عند كل غروب ... أنتظر الشروق
يخيفني هروب النهار
يباغتني الليل ... يعانقني القمر ...
كوكب البرد
يباغتني الليل...
بسكونه
بظلمته
بظلمه
يهربني النوم ... يقتنصني السهاد .
يتساقط على نافذتي همس حروفك
يطمئنني
يدعوني لأجمل رحلة
بين مروج الأحرف
وضفاف العشق
الأبدي
فأنتصر على كل مخاوفي
وأطرد الشتاء من بين ضلوعي
وأتعلم كيف أشبهني
كيف أراقص الأمل بأناملي
وبعدها يحتويني الفراغ
ثم يأخذني الخوف
يستبد بي
يروعني
فتعالي هدئي من روعي وجنوني
تسلقت حبال جميل الأحرف
ونثرتك في الأفق ضياء
أطلقت عنان روحي
وانسكبت لحنا جميلا
في كؤوس كل العاشقين
فتعالي
غنيني أنشودة فوق الصخور
من على قمم الجبال
حروفك دائي ...و...دوائي
مالك للمتناقضات تجمعين
تشتتني......تجمعني
تجرفني......تثبتني
تبعثرني .....ترتبني
أحتاج إلى نور عينيك
إلى بريقهما تفتتن به أيامي
تزعجني زخات أمطارك...تتساقط
هناك خارج أسوار قلبي
أعشق كل الأزهار التي
تنتزع من فيك بسمة الأطفال
لاتذهبي... أبدا ولا تودعي
أعانق السحاب ...إن أنت ذهبت
بين عينيك أعيش الربيع .... وأحلى الساعات
لا تبتعدي
إلي آخر أسفارك ... مهما ابتعدت
أتستلذين بكائي ؟؟؟
أم عشقا في ملح دموعي تعصريني
وتستبيحين بكاء الذكور؟؟؟
لاتذهبي...أبدا ولا تودعي
سأنساني إن أنت ذهبت
أرتوي من أحرفك ... عطرها يحييني
يجرحني عجزي.... يمزقني
كم يكفيك زمنا.... كي تريني آخر الشتاء
قدوم الربيع ....تفتح الزهور ...وكل الورود؟؟؟
كم يكفـــيك زمنا
لتستشعري تحت قدميك انكسار أمواجي ؟؟؟
لتسمعي خواء قلبي؟؟؟
صمت لياليه الباردة...؟؟؟
وهبوب الرياح بين ضلوعي ؟؟؟
أأنستك السنون فرحة سفرنا الجميل... الطويل نحو مدينة الأحلام
أم ودع قلبك جميل الذكريات ؟؟؟
ماذا بقي من ربيعنا الجميل
بعد هذه الحقول الشائخات السنبلات ؟؟
ماذا بقي من عطر أيامنا الأصيل
بعدما جفت بسمات الياسمين؟؟؟
لبست أشجاري ثوب حدادها على مضض
وبكت تناثر الأوراق
صارت هياكل أشباح تهابها الأطيار!!!
رأتك قادمة فتبسمت
ضحكت ووعدتني بالإيراق ألف ربيع ...وربيع
لاتذهبي ...كي تورق أشجاري
لا تودعي...كي تغني أطياري
إني بدأت قلبي ترميم جنباته
فتعالي ما بدأت أكملي
تعالي فغدا يجيئ الربيع
ولا تمضي كي يسكن هاهنا
الــربــــيع
منك إليك يا حبيبة القلب
أنا دائم الترحال
أنت علتي ... أنت دوائي ...
لا فضاء لي سوى قلبك ... فيه تحلو الحياة
فيه معنى لوجودي ... لا هواء لي غير هواء رئتيك
أتنفسك حبيبتي ... فلا تخنقيني
ها قد جئتك ... كي تتراقص الفرشات
فوق زهور الأكاليل التي بالأمس أهديتك
احضنيني ألف مرة ... وكل مرة
وتذكري أحاديث الطفولة
تلك الجميلة
عندما في الفصل والمعلم يشرح الدرس
سألتك : وأنت ماذا تتمنين أن تكوني مستقبلا ؟؟
فقلت والبسمة تعلو محياك
لا شيء سوى أنثاك
هل تذكرين يا حبيبتي؟؟
أنا أذكر
أذكر وزرتك الوردية
أذكر قبعتك وضفيرتك الطويلة
وبسمة الطفولة البريئة
تعلق بك القلب مذ تلك الأيام
ونقشت وجهك في الذاكرة
يا حبيبة الأمس الغابر
واليوم .. وغدا وغد الغد
أيتها الحب الأزلي يا أنت
يا أنت
يا
أنت
كذلك كنت في غربتي
عندما يتعبني الإنتظار ... ويعصر قلبي الشوق إليك
أبعث عبر السحابات إليك شجوني وآهاتي
فتمطر هناك عليك في الوطن أحزاني وأوجاعي
فينبت الشوك ... والأقحوان ... والزعفران.
هنا في غربتي
كان البحر وجهتي ... والغروب ملهمي
أرقب الشمس حتى تصير جمرة ذات الغروب
تلقي بنفسها الشمس في البحر فتنطفئ ...لتطفئ معها أشواقي
هيهات أشواقي لا تنطفئ .
يأتيني الليل ... مستبدا ... فاستسلم للبكاء ... ولا أبين ... أليس عارا بكاء الذكور؟؟؟
أتذكرين يا حبيبتي ... لما مسحت دموعك
والطائرة على وشك الإقلاع؟
قالت لي بسمتك بحزن كوى قلبي
عد إلينا ... حبيبي فالحياة بلاك ممات
أتذكرين ؟؟؟
أنا
أذكر.
لو تعلمين كم تمزقت .... بك دائما كنت أهتف
وكنت في خلوتي أقول لي ولنفسي:
هيا نعود فالوطن هناك ... ونحن هنا فينا الوطن
لم التغرب ؟ أهو العلم ليس إلا عند العجم ؟
يجيبني كبريائي :
غربة بالنجاح مكللة ... خير من رجوع ذليل .
فعد إلى الوطن ناجحا وإلا أبدا لا تــعــد.
فكان لابد لي هناك من بقاء
حتى عدت متوجا والنصرة تعانقني
ولما طرقت باب داركم
ما وجدت غير الخواء
رحل السكان ... وصرت لأطلال الدار أزور
....
أينك يا روح روحي ؟ في أي الأحياء ؟
أي الأبواب أطرق ؟
دليني على أيامي الخوالي
على أمنياتي ... وأحلامي ...
أنت أحلامي..