يا من بالوصل يمنـــّينى = أوّاه ! لهيبٌ يكوينى
فعلام الخـُلفَ تواعدنى = و إلام الصبرُ يواتينى !
لك منـّى العذر على مضضٍ = أنك محبوسٌ بعرين
و الأسـْدُ تناوبُ أطواراً = ما بين الشدة و اللين
قد بات نوالك يا أملى = أصعب من نـَيـْل ( فلسطين )*
و عليه تحنــّنْ و انظر لى = فشعاع النظرة يحيينى
أو زُرْ فى الحـُلم لتؤنسنى = غـِبـّاً فخيالك يكفينى
إنى لأنامُ على طــُهْرٍ = و أؤمـّل صيدك بكمين
لكنك تمرق من جفنى = كمروق القوم من الدين
آهٍ ! لملاكى أطلقها = أوَ ما قد قلتَ ستأتينى !
أحرامٌ زوْرٌ فى النوم = و حلالٌ بُعـْدٌ يضنينى !
كم طال غيابك فأجبنى : = حـَتــّامَ غرامك يشقينى !
حتـّام حبيبى تتركنى = أتقلــّبُ نـَهْـب التخمين !
أسلوْتَ غرامى أم دِلٌّ = أم أنك تسعد بأنينى !
تالله غرامك أنسانى = أنك مخلوقٌ من طين
تذكارك عندى بالدنيا = رغم الآهات يسلـــّينى
إنى لأعيشُ على أملٍ = يوماً أعطيك و تعطينى
يا ليت تــُثمـّنُ أشواقى = آهٍ ! لو أنك بيمينى !
لـ ( رقيـّةَ ) الحسناء فرط محبتى = قمرٌ بعيد النـّيـْل بُعد السّدرةِ
و لقد حلتْ لى من ( رقية ) رقةٌ = لاحت لقلبى من حديث النظرة
فتعانق القلبان بل و توحدت = منى و منها الروح بعد السكرة
و طفقتُ أرنو للقاء لعلنا = نطفى لهيب الشوق وفق السنـّة
لكن ما آلت إليه حياتنا = بؤسٌ أحال ضياء أجمل زهرة
بالعبرة السخناء تلو العبرة = بالآهة اللفحاء بعد الآهة
فالعصبة الحمقاء من آل الحبيـ = ب تضافرت ضد الحلال لنعرة
أخذوا من الشرع الحنيف هواهمُ = و تنكروا للحق رغم الحُجـّة
كم من مآسٍ للأعارب صاغها = جـِلفٌ تعيـّش بارتضاع العنزة
********** = **********
زفر ( التهامى ) فى الصحافة زفرة = فتأوّهتْ كل القلوب بوعكة
يبكى على المجد التليد بحـُرقةٍ = و يبث فى الأسماع أعذب نبرة
يبكى على ( بغداد ) أن قد دُنـّستْ = و تطايرت منها دماء العفة
طوراً يحيل إلى التتار خرابنا = أو تارةً يسم الخؤون بوصمة
و يرتل النظم الجميل كدأبنا = و يحوم من حول الحمى بتقية
أما أنا فالدمع منى ديمةٌ = و الهمّ و الأحزان فوق الطاقة
( بغداد ) لا أبكيك وحدك إنما = أبكى العواصم باتساع الرقعة
********** = **********
لذوى البصائر و النهى من أمتى = حان الجدال مع المخالف بالتى
فالعقل و الإقدام طوق نجاتنا = و مخافة الرحمن رأس الحكمة
هيا رفيقى فى القريض لعلنا = بالرأى نهتك ستر أسّ العلـّة
هيا نقود القوم نحو الثورة = هيا ننقى صفو دين الفطرة
دع عنك تحميل التتار و غيرهمْ = عاراً تلطخ فى جبين الأمة
دع عنك ذكر المجد فى صفحاته = و انظر مليـّاً فى ضياع اللحظة
فالذئب لا يأتى الأسود مناوشاً = بل يشتهى بالحق لحم النعجة
قل لى بربك يا ( تهامى ) مخلصاً = و اسأل ( تهامة ) عن حصاد الفتنة
من يوم أن قبلتْ ( معاوىَ ) ظالماً = و تقاعستْ عن نصر زيـْن العترة
من يومها و الظلم أنشب ظفره = و توارثته دولةٌ عن دولة
جُـلّ العروبة يا ( تهامى ) أسلمتْ = للمستبدين الطغاةِ ببيعة
و الأمة التعساء فى ذلٍ غدتْ = مثل الشياه تئن تحت الوطأة
و رجال دين الله بين منافقٍ = و مُـداهنٍ كفّ النباح بعظـْمة
بل سوّغوا للظلم آية مـُلكه = بأدلة و اللؤمُ تحت العـِمـّة
فيقدسون دهاء ربّ الشعرة = عجباً و من دفع الردى بـِدنيـّة
صار الطليق ابن الطليق مساوياً = بالزور سبق السابقين بصحبة
حتى احتذاه الظالمون و أفرطوا = شـُلـّتْ أيادى الظالمين و تبـّت
********** = **********
أما أنا فالقول منى ساطعٌ = كالشمس لاحت فى الفضا بأشعة
آمنتُ بالرحمن رباً واحداً = بـ ( محمدٍ ) متفرّداً بالعصمة
و الناس من بعدٍ تـُقاس بفضلها = من فعلها و الحق فوق القوة
مفاعلتن مفاعلتن فعولُ = سألتُ عن اسمها قالتْ : دلولُ
من الشام الحبيب فقلتُ : أهلاً = و أسعدني التواصل و القبول
مثالٌ للجمال بدا غضوباً = يثور على الطغاة و لا يحول
و آية حُلوها روحٌ شفيفٌ = و يقصرُ عن شهامتها الفحول
و قلتُ لها : جميل الصبر يُغني = سيرحل عن سمائكمُ الجهول
يزولُ عن الحمى دأبَ الطغاة = كما زالتْ عن الشام المغول
ألا لله درّك من فتاةٍ = يهيمُ بها الشبيبة و الكهول
أنا الكهل المتيّمُ في هواها = كأني قد سكرتُ و لا شمول
و لو أني لنيْـل الحُلو أهلٌ = لجاء لأهلها منّـي الرسول
و لكنّ الشبابَ لهُ شبابٌ = كما الغرامَ لهُ أصول
سأدعوها ابنتي حُكماً دلولُ = و أدعو بالرّفاء لمن تؤول
ألا يا فلـْذة الكبد = إلى الجنات يا ولدي
سخين الدمع يُغرقني = و يُسلمني إلى الرّمد
أنا ما عُدتُ مُحتاجاً = لمرأى الخلق للأبد
فراقك أظلم الدنيا = غيابك فتّ في عضدي
أسائلُ أمّك الثكلى = ألمْ يأكلْ ، ألمْ يعُد ؟
يردّ الصوتُ إجهاشاً = و إعوالاً من الكمد
كأني لستُ مأموراً = من الرحمن بالجلـَد
كأن الموتَ مجهولٌ = و لم يخطرْ على خَلدي
أنا يا "مصرُ " لي ثأرٌ = فقومي اليوم و ارتعدي
لدى " المخلوع " و الرّمم = من الضباط و العُمُد
لدى " الإخوان و السلفِ " = دعاةِ المتن و السند
فهمْ من شقّ وحدتَنا = و فرّق شملَ مُحتشِد
و كانوا العير مضروباً = فلم يَهتجْ و لم يذُد
إلى أن ثار أولادي = و جاء اللهُ بالمدد
و لاح النصرُ و الفرجُ = فجاء القومُ كالزّبَد
تقهقر حين مكرُمةٍ = تصدّر ساعة الحَصَد
غداً في جيدهمْ حبلٌ = كـ " أمّ جميل" من مَسَد
و تفرحُ كلّ ثاكلةٍ = و تحضنُ فلـْذة الكبد