( النص 10 ) من سلسلة ضوء جهاد بدران على نصوص نبع العواطف
النص : سري
النّاص : ناظم العربي
القراءة : جهاد بدران
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النص :
ــــــــــــــــــ
للمرة السادسة
يفشل في التصويب
حدّثتني الطلقة
أن الجندي كان يستهدف طفلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القراءة :
يا لجمال وروعة هذا البناء الجامع لعناقيد اللغة ..ومحمّل بسحرٍ مميز يدل على صاحبه ..
هنا يبرز فنية الحرف وإبداعه في بضعة حروف قالت لنا الكثير وهي محملة بأكثر من تأويل..
(للمرة السادسة.. )
العدد هنا له دور كبير على إصرار الظلم لطعن البراءة في كل أنواعها.. وهتك قدسيتها ومحاولة بتر براعم وطن ما يزال ينشئ في احضان الصبا..
لكن للمرات العديدة يتم الفشل لأنه يصوّب نحو طهر وجذور شربت النقاء من رب السماء.. لأنها نقية لم يكتب لها التاريخ اعتداءها على أحد ممن نسجوا لها العداء..عملية التكرار للطلقات إنما توحي بقوة الجهة المقصودة..وأهميتها وبؤرة الحدث التي تدير عناصر التخطيط لإبادتها والتخلص منها..وهذا يدل على أهميتها ومكانتها وإلا لما تمت المحاولة لإطلاق الرصاصات عليها بعدد ست مرات...وبهذا التحدي لإطلاق الرصاص ..إنما يدل على قوتها ومدار صبرها ..
( يفشل في التصويب)
أراد الكاتب أن يقول لنا ..أن أهل الظلم والطغاة لن ينالوا من الحق شيئاً..
لأنهم فاشلون بأسلحتهم التي يستخدمونها ضد الإنسانية وضد الأبرياء..ومهما كانوا على قوة منهم إلا أن الفشل حصادهم مهما حاولوا غرس الظلم وقمع الحق ..فالفشل صفة الغير متمكن من ممارسة التصويب لزعزعة في النفوس وتخبط في التصرف..مما يحدث تشوش في الأداء..لأنهم يشعرون بهول ما يمارسون من فساد وظلم على أبناء جلدتهم...
(حدثتني الطلقة...
أن الجندي كان يستهدف طفلة)
هنا تبرز قمة الإبداع والتصوير.. ويظهر مهارة الكاتب القدير..
الطلقة والتي يستعبدونها لسد شهواتهم وتسكيت ظلمهم .. تكون هي حبل التواصل مع المظلوم لترد عنه بؤسهم وظلمهم.. الطلقة هي التي تقوم بتوجيه مسارها بعيداً عن هدفهم واستبدادهم..
يستخدمون من الشعب ما يكون سهما لتحقيق مآربهم.. إلا أن الصحوة والضمير تضيء في إعادة برمجة النخوة والشهامة لترد عن المظلومين عبوديتهم وتأبى الخنوع لهم وإن كانوا في خدمتهم..
أما دور الطفلة.. وهذا من أجمل الأوصاف في وصف أمة البراءة والطهر والتي مازالت في مراسيم الإعداد والعتاد والقوة والفكر ......
طفلة.. مازالت قيد الإعداد والتدريب وإن كان ينقصها خبراء التدبير..
ومع ذلك ورغم صغرها ورغم أنها ما زالت غضة في كل الميادين إلا أنها قادرة على الصمود أمام عمالقة الظلم.. باختصار لأنها صاحبة حق.. وصاحب الحق لا يموت.. ولا ينحني أبدا...
لذلك فإننا نرى الكاتب قد جعل الطلقة والجندي هما من شاهدا عملية الإرهاب التي تنفذ في كل الوطن العربي بسرية تامة ( سري).. لا يعلم مدى جرائمهم ولا أبعادها إلا هذا الطرفين..فكان من الكاتب نوظيف العنوان متقن جدا مع المضمون السحري الذي أرادنا أن ننقب عنه ونكشفه من خلال الخيال الرحب والإبحار في جذور النص الراقي...
........
يا لروعة هذه الومضة وجمال سبكها ونظمها .. وقوة رمزيتها التي ما زالت تقبل التأويل وتسمح للخيال بالإنطلاق نحو دروب طوتها زرقة السماء..
بورك بهذا الإعداد المتين لحروف الجمال التي سكبت هنا ..
إبداع يتناسل من مبدع له باع كبير وراق في صفحات الأدب السامي..
الكاتب الأديب البارع المبدع الكبير
أ.ناظم العربي
بوركتم على هذه اللوحة الإبداعية الراقية
وفقكم الله لحبه ورضاه وزادكم من علمه ما ينير دربكم وحرفكم
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 06-07-2021 في 10:57 AM.