عـــلى عـتبات مـــدينتي (1)
رويدك …
لا تمزقي أشلاء الهوى كلها
فمايو على عتبات مدينتي راحل .
والليل الطويل مل سكونه
والنجم أرسل للشوق رسائل .
والصبر تحدى المدى بفضائل
أسكنها فؤادك المتبتل .
(2)
رويدك …
على أنقاض مايو يولد الفجر مبتسما
فترقص لهواك البشائر .
وتتجمل للقياك النجوم متدلية
كقلائد النصر لك منها ضفائر.
(3)
رويدك…
لا تتعجلي عصر المعجزات فإنها
تولد من رحم غرة الحرائر .
فتنجب للعصر فرسان الوغى
وتنبت للزهر أقحوان المشاعر .
(4)
رويدك …
إن مايو الذي تبكيه لطالما
بكاه القمر وزاده الحرف قصائد .
وضمير العواطف فيك مدون
كحروف تضاجع فؤادك المتوقد.
تروى عطشان الهوى بلهفة
فتشفي أنفاس العاشق المتوحد .
(5)
رويدك …
فطيفك يذكرني كل لحظة
بقبلات الأيام الرواحل .
ويطعمني من يديه ملاعق
أصلها الذهب وطعمها الفضائل .
وتسرقني نظراتك كلما
صاغت شفاك مراسل.
فتهفو شفاهي للقاء راكضة
كفرس القوم البواسل .
(6)
رويدك ..
لا تبكي على أهل الهوى
فالسماء شحت ، وشاخت سنابل .
والعين للدمع قد هجرت
بكاها الفؤاد وزادها رحيل القوافل .
يصلي قبل أحلام الطفولة كلما
أذن الفجر وهبت النسائم .
فليس للحب غير هواك معرفا
كالآم للكلمات النواكر.
(7)
رويدك
فيا أعز الأحباب محببا
لقلب زار الرياض بدوي العشائر .
فكان النبض للقاء متلهفا
كجريد نخل هزتها الرياح الشدائد.
لا زاد للهمس في أرواحنا
إلا شوقا كالإنتظار والقصائد .
(8)
رويدك ..
فهذا مايو على عتبات الهوى
يحمل حقائب الشوق منادل .
ويسقي ورودا بالدمع مبللة
كالندى على أوراق الشجر ماثل .
(9)
رويدك …
يحز في نفسي الرحيل كلما
ذكرني غيابك بفقد المواصل.
تراقصني السعادة عندما
تكتب ريشتي إسمك المدلل.
فهذه ملاك من الرياض ناعسة
كالعين زادها الحور كواحل .
(10)
رويدك.
هذه الولادة، وتلك عودة
وهذا رحيل بدمع المقاصد .