لفاجعة جسر الأئمة في بغداد وقد مرّت مرور الكرام أمام أنظارالقائمين على ملف الأمن في البلاد بوصفهم لها بالقضاء والقدر
وقد ذهب ضحيتها ما يقارب الألف من الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ وجثثهم تملأ الطرقات والأرصفة ..
جاءت هذه القصيدة ناطقة بلسان الضمير الانساني
قضاء و قدر
رأى الصَّعبُ فيهم محضَ حالٍ لحادثٍ = وأنْ عًبثاً نبكي القضاءَ ونغضب
تمادى بإعلان البراءةِ سادراً = بشبهِ خطابٍ، والثواكلُ تَندُب
يُحيلُ فَجوعَ الأمرِ حكماً مقدَّراً = بلا موجبٍ للرَّوع فينا ويَنسِب
واثنى على ندٍّ لهُ بضراعةٍ = وأنفَذَ سهماً للضمائرِ يَخلُب
وكادَ يُصيبُ المنطقَ الحقَ وَطؤهُ = وقد وجدَ الصَّعبَ الممنَّع يُركَب
بسوطٍ يُشيعُ العدلَ والعدلُ نافقٌ = يذودُ لدينِ (المجتبينَ) ويَضرِب
وما السوطُ إلاّ آيةُ الشَّرعِ عنَدهُ = وما الأمرُ إلاّ في يديهِ يُعصَّب
يؤدِّبُ فينا السّفهَ منه تطاولٌ = فبئسَ الاديبُ الفظُّ والمتأدَب
*****= *****
كفاك مناماً أيُّها الشعبُ حالماً = تقودُك أهواءُ الملا حيثُ تَرغَب
عَجبتُ إليك اليومَ تطمحُ جاثياً = مُراغِمَ وعيٍ حائِرَ النفسِ ترهَب
تَسيرُ بكَ الأحلامُ والجَدُّ عاثِرٌ = لمجدٍ لهُ تشأى، فدونَك غيهب
ونادى منادٍ في الضمائرِ داعياً = وأنَّ دعاءَ النفسِ للنفسِ أقرب:
حذارِ إذا شطّ القضاءُ بحِقبةٍ = رجاؤكَ يَفنى الدهرَ أو يتقلَّب
ولا تبنِ أنَّ الشرق بالغرب قوَّةٌ = فما في القُوى أنَّ الشروقَ يُغرِّب
ولا تكُ كالمعُطي قياداً بذلَّةٍ = بيومٍ به عضَّت صروفٌ ، فتُُذأَب
يُريدُ لكَ استنهاضَ روحِِ شكيمةٍ = ويدفعُ رِخوَ الفكرِ عنكَ ويَهذِب
وهديُك منذُ الوحي مَبعثُ عِزَّةٍ = وعزمُكَ منذُ الفتحِ مجدٌ مهيَّب
وقد كنتَ فخرَ الكونِ فكراً وحكمةً = عزيزاً عليهِ اليومَ تنأى وتَغرُب
*****=*****
فيالِدَةَ المجدٍ الحَقيقَ بكونهِ = حقيقٌ عليكَ اليومَ تأنى وتَرقُب
فلا خيرَ أن تَسعى لأمرِ مشورةٍ = وصوتُكَ مأخوذٌ وحقُّكَ مُحرَب
ولا خير في استفتاء منح مناصبٍ = لكلٍ إلى ليلاهُ يشدو ويَطرب
ولا خير أن تُطري بمحض جهالةٍ = بذاكَ الهتاف المسخِ، حُكماً، فتُركب
وإذ كنُتَ تحيا والبلادُ بكذبة = كذلكَ أخشى اليوم منهُ ستُكذَبُ
تسوءُ بكَ الأحوالُ والحكمُ مجلسٌ = يُنَصُ، بحكمِ الطيفِ، رَفْهاً ويُنصَب
وكانَ لِزاماً أن يكونَ ضرورةً = بحكم ادعاءٍ جاءَ فيهِ، فيوجَب
وتنأى بوضعٍ قد أضلَّك سَوءُهُ = وكمَّ بكَ الآفواهَ منه التعصُّبُ
وإنْ كان تجريباً خيارُكَ عصبةً = فليسَ صواباً ذلكَ القصدُ يذهَب
فإنَّ شعوباً بالتجاربِ تبتني = نظاماً لها تسمو به، لَتُخيَّب
يا ابنَ الفراتِ عجيباتٌ أمانينـــــا عِشْنا زمانا لها قسراً فتُرْدينا في كلِّ يومٍ وضوءُ الفجر نرقبــــهُ كنّا ، وما زال فينا الشَوقُ يُضنينا وكمْ قَصَدْناَ جنانَ الصبرِ موعِـــــــدَنا نبُثُّ في لَهَفٍ أقصى أمانينا مُصعِّدين بأجواءِ المنىَ حـــدَثاً كنّا نصولُ لهُ غُرّا ً ميامينا ********** يا ابن الفراتِ وكمْ مرَّتْ بنا حِقَبٌ عِشنا بِها رِمَماً ، آهٍ لماضينا ! مُزعْزَعينَ ونقتاتُ اللَّظى سَغََباً ونستقي دَمَنا فيها وتطوينا تحجرَّ الدمْعُ في غايٍ نجدُّ لها سعياً ، فعُدنا هواءً في مرامينا خمسونَ زالتْ من الأحزان قد مُلِئتْ وما لِسَوْرَتِها صرفاً فتُصفينا وإنّها لاضطراباتٌ برمَّتِها واليومَ عُدنا لتستشري المنى فينا ********** نحنُ الأُلى كَتَبَ التأريخُ سيرتنا في الدين والعلم والآدابِ ، يروينا شعب الحضارات ِ نسموا في عراقتنـا بيضٌ مآثِرُنا تُنمى لستينا * إن اهتُضِمنا أغاثتنا طبائِعُنا أو انطلقنا أقلّتنا مذاكينا أو أنّ صَرْفاً جرى فينا ليسلُبَنا بيضَ المطامحِ ، جُمّاحاً يلاقينا فقد قبسنا حروفَ النورِ من دَمِنا شمساً وُعِدْنا بها بالبَرْءِ تَهدينا وقد صنعنا الضحى من ليلنا ألقاً حتى انحنى الدهرُ في صمتٍ يُحينا دنيا الهوى والمنى كنّا نمدُّ لها بالعطفِ أجنحةً جذلى ، مآقيناً ********** يا ابن الفراتِ أما طيفٌ يطيفُ بنا - وكان اجدى لكَ الدنيا – فيُجدينا ؟ طيفٌ يلمُّ على يأسٍ بنهضتِنا فنقتفي إثرَهُ عَزْماً ليَهدينا ؟ طالَ العناء بنا والوضعُ مُرتهنٌ وما بأبعادِهِ نَدْري المضامينا فالحقُّ مهتضَمٌ والحُزنُ مرتكَمٌ والحالُ محتدِمٌ نسعى فيُثنيا ما كان منّا ليومٍ فيهِ تسْريةٌٌ إلا مُقارعةً للمجدِ تُعلينا وإنّنا أمّةٌ جُلّى حَوادِثها وأنتَ في حُلُمٍ محض ٍ تُعانينا! ********** يا ابن الفراتِ أما تدْري بِما خَبَأَتْ لنا المقاديرُ من عُقْبى لترمينا عيدٌ ! أجَلْ يومَ أن صالَ الزمان بنا وغابَ عن رَهَقٍ حُكْمٌ يُجافينا قد جاءَ ما جاءَ من ضُرٍّ ومن عَبَثٍ وذلكم منه تَسْفيهٌ لماضينا أظافرُ القَهرِ قد غاصتْ بنا كَبَداًً لمْ يُبقِ دنيا لَنا ـ ظِفْرٌ ـ ولا دينا واليومَ عدنا بأحلامٍ مجَنَّحةٍ مِما وُعِدْنا به عُقْبى دَياجينا فقد وُعِدنا بفردَوسٍ مُلَوَّنةٍ بالورْدِ تُزْهِرُ ألواناً رَياحينا وأيْمَنِ العَيْشِ في رَخْصٍ وتكْرِمَةٍ حتى لَقينا على رَخْصٍ مناعينا ********** يا ابن الفراتِ أما يكفيكَ من عَبَثٍ وكُنتَ غاليت في ذاكَ الهوى حينا تشدّدَ الضّغطُ في أرض ٍ نرومُ بها - من ناعم البالِ – ما يُثني مآسينا نَـمْ في ثراكَ فقدْ خابَت مطامِحُنا وغابَ عنّا بها ما كان َ يُزْهينا
ما لي إذا ما لاحَ في أحلامي
طيفُ الغرام، تضجُّ بي آلامي!
إنّي وإن كنتُ الكسيرَ فؤادُه
منذُ الصّبا، طمّاحةٌ أحلامي
أنا في حياتي مثلُ بحرٍ زاخرٍ
بادي الأناقةِ بالمخاطرِ طامِ
الحزنُ قدْ ملأ الفؤادَ بوحدتي
وأذابني في وِنيَةٍ وسَآمِ
يبكي بيَ الدمعُ الحزينُ توجُّعي
وتنوحُ أيّامي على أيّامي
ما كانَ يدعو للبُكاءِ محاجري
إلاّ لواعجُ صبْوتي وغرامي
ويسوحُ بي ظلُّ الحياةِ بلوعةٍ
وبها يُنادِمُني رميمَ عِظامِ
تهفو لهُ روحي بفيضِ محبَّةٍ
وهو المُنى وسعادتي ووئامي
تهتاجني ذِكَرٌ لإيّامِ الهوى
وأنا المشوقُ بعَبْرَتي وكِلامي
ولكَمْ دعتني للجمال نوازعي
وخلائقي مأخوذةٌ بهُيامي
*******
يا صبرُ إنّي قدْ سئمتُ جلادتي
وعزمت ألاّ أنثني بمَرامي
إذ حكَّم الدَّهرُ القسيُّ بغربتي
وشقاءِِ نفسي في دُجى الأحكامِ
تمشي حواليَّ الهمومُ بقسوةٍ
وأعيشُ أشلاءً بجيش سَقامِ
وسنيُّ عمري قد قضتْ بكآبتي
وجوانحي وعواطفي بأوامِ
لكنَّ قلبي قد تحيَّرَ هائماً
ومشيتُ في الدنيا بغير نظامِ
********
ماذا عساني أن أهِمَّ مراغِماً
لأذودَ عنّي قسوةَ الآلامِ؟
ماذا عساني أن أكونَ بعالمٍ
فيه جُبلْتُ تضيقُ بي أيامي؟
أأظلُّ دامي الجُرْح أبكي حسرتي
ويحطُّ بي دون المنى استسلامي؟
ويذوبُ من فرط الأسى بي خافقي
ويَحيدُ عنّي بالضياع زمامي؟
أم أنّني أحيا بفكرةِ زاهدٍ
هَجَرَ الحياةَ- تورُّعاً- لسلامِ!
*********
ما كان ما عانيتُ غيرَ نوازلٍ
بإزاءِ ما أهوى وفرطَ لمامِ
لكنني لم أُغْضِ عن رَيْبِ الدُّنا
يأتي على قلبي ببطشٍ دامِ
نزلَ الفراقُ بنا وما لي غايةٌ
يا صبرُ، إلاّ لالتئام حُطامي
فارحلْ قريرَ العين ما لكَ بضعةٌ
يا صبرُ، منّي غيرَ دمعٍ هامِ
ولَتعْسَ هذا الكون إذ أضحتْ بهِ
غُرُّ الأماني شرَّة الآلام