فطمت نفسي
فطمتُ نفسيَ عن كأس ٍ من الوجَع ِ
روّى فؤاديََ طول العمر مِنْ دمعي
بئس الشرابُ من الأوهام ..أسقمني
رغم المرارةِ كم أسرفت ُ في جَرْعي
إنّ العذاب إذا اعتدناه ُ يَصعبُ أنْ..
نجْتثهُ من ضلوع الصدر بالقلع ِ
نحتاجُ دهرا ً لكي ننسى متاعبهُ
وكلّ ذكرى ً له ُ تزدان بالشمع ِ
فالآه ُ ألقى صداها مثل أغنية ٍ
تبقى تئنُّ كصوت النأي ِ في سمعي
حِسٌٌّ من الوهم دهراً كان يسكنني
ويلي .. تفنـّن كل الوقت في قمعي
بكل ناحية ٍ ألقـــاه ُ بَعثرني
لم يُفلح العمرُ بعد التيهِ في جمعي
والصبرُ إنْ أزهرتْ أغصانه ُ سقطت ْ
من العواصف ِ أو آلتْ إلى القطع ِ
ركضْت ُ خلف أحاسيسي أطاردها
وعُدْت ُ من دون آمال ٍ بلا نفع ِ
وطرتُ منبهرا ً من غير اجنحة ٍ
فالحسُ يعجزُ بالأوهام عن رفعي
أسائل النفس كم مِن مرة ٍ لـُذِعت ْ..
مِنْ جُحرها دون أن تنأى عن اللذع ِ
كم انتظرتُ لإخلاصي مُكافأة ً
وإذ ْ مُكافأتي جَورٌ بهِ فجْعي
كان اخضرار ُ مروجي ْ يانعا ً نَضِرا ً
فالقحط ُ أقفرها.. باتتْْ بلا زرع ِ
وكان وجهيَ بالآمال مبتهجا ً
ما ناله ُ بعدما أوفى سوى الصَفع ِ
ألوم قلبيَ .. إني لست أعذره ُ
قد خاب مقصدهُ,والضَيم من صُنعي
رسمت ُبالشعر ما في القلبِ من شغف ٍ
لم يجد ِ شعري ولا رسميْ ولا سَجْعي
كأنما البوح ُ ألغاز ٌ بلا فِكـَر ٍ
لكنه ُ ليلكة ٌ شاعت ْ من الضَوع ِ
هذي القوافي خمور ٌ طاب مشربها
إني اعتـّقها .. تنساب من نبعي