رسالةٌ إلى بياضِ الثلج
ماذا تقولُ عساك اليومَ يا قلمُ=والحبرُ دمعُك والآهاتُ والألمُ
قلبي غدا ولِهَاً والحبُّ ينْكأُهُ=والبَيْنُ بَعْثَرَهُ شوقاً وما علموا
حتى إذا ما تراءت في مدى نظري=شمسُ الغروب وجاء الليلُ يعتصمُ
وجدانه الشِّعرُ يُبكيهِ ويُضحكهُ=يسامرُ النَّجمَ علَّ الحظَّ يبتسمُ
يزهو بذاك الهوى يسمو بموطنِهِ=إلى المعالي وفي آهاتِهِ نغمُ
الشِّعرُ في قلبِهِ شوقٌ وتجربةٌ=تؤججُ الآهَ في وجدانِهِ الحِممُ
كأنَّما النَّارُ نبعٌ من عواطفِهِ=صهارةُ الروحِ نزفٌ باتَ يحتدمُ
لكنَّه فَطِنٌ إنْ جئتُ أطلبُهُ=يبادرُ الصدَّ قبلَ الردِّ يعترمُ
مسافرٌ يا أنا فالحرُّ غربتُهُ=تمرّدَ الذاتُ بالقضبانِ يصطدمُ
يجولُ كلَّ الدُّنا مستشعراً ألمي=يناغمُ الآهَ ما حطَّتْ بهِ قَدَمُ
يردِّدُ الوجْدَ للعشَّاقِ أُغنيةً=ويمسحُ الدَّمعَ ممنْ في المدى ظلموا
قالوا وقلتُ الرؤى في داخلي أملٌ=بالحبِّ نرقى وبالأحقاد ننهزمُ
يا حلوتي يا بياضَ الثلجِ جوهرُها=هذا فؤادي وجيبُ حالُهُ سَقَمُ
ماذا أقولُ وأنتِ الحبُّ يا وطني=من دونك اليومَ أضنى قلبَهُ العدمُ
قصيدة أنتِ يا غيداءُ (أعزفُها)=لحناً تسامى وفي الوجدانِ يرتسمُ
يداعبُ القلب والوجدانُ يبهجُها=فترقصُ الرُّوحُ إطراءً وتبتسمُ
فأنتِ في داخلي الغيداءُ ملهمةٌ=قصيدةٌ عذبةٌ يجري بها القلمُ
جراحُنا كثرتْ , غيداءَ وامتُعِضَتْ=وجداننا ألمٌ هل نامتِ الأممُ
على الرَّصيفِ رأى قِطَّاً يراقبُهمْ=استذأبَ القطُّ لمَّا ثارتِ الغنمُ
ماضرَّ ذئب الفلا يوما بفرُّ قتهم=بلْ سنَّ مخلبَهَ إذْ عادَ ينتقمُ
ساروا على وجعٍ حال الجريح إذا=نام الطبيبُ فماذا يفعل الكلمُ
آهاتُهُ كُتِمَتْ , والوردُ يطلبها=لحناً, تداعتْ له الأخلاق والقِيَمُ
محبوبتي , يا بياضَ الثلجِ , أُحْجِيَتي=هل يذبل الوردُ ؟ حتى يسمعِ الصَّنَمُ !