم أعد ألقى .... تضاريس
الحياة بوجنتي ... قد حاربتني أحرفي
قد قاتلتني ....... دمعتي ..
يا أحرفي المجنونة ...إبتعدي قليلا ً
قبل أن يأتي من يشاهدك هنا
بين أحضاني الخجولة ....

أيتها الكلمات .....دعيني أتوسد روحك ..فلم يبقى لي مكان ٌ
آخر غير ك ...ها هي طرق السواقي فد أمالت بوجهها عن
وجنتيَّ ....... قد أصبح ألمي غائرا ً في صدري .. ..لقد
أصابني بالتوحد .......مع ذاتي لقد أصبحت مدركا ً لآهات
الحروف ...في الماضي لم أكن أُعيرها أي اهتمام ٍ يُذكر
كنت ألقيها على أرصفة الوحدة .....دون مأوى ..تتسول
قلما ً يعطيها بعض الدفء .... لم أكن أستطيع النظر إليها
فلقد كانت جزءا ً من جرح ٍ لم يندمل ..بعد ْ !! لا أدري
إن كنت يومها على صواب أم لا ... المهم أنني كنت
أعلم أنني كنت سبب آلامها الكثيرة .... فلتسامحيني فما
عدت قويا ً .........

لست أدري بعد اليوم ، ما ذنبي إن كنت صادقا ً
مع نفسي قبل أن أكون صادقا ً مع الآخرين
أيتها الحروف .. هل لي أن أتضرع إليك ِ
فما عدت قادرا ً على المسير ...
أصبحت عاجزا ً عن إدراك معنى الحب
الماكث في قلبي ...
لست أدري كيف يمكن أن تكون الأمنيات
محرمتا ً في عالمنا ... أو كيف تكون
طرق المحبة موصودة ً بأفكارنا البالية
نعم ... أنا أيتها الأحرف الصماء
سأسمع نبضك ... سأتلمس وجهك
فقد أعيتني ذاكرتي كثيرا ً ..
فكوني معي ... فأنت ِ ملاذي الوحيد
و أما الآخرون ، فما هم إلا أوراق ٌ
من كتاب ٍ قديم ... أستطيع قلبها مجددا ً .

فلتباركيني ..يا حروف القلب
فقد أصبحت جثة ً هامدة ً
لا ..حياة فيها .. و لا روح
و لتسافري بعيدا ً عني
فقد تجدين صورتي
على إحدى الصحف اليومية
تنشر بكل سخرية ٍ نبأ موتي
و نبأ عزوفي ...عنك ِ

ها أنا أركض بعيداً عنك ... يا من تعشقين ألمي
ما زال الليل طويلاً .. وما زلت ُ أفتش عن لحظةٍ تجمعني بمن رحلوا
أما أنت ِ يا احرفي صماء .. فعودي إلى كتاب كليلة و دمنة .. و شاهدي
قصة حياتي بين تلك المخلوقات العجيبة .