دعي الأيام تخبرنا
وتحكمُ بالذي يمضي
بنا لعوالمِ الأفلاك
أو لمجاهل الأرض
فأنت الآن في سفرٍ
وأرض لست أعرفها
فمن يدري
لعلّ الله يجمعنا
على أملٍ بلا وعدِ
هنا نمضي إلى التاريخِِ
نسأله
عن العشاقِ من كانوا
على سفرٍ
وهل عرفوا
بأن إرادة الإنسان
كانت منحة القدرِ
وأن الله خيّرنا
لكي نختار ما نهوى
فإن كنا تعاهدنا
بقلبينا على اللقيا
وعانقنا نجوم الليل أياما
لكي تبقى
حبال النور والأشواق قائمة
سأسرج خيلي المسجون كي نمضي
فهل في آخر الصحراء
بعد رحيلنا أملٌ
سيجمعنا وقد جئنا
ونحمل في ثنايا القلب
أمواجا من الأشواق قد تكفي
لتملأ عالم الأحياء والموتى
لقد جئنا
ونحمل في جفون العين
كل ملامح الذكرى
وليس حديثنا حرفا
نسطّره على ورقٍٍٍ
ولا الكلمات تكفينا
لكي ندري مشاعرنا
ونعرفها
فقد حُفرت على الألواحِ
في أرواحنا الأولى
لكي تنمو
شجيرات تظللنا
تدور كواكب الأشواق
في أفلاك من نهوى
فإن متنا
تدور كواكب الذكرى
لتحمل للورى قصصا
تغنيها
على الأدواح أطيار
لكي نبقى
مع التاريخ والأيام
عنوانا
لمن يهوى
سأكسر قيدَ الحديد العتيدْ = ليشرق في الأرضِ فجرٌ جديدْ
فيا سادة القصر حان الرحيلْ = وحان الرجوعُ لشعبٍ عنيدْ
قرونٌ من الصمت ولّت فلن = يعود إلى الروع خوفُ الوعيدْ
أموتُ ليبني دمي أُمتي = فلا تتركوا الظلم حتى يبيدْ
وصبرك يا أم لا تحزني= ففي جنة الخلد يحياالشهيدْ
وكل الدماء التي أُهرقت = فداءٌ ونورٌ لعهدٍ رشيدْ
ويا صاحبي فوق هذا الثرى = لك البيرق الآن حتى نعودْ
أنظر الأكوان حولي لا أرى إلا رمادا
لا أرى إلا سديماً لا أرى إلا جمادا
لا أرى فيها حياةً لا أرى فيها وجودا
لست أدري
هل تعيش الشمس أحلام الطفولةِ
أم تُراها
في خريف العمر تمضي
أو بدايات النهايه
حينها تفنى ونفنى
حيث يبقى
في سديم الكون منا
بعض ذكرى
أيها الإنسان مهلاً لست إلا
ذلك الجسم الذي يختال فخرا
كيف تنسى
أنه الله الذي أعطاك عمرا
فاحفظ الله وقم لله شكرا
تربح الدنيا لتلقى
عندعسر الحال يسرا
ألا ليت الغرامَ له دواءٌ = فأسقيه الأُلى عشقوا وذابوا
فإني قد خبرت العشقَ عُمراً = وأعرفُ ما يكابده المصابُ
فليلُ الصب لا يأتيه نومٌ = وصبح الصب يضنيه العذابُ
كأن جريرةَ العُشاق عشقٌ = وإثمٌ يُستَحقُ به عقابُ
وتسحره العيون إذا رآها = فلا ينهاه نصحٌ أو عتابُ
ويأتيه الصحابُ بكل راقٍ = عتيدٍ لا يُشق له عُبابُ
فيقرأُ في كتاب السّحْر حولاً = وتضنيه التمائمُ والحسابُ
ويخرج حاملاً خُفي حُنينٍ = فلا ارتاح المصابُ ولا الصحابُ
صوتك يخبرني
أشياءً كبرى
عن معركةٍ قادمةٍ أو غزوه
لا أحمل راياتٍ حُمراً بل بيضاء
وأريد سلاماً يا سيدة الأرض الخضراء
لا أبحث عن حربٍ أخرى تُتعب قلبي
بل واحاتٍ في صحرائي
وغديرٍ للماء
بين فيافي العمر الضائع والأنواء
أبحثُ عن أيكٍ عند هجير العمر
يُظللُ ما أبقت منّي الأيام
وسحابٍ يمنحنا بعض القطرات لكي نحيا
فالدرب طويل
إن ربيعك يمنح كل فصول الحَول رداء زهور
وحدائق نور
فلنهجر أشباح مدينتا الثكلى
فهناك حياةٌ في أوديةٍ أخرى
والعمر قصير
ومدينتنا تحتاج قروناً وقروناً
من أجل التغيير
وعادت الثعالبُ المُراوغة
من جحور خوفها
لتضرب الوطن
وتزرع الشقاق في الصفوف
لتربح الرهان
فديدن الثعالب المراوغة
تُخيفها المواجهة
فتحتمي بمكرها
ولعبة المؤامره
هيهات ما تُحيكهُ
هيهات ما تريدهُ
فالشعب لن يعود للوراء
لأنها إرادة السماء