كان الشاعر ابن زريق البغدادي مولعا بحبّ زوجته وهي ابنة عمّه وكان يعاني الفقر وشظف العيش فهاجر طابا للرزق ، ورفضت ابنة عمّه رجيله وتغربه ، ولكنه صمم على الرحيل ،فقصد الأمير عبد الرحمن الأندلسيَ ومدحه بقصيدة بليغة ،لكنه لم يحسن عطاءه ، ولم يعطه ما يخفف غربته ،فحزن ابن زريق وساوره الندم ، لمدحه هذا الأمير الذي بخسه حقه ولم يحسن مكافأته ،ثم انزوى وتذكر نصائح زوجته وفراقه لها وبعده عنها فاعتل غمًا ومات ، وفي اليوم التالي سأل عنه عبد الرحمن ليزيد من عطائه ، وحين وصل حراسه إلى الخان الذي يسكن فيه ابن زريق وجدوه جثة هامدة ووجدوا عند رأسه قصيدة بليغة حزينة تفيض رقة وحنانا ، نختار منا الأبيات التالية : لا تعذليه فإن العذل يولعهُ = قد قلتِ حقًا ولكنْ ليس يسمعهُ جاوزتِ في لومهِ حدًا أضرّ به = من حيث قدّرتِ أنّ اللومَ ينفعهُ فاستعملي الرّفقَ في تأنيبهِ بدلًا = من عذله فهو مضنى القلب موجعهُ يكفيه من لوعة التشتيت أنّ لهُ = من النوى كل يومٍ ما يروّعهُ إلى أن يقول : أستودعُ الله في بغداد لي قمرًا = بالكرخ من فلك الأزرارِ مطلعهُ ودّعتهُ وبودي لو يودعني = صفوُ الحياة وأنّي لا أودعهُ رُزقتُ ملكًا فلم أحسن سياستهُ = وكل من لا سوس الملك يخلعهُ ومن غدا لابسًا ثوب النعيم بلا = شكرٍ عليه فإنّ الله يخلعهُ
ومن غدا لابسًا ثوب النعيم بلا = شكرٍ عليه فإنّ الله يخلعهُ الله الله من أبلغ ما قيل في الفراق شكرا لبديع اختياركم دكتورنا العزيز مودّة بيضاء
أحسنت دكتور لهذا الاختيار وزودتنا دائما
لا تركن للريح تضلك أنت الربان فلا تيأس
اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هديل الدليمي ومن غدا لابسًا ثوب النعيم بلا = شكرٍ عليه فإنّ الله يخلعهُ الله الله من أبلغ ما قيل في الفراق شكرا لبديع اختياركم دكتورنا العزيز مودّة بيضاء وشكرا لروعة مرورك عزيزتي هديل محبتي
وشكرا لمرورك أخي العزيز تحياتي
احسنتم الاختيار لا تعذليه فإن العذل يولعه لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ لا أَكُذبث اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ بِالبينِ عِنهُ وَقلبي لا يُوَسِّعُهُ رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِنُها بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي بِهِ وَلا أَن بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ بالله يامنزل القصف الذي درست اثاره وعفت مذ غبت اربعه هل الزمان معيد فيك لذتنا أم الليالي التي مرت وترجعه فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ لَأَصبِرَنَّ لِدهرٍ لا يُمَتِّعُنِي بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ عَل اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ وَإِن تُنلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ ابن زريق البغدادي وهي القصيدة الفراقية: لأن موضوعها «الفراق» - وهي القصيدة اليتيمة : ( لان مؤرخي الأدب لم يذكروا له غير هذه القصيدة )
شكرا للمرور سيدتي الفاضلة وتتفضلين علي بنعم الإفاضة دائما تحياتي
شكرًا لدكتورنا الغالي وللإضافات الممتعة
اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الحفيظ القصاب شكرًا لدكتورنا الغالي وللإضافات الممتعة شكرا للمرور أخي القدير