اَلصَّمْتُ كَالْجُنونِ فِي مَدَاهْ ..
وَ حَائِطُ الحُضورِ سَاكِنٌ خُطَاهْ،
لَيْسَ فِيهِ سُلَّم لِيَعْشِقَ السَّماءْ ..
وَ الرِّيحُ عَابِرٌ هَوَاهْ ،
وَ المساءُ غَارِقٌ في بَرْدِهِ..
حُلْمٌ لَهُ انْثَنَى الطَّرِيقْ..
فِي مَرْكَبِ الْقَراصِنَة..
وَ زُمْرَةُ السُّيوفُ عَاوَدَتْ مُروقَهَا ..
كَأَنَّهاَ انْسِيَابُ لَفْحَةٍ مِنَ الْجَحيم ..
لَمْ يَرْعَوِ هُناكَ في السَّغَبْ ..
وَ لا تَحَوَّلَ الرَّمادُ فِي اللَّهَبْ..
كَأَنَّها رُمْحٌ يَغُوصُ فِي حَشَاهْ..
وَ الْخَوْفُ كَانَ يَخْتَفِي فِي مِعْطَفِهْ ..
بَيْنَ الْخُيُوطِ .. فِي دَمِهْ ..
وَفِي ظِلالِهِ الصُّقوُرُ وَ السَّحَابْ..
وَ جَوْقَةٌ مِنَ الْكِلابْ..
أُنْشُودَةُ الْعَشِيقَةِ الْمُعَذَّبَة،
تَنُوءُ فِي الْجِبَالِ وَ السُّهولْ ،
وَ تَعْتَلِي مَتَاهَةَ الإِلَهِ " مَارْسْ "،
وَ فِي يَمِينِهَا قَوارِيرٌ ذَهَبْ،
لِتَرْتَوي فِي سَاعَةٍ مُغَبَّرَةْ ،
لِتَرْشِفَ الْعِشْقَ الْحَزِينْ..
عَلَى رَصِيفِ مَقْبَرَةْ،
فَيَغْضِبَ الإِلَهُ مِنْ عَشِيقِهَا،
وَ يَقْذِفَ الْجِمَارَ وَ الْحِمَمْ ..
اَلدُّمْيَةُ الَّتِي تَمَزَّقَتْ يَدَاهَا فِي الْغِنَاءْ ..
كَانَتْ هُنَاكَ فِي انْتِظَارِ حُبِّهَا،
فِي غَيْمَةٍ مِنَ الْهَباءْ،
تُرَاقِبُ الْمُسَافِرينْ،
وَعَيْنُهاَ عَلى الْمَسَارْ..
وَ الْجِدَارِ وَ الْمَدارْ..
وَتَرْسُم ُالْحِكايَةَ الْمُحَنَّطَة ..
فِي جَبْهَةِ اللَّيْلِ الطَّوِيلْ،
لَعَلَّهُ يَعُودُ بَعْدَ حِينْ ..
لَعَلَّهُ يَكونُ بَيْنَهُمْ كَأَيِّ عَائِدٍ ..
وَ عِنْدَمَا حَلَّ الْمَسَاءُ.
مُقْبِلاً مِنْ عَالَمِ الأَمْوَاتِ كَالشَّبَحْ ..
وَ لَمْ يَعُدْ عَلَى الرَّصِيفْ..
تَنَاثَرَ الْجَمِيعُ فِي يَوْمٍ رَتِيبْ..
وَ كَانَ حَارِسُ الْقِطَارِ..
يَحْتَسِي شَرَابَهُ الرَّخِيصَ،
وَيَرْقُبُ الْوُجودَ فِي صَمْتٍ رَهِيبْ.