تحت الضوء (2) الشعر العمودي

أوهام

أتت سمراءُ تُكمِدها الشجونُ
وتنزفُ في مفاتِنها العيونُ

وتأبى باللِقا منها عِناقا
بأوهامٍ وترهقُها الظنون

وتحطِمُ لهفتي فيها صدوداً
بغَيرتِها ويأخذها الجنون

وجاءت غيرَ باديةٍ لوجدٍ
يشقُّ فؤادَها غلُّ مبين

فتحسُرُ عن مكابدةٍ طوتها
وقلبي في توجُعِها حزين

وتحسب أنَّ في قلبي وداداً
لأخرى في تواصُلِها أخون

بقولٍ جاءها عني لواشٍ
لصرمِ وصيلةٍ فينا تبين

فجئتُ مبيّناً في الأمرِ قصداً
وتكذيباً لما جاءَ الظنين

أهاويها على رَودٍ حطيمٍ
وأفنى أن تُدانيها الشجون

أذكّرُها الهوى عهداً قطعنا
وحبلُ الودّ موصولٌ رصين

وأسماراً وكم من حَرِّ شوقٍ
أتيناها ، لنا فيها شؤون

وكانت كلَّما مرّت بروحي
نسائمُ عطرِها هاجَ الحنين

تمرُّ بخاطري طيفا خفوقاً
فيَعبَقُ في شذاهُ الياسمين

وأشكو قسوةً منها إليها
ويأملُ عطفَها دمعي الهَتون

أناشدها الوصال وكنت أصبو
لِلَمّ الشمل واللُقيا تكون

بقسوتِها تُميلُ الطرفَ عنّي
وتقتُلني بجفوتِها الجفون

وتنأى عن قَبولِ العذرِ منّي
وعهدي في تجافيها يهون

ولم أرَ أسيَها قلبي وداداً
يعلِّلُني ولا عهداً تصون

ويؤنِسُها نزيفُ القلبِ فيها
وقد جالتْ بهِ منها الطعون

تقول : إليك يا داعٍ وئامي
عَنا هجري ولا وجداً ألين

تحولُ عن العهود بغير همٍّ
وتجزي الودَّ مُبتدِراً تخون !

وترمي ، بعد ما قد جئتَ ، وصلاً !
حرامٌ فيكَ تَبتدِرُ العيون

فقلتُ وعيلَ صبري في جفاها
وقلبي في تعلُّقِها رهين :

إذا ما كِدْتِ بالهجرانِ قلبي
فقلبي ، فاعلمي ، شوقاً يحين

وما دعوى التنائي منكِ كيداً
وما قد صابنا نَفَسٌ دفين

وما وجهُ المودّةِ إن أتتنا
مقالةَ حاردٍ لا نستبين

دعي الأوهامَ فاتنتي وعودي
فقد طاحتْ بما يكفي الظنون

ولم يعلَقْ بغير هواكِ قلبي
وليس سوى هواكِ لهُ قرين

على بركة الله نعود إلى
تحت الضوء
وكما موضح رابط الموضوع الأساسي أدناه

مع تمنياتنا بالمشاركة والتفاعل مع الموضوع
شاكرين لكم ذلك
مع التقدير

https://nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=15426

قصيدة أوهام

صاغها الشاعر على تفعيلا ت البحر الوافر وهي تفعيلات تتناغم مع غرضها وزادتها القافية النونية جمالا وسحرا

والقصيدة من عنوانها تدل على ان الشاعر يلاحق سرابا فقد طوق آماله وقيد أمانيه فجاءت كالطير محبوسا في قفص فظل يغرد بحزن

بدأ الشاعر قصيدته بالفعل الماضي ليبدأ حكاية الألم الناتج من عشق شوهه الوشاة وليبين ان مرورها أوقد شعلة الاشتياق في قلبه وأضرم نار الوجد فيه

وكانت في خطواتها معاني الجفاء وفي نظراتها دلالات العتاب ولم يفلح بتغيير نظرتها اذ لم تعطه اذنا صاغية بل كانت سعيدة بعذابه مسرورة بآلامه

انها صور جميلة لشعر العتاب تحتاج الى قراءة متأنية لسبر غورها ومعرفة قائلها

ونحن نتلهف لمشاركاتكم احبتي وبيان وجهة نظركم

وشكرا للسيدة الفاضلة عواطف لحسن اختيارها للنص وتكليفي بادارة هذه الحلقة من تحت الضوء

سيدتي الفاضلة الأستاذة عواطف عبد اللطيف ... دكتورنا المكرم أسعد النجار ..
تحايا عابقة بالمحبة و الطيب لكما على هذا الفضاء الجميل من الأدب الأصيل ..
والشكر على اختيار هذا النص الجميل ..
يسعدنا التفاعل بهذا الفضاء الراقي ..
كان مرورا لإلقاء التحية ولنا عودة لمشاركة تحليلية بإذن الله
أرق التحايا للجميع

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم سمعون     سيدتي الفاضلة الأستاذة عواطف عبد اللطيف ... دكتورنا المكرم أسعد النجار .. تحايا عابقة بالمحبة و الطيب لكما على هذا الفضاء الجميل من الأدب الأصيل .. والشكر على اختيار هذا النص الجميل .. يسعدنا التفاعل بهذا الفضاء الراقي .. كان مرورا لإلقاء التحية ولنا عودة لمشاركة تحليلية بإذن الله أرق التحايا للجميع

أهلا بك أخي الكريم استاذ عبد الكريم سمعون

ونحن بانتظار مداخلتكم

لك مني أجمل تحية

قصيدة بهذا السمو جديرة بان تلقى حولها الأضواء
وتفتح لها آفاق الحرف الطيب الراقي
يسعدني ان أمر من هنا
تحايا خالصة لسيدة المكان الغالية عواطف و دكتورنا المكرم أسعد النجار
ولكلّ من مرّ من هنا

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى بن صافي     قصيدة بهذا السمو جديرة بان تلقى حولها الأضواء وتفتح لها آفاق الحرف الطيب الراقي يسعدني ان أمر من هنا تحايا خالصة لسيدة المكان الغالية عواطف و دكتورنا المكرم أسعد النجار ولكلّ من مرّ من هنا

ياهلا بأخت ليلى بن صافي

وكلنا شوق لمداخلتك

تحياتي

ليت كلّ الاوهام تأتينا بهذا السحر
عرف الشاعر كيف يجعل من العنوان نقطة تشويق
وما زادها أهمية انّه جسّدها وبعث فيها روحا
قصيدة عتابية ذكّرتنا بنونية ابن زيدون في لومه لولادة
أضحى التنائي بديلا من تدانينا...وناب عن طيب لقيانا تجافينا
تقديري لهذا الحرف الجميل

أمنا الغالية
أستاذنا الغالي د.أسعد النجار
...........
لا يساورني شك أن هذه القصيدة العميقة في معانيها والصادقة في عاطفتها
والماسية في صياغة حروفها
لهي لشاعر متمكن من عمود الشعر
...........
مرور للتحية
ولي رجعة تحليلية إن شاء الله تعالى
محبتي

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى بن صافي     ليت كلّ الاوهام تأتينا بهذا السحر عرف الشاعر كيف يجعل من العنوان نقطة تشويق وما زادها أهمية انّه جسّدها وبعث فيها روحا قصيدة عتابية ذكّرتنا بنونية ابن زيدون في لومه لولادة أضحى التنائي بديلا من تدانينا...وناب عن طيب لقيانا تجافينا تقديري لهذا الحرف الجميل

شكرا لهذه القراءة المعبرة التي ذهبت بك وبنا الى رائعة ابن زيدون

ولكن كنت أتمنى التكهن باسم الشاعر الذي بث هذه الأوهام

تحيتي