أمنيات تحت أنفاس الخيول
ألفُ وَيلٍ للشَجِيِّ من الخَلِيّْ
ذكرياتٌ، أمنياتٌ، والتَّرَدِّي فالمُضِيّْ
يا لَعُمري، ما أُضيعَ بلا بديلْ
ذَرُّ تِبنٍ تحتَ أنفِ الخيلِ بَعثرَهُ الصهيلْ!
باسطاتُ قطيفةِ الأوراقِ، زهرٌ، للفراشِ
فلو تجرأَ أن يمدَّ الطَّرْفَ ـ حتى الطَّرْفَ ـ ينتخبُ القتيلْ!
صائداتٌ للقلوبْ
أينَ يُفضيكَ الهروبْ
واللعابُ لها يَسيلْ
مُبهراتٌ بالرحيقِ ولا مَثيلْ
فاتناتٌ في ربيعِ الرقصِ
يَندرُ أن يَجودَ الدهرُ منها بِاثْنتينِ
ثمَّ إنكَ لستَ تقدرُ أن تُحيلَ الفكرَ عنها
لو بمقدارِ الفَتيلْ
وَيلَ مَنْ سَحَرَتْه: أنَّى يستطيعُ عن الأماني أن يَميلْ؟
***
اقتربتُ
في فُتونٍ رغمَ تحذيرٍ عنيفْ
قلتُ إني سوفَ أحظى بارتشافِ نفحتينِ من العبيرِ
قبلَ يجتاحُ الخريفْ
اقتربتُ
وامتثلتُ للنداءْ
فالتقتْ بالحاءِ باءْ
والمُقدّرُ أنْ: قتيلْ!
اقتربتُ
ما أُريعَ القلبُ إلا باللهيبِ يَشبُّ في صدري العليلْ
وانتهيتُ!
***
يا لَعُمري ما أُضيعَ بلا بديلْ
اسألوني من أكونُ ولنْ أجيبْ
لا هُويّةَ بعدما ضاعَ الحبيبْ
كلُّ أوراقي تَلقَّفَها اللهيبْ
واحترقتُ
***
أمنياتي
تلُّ نملٍ في انعزالٍ
ليسَ يدري
أنَّ في الأكوانِ شيئا ثَمَّ أضخمُ منه حجما!
ظلَّ يَبني في بُيوت باذخاتٍ
طولَ دهرٍ بافتتانٍ
كي يجيءَ الطفلُ يجري
دونَ إدراكٍ
ليسحقَ في انطلاقٍ
خلفَ ريشِ الطيرِ
يَحملُه النسيمُ العذبُ لَهْوًا
كلَّ بيتِ النملِ سحقا!
أمنياتي كالفتات!
***
كيفَ يا محبوبِ فضّلتَ ابتعادًا عن فؤادٍ
ظلَّ في أوتارِ قلبِكَ مُستفزًّا كلَّ نَغمٍ بابتكارٍ واشتياقْ؟
كيفَ يا محبوبِ فضّلتَ الفِرَاقْ؟
فَلْتُصدقْ ذا الفؤادَ إذا استغاثَكَ بالدماءِ
تَسيلُ من طَعْناتِ هجرِكَ
أنَّ شخصا لن يُريكَ من المباهِجِ مثلَ ما إني نَذَرْتْ
فلتُصدقْ ذا الفؤادَ
فقدْ أَحبَّكَ زاهدًا تلكَ الحياةَ وكلَّ ما فيها
ويَكفي لو إلى عَينِي نَظَرْتْ
كيفَ يا محبوبِ تَمضي
دونَ حتَّى قولِ شيءٍ
رغمَ أنّي طولَ أيامي انتظرتْ؟
فلتُصدّقْ ذا الفؤادَ إذا تَرنَّمَ بَعْدُ بِاسْمِكَ ثم ماتْ
فلتصدقْ: إنْ حياتي كالفُتاتْ
وارتحالي بالليالي المُوبقاتْ
والأماني تحتَ أنفاسِ الخيولْ!
محمد حمدي غانم، 1995