يشكل التلفاز خطرا على تطور المهارات اللغوية للأطفال الصغار أو الرضع؛ لأن وجوده سيحد بشكل واضح من التواصل بين الأم وطفلها.
وبحسب إحدى الدراسات التي جرت مؤخرا، فإن كل ساعة تمر على الأم وطفلها بالقرب من التلفاز، ستؤدي إلى تقليل المداعبة اللفظية التي تقوم بها الأم وعدد الأصوات التي يصدرها الطفل أثناء تلك المداعبة.
وبين الاختصاصي بطب الأطفال والمراهقين في جامعة واشنطن الدكتور دميتري كرستاكيس، أن سبب تقليل المداعبات بين الأم وطفلها يعود إلى تشتت ذهنها مع المشاهد التي تعرضها الشاشة وإبعاد تركيزها عن الطفل.
وأضاف كرستاكيس أيضا بأن حوالي 30% من البيوت تبقي أجهزة التلفاز مفتوحة طوال اليوم، الأمر الذي يقلل من الفرص التي تسنح للأم والطفل لإنشاء نوع من التواصل أو التخاطب.وتنصح الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بعدم السماح للأطفال دون سن الثانية بمتابعة برامج التلفاز والفيديو؛ وذلك نظرا لكون هذه العمر مهما جدا في عملية تطوير لغة الطفل والتي يكتسبها من خلال تواصله مع والديه.
واستخدم الباحثون خلال هذه الدراسة عددا من المعلومات التي تم جمعها من 329 طفلا بسن 2-48 شهرا. حيث تم إلباس الأطفال أدوات رقمية في أيام عشوائية على مدار عامين متتاليين. وتقوم هذه الأدوات بتسجيل كل كلمة يقولها الطفل أو تقال له. وتم تحليل تلك التسجيلات باستخدام برمجيات خاصة تقوم بتصنيف الأصوات الملتقطة، وإحصاء عدد الكلمات التي وجهت للطفل من قبل أشخاص بالغين.
وأظهرت نتائج الدراسة أن كل ساعة يتم فيها التعرض لأجهزة التلفاز يقل عدد الكلمات التي يسمعها الطفل من أحد البالغين بمعدل 7 %، هذا بالإضافة إلى تقليل عدد الكلمات التي يحاول الطفل أن ينطقها أو الأصوات التي يصدرها.
ويذكر الباحثون بأن نتائج هذه الدراسة قد تفسر الترابط بين مشاهدة برامج التلفاز وتأخر تطور المهارات اللغوية لدى الأطفال. لكن يجب عدم إغفال الشركات التي تصدر أقراص DVD خاصة بحديثي الولادة، والتي تدعي بأن منتجاتها صممت خصيصا من أجل تشجيع لغة التواصل بين الوالدين وأطفالهم.
عن موقع: WebMD
علاء علي عبد