هذه الشهادة في منتج مبدعنا العربي العراقي أ. محمد السوادي (جدران هاربة) . جاء هذا المنتج في حوالي ثنتين و تسعين صفحة من القطع المتوسط وجنسه الكاتب ل ( قصة طويلة ) حيث قسم هذه الجدران إلى عشرة حكى فيها وعالج قضايا كثيرة , ذاتية وعامة , الأمر الذي زانها رونقا وجمالا .
بوصفي قارئا لهذا المنتج , وبصراحه لم أستطع تركه حتى أنهيته كاملا , ثم عدت له هنا وهناك .
ولأننا الآن في صدد التجنيس فقد قرأته من روائع السرديات في ( النصوص المفتوحة)
لماذا :
تقرأ في هذا الإبداع كل شيء : قصة , رواية, شعر, خواطر شاعرية ....إلخ وأنصح بقراءة هذا المنتج وملاحظة تقسيمه إلى عشرة جدران , حيث يبدأ بالجدار الأول وينطلق من الذات , والهم الخاص الذي يلخص به ما يدور في خبايا الذات بشكل عام , على أنه في الجدار الثاني ,ومن بدايته من الهم الخاص إلى خلط الخاص والعام ما بين اليأس والأمل ,بطريقة بنائية رائعة جعلت الجداران أنموذجا لنصوص ما بعد الحداثة ,فقد اتجه إلى الطبيعة بتوريه وإسقاطات بيئية إيكولوجية تستمر حتى نهاية الجدار الأخير.
وسأعلق هنا سؤالا:
لماذا قفل الجدار العاشر بالأخير ولم يقل الجدار العاشر ؟ ثم ما رمز الجدار في هذا المنتج ؟
طبعا اترك الإجابة مؤقتا للقارئ لحين دراسة النص أفقيا وعاموديا قراءة نقدية بما يليق بالمنتج وفارسه أ . محمد السوادي, نقد وظف الناص تقنيات فنية كثيرة كانت موفقة في أغلبها مثل : التناص والنص الغائب , الرمزية , التلاعب بالسردية على طريقته ...إلخ
فعلى سبيل المثال لا الحصر في الفلاش باك والفوكس والبولوفينية كانت موفقة ولم أقرا مؤخرا في السرديات ما قرأته هنا بإتقان ... حتى الأسماء مثل ( رهف) ( رعد) و( ربيع) كانت منتخبة وذات دلالة رمزية موفقة للفكرة ومجموعة الأفكار التي تلح على النٌاص و سأحاول تفصيل ذلك بقراءة نقدية خاصة قريبا بحوله تعالى .
*هذه الشهادة أفقية للاحتفاء بالمنتج وفارسه أ. محمد السوادي
منتج طيب راقي فيه الفارق وحقق الدهشة لاريب وقد اخترت قصيدة نثر _ على طريقتي_
من هنا وهناك من هذه الجدران :
_فضاءات متلاحقة_
( كـأنني في زحام الأفكار,
والأرق يشعل ما تبقى من وهيج اللحظة :
وتلبس العري ريشا من صفيح "
" حقيقة الانتظار ترمق الشفق في سكون,
وتحكمي منها أماني الليل "
"وردتي النابتة في أرض الجنون ,
"وجنة تأخذني حيث أحتضر بين سماء طيوفك الراحلة "
" تلاحقني رؤياي أستميح الأرق عذرا فطيوفك لم تعد تهمني "
"لم أعد هنا فالنار تحيط بريشي , والكوابيس الساخرة تناديني "
"أشعل شموع الشجن على مرقد الهروب فالباب أحداقك"
"كلما علت نبضاتي تأخذني متاهاتك حيث لا أريد"
"سأجعل من وهمك بحرا يغرق الحمق وينتزع أظافر الفلك" )
------------------------------------------------------------------------------------------------
أخي وصديقي ومبدعنا محمد السوادي : مبارك منجزكم ميمون ومزيدا من العطاءات والإبداعات وبالتوفيق دائما
و أعتذر عن التقصير في حق منجزكم وحقكم وأرجو ان تكون هذه الشهادة قد فتحت بعض الجدران
والله ولي التوفيق
أنعم بكم وأكرم.......!!!
محبتي والود .