عزيزي القارئ:
هل جربتَ أن وقفتَ أمام المرآة فرأيتَ ظهرك!
.
.
،، استفاقة // أحلام المصري ،،
،
،
خمس دقائق ويشير العقرب إلى السابعة،
السابعة تماما.. إنها دقات المنبه الصاخبة
على عجالة من أمره، تناول منشفته، متجها بسرعة نحو المغسلة..
اخذ يغسل وجهه بالماء، نظر إلى المرأة، كانت عيناه شديدتي الاحمرار،
عاد وغسل وجهه مرة أخرى..
فرش أسنانه، ثم خرج مسرعا وهو يمسح وجهه بمنشفته البيضاء
ارتدى ثيابه، لمّع حذاءه وتناول حقيبة أوراقه واتجه مسرعا نحو السرير..
تمدد على الفراش، احتضن حقيبته وأغمض عينيه، غارقا في نوم عميق..
فتح باب المنزل، لوح لسيارة الأجرة، متجها نحو العمل..
هكذا كان محمود يبدأ يومه، حيث كان يعمل محاسبا في واحد من أهم بنوك العاصمة.. وكان ناجحا في عمله..
خمس دقائق ويشير العقرب إلى الخامسة..
أغلق محمود الحاسوب، تناول بعض الأوراق ورتبها في حقيبته..
ثم غادر عائدا إلى منزله كما اعتاد أن يفعل بعد انتهاء العمل، فتح باب المنزل، خلع ملابسه وحذاءه متجها نحو المطبخ..
أعد لنفسه وجبة سريعة، أدار التلفاز، وجلس على كرسيه المعتاد.. وأخذ يراجع تفاصيل يوم عمله الشاق،
تذكر محمود أنه ارتكب خطأ في مراجعة حساب ما، ما أرقه ووضعه في ورطة..
وأخذ يفكر في كيفية معالجة الخطأ..
خمس دقائق تفصل عقرب الساعة عن الثامنة.. تأخر محمود عن العمل، التفت محمود فجأة إلى المنبه، جرى مسرعا يرتدي ملابسه وحذاءه، وتمدد فوق الفراش، ناسيا حقيبة أوراقه الخاصة بالعمل..
فور وصوله إلى البنك، استدعاه المدير العام، وبخه طويلا على تأخره، طالبا منه تفسير ما كان من خطأ في اليوم السابق،
احتدم النقاش بينهما، ما جعل محمود يتقدم باستقالته، وقبلها المدير فورا..
عاد محمود إلى منزله حزينا، تملأ رأسه الأفكار المتضاربة، فتح باب منزله، اقترب ببطء من المنبه، أدار عقرب الساعة في الاتجاه المعاكس بشكل كامل، جلس على جانب السرير، ظل جالسا لفترة طويلة.. يحدق باتجاه النافذة..
وظل على هذه الحالة لساعات طويلة..ثم استيقظ فجأة على صوت المنبه يشير إلى الساعة السابعة صباحا...
التوقيع
ضاقت السطور عني
و أنا..فقط هنا
نشيد جنازتي..يشجيني
آخر تعديل أحلام المصري يوم 02-05-2023 في 06:03 AM.
أستقالة : نص سردي يترجم يوما من حياة محمود ولكنه ليس كسائر الأيام
هكذا يعامل المخلصون في عملهم بمجرد هفوة .
لغة النص مترجمة للمعني بتصوير جيد للأحداث . تحية تليق أستاذة أحلام
ودمت في رعاية الله وحفظه.
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه
قد يعيش الإنسان طوال حياته في مربع الضياع ظنًّا منه أنه في المسار الصحيح
لكنه في حقيقة الأمر في المكان الخطأ إذ لا هدف ولا وجهة نافعة تضيف له أي قيمة سوى روتين يومي يرهقه ويقضم ما تبقى من أيامه!
هنا يوهمنا العمل بأهميته ويجعلنا نركض خلفه بذريعة الكسب والبقاء على قيد الحياة وبهذا تمر السنوات ونضيع معها دون أن نشعر
ثم على المدى البعيد نجد أننا بلا شيء
بينما هناك ما هو أهم وهو التخطيط للمستقبل والوصول للهدف المرجو من البقاء!
قصة رائعة حبكت بعناية ودقة وأوصلت رسالتها بأسلوب ذكي ومؤثر
تعلمين مدى إعجابي بقلمك المبهر الذي ما انفك يذهلنا يومًا بعد يوم
وهذا بعض من سحره
ودّ يمتد
عاش حياته كالماكنة يصارع الزمن من أجل أن يستمر
لم ينتبه لقادم الأيام
خطأ أرقه وكان خلف تأخره عن الدوام ذلك اليوم كان سبباً في توبيخه ليقدم استقالته
لم يشفع له اخلاصه
ولكن ربما كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ليعيد حساباته من جديد