آخر 10 مشاركات
دستور القبيلة (الكاتـب : - )           »          الشاعر كيان مستقل بذاته (الكاتـب : - )           »          تأمّل في مبنى مجزرة البلدية (الكاتـب : - )           »          ظننت نفسي عاقلا (الكاتـب : - )           »          صداقة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          علي أي جنب تنام نواياك ! (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          شعاع هارب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ***_ أطــالَ الحزن _*** (الكاتـب : - )           »          مَنْ قالَ لكِ ؟ مَنْ قالَ لكْ ؟؟ (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          أمومة مطحونة ! (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الإيمان > نبع الإيمان الوارف > القرآن الكريم والسنة النبوية, لا تكن إلا في الجنة،عن الساعة

الملاحظات

الإهداءات
مصطفى معروفي من النبع : الله يكرميك أخي وصديقي العزيز عوض بديوي ،وأنا ممتن لك بهذا الترحيب الجميل بي****لا هنت مولانا**** عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : رحبوا معي بشاعرنا و مبدعنا أ**** مصطفى معروفي بعد غياب طال؛ فحيهلا و غلا************ نورتم الأماكن عواطف عبداللطيف من صباح الجمعة : آل النبع الكرام جمعة مباركة وصباحكم إيمان ورحمة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 12-19-2013, 11:58 AM   رقم المشاركة : 1
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي عن النفس ( الآية 48 في القرءان الكريم )

يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا النساء (1)


هذه الآية هي أول آية في سورة النساء ، وسورة النساء هي السورة الرابعة في المصحف ، سورة الفاتحة ثم سورة البقرة ثم سورة آل عمران ثم هذه السورة وهي سورة النساء ، النصف الثاني من القرآن يبدأ من سورة مريم ، والسورة الرابعة من النصف الثاني من القرآن هي سورة الحج ، مريم ثم طه ثم الأنبياء ثم الحج ، وسورة الحج أول آية فيها { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ }الحج1 ، فكلتا الآيتين أمرتا بالتقوى ، وأمرتا من ؟ أمرتا الناس .
الآية التي في سورة النساء أمرت بالتقوى من حيث مبدأ الإنسان
{ الَّذِي خَلَقَكُم } هذا هو الابتداء ، سورة الحج أُمر فيها بالتقوى من حيث نهاية الإنسان {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } ، فدل هذا على أن العبد مأمور بتقوى الله عز وجل من حيث المبدأ إلى أن يتوفاه الله عز وجل ، لم ؟ لأن التقوى هي نجاته ، ولذا نادى الجميع { يَا أَيُّهَا النَّاسُ } من هم الناس ؟
نحن البشر ، لماذا سُمِّينا بالناس ؟ سُمِّينا بالناس لثلاثة معاني :

المعنى الأول : من النسيان ، ونحن ننسى ، وقد نسي أبونا آدم عليه السلام ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( نسي آدم فنسيت ذريته ) قال عز وجل {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً }طه115 ، والنسيان يجري للجميع ، وقد جرى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة كما في الصحيحين فقال ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني )

المعنى الثاني :
مأخوذ من الحركة ، ولذا أم زرع لما أثنت على أبي زرع من أنه كريم ، قالت ( أناس من حلي أذني ) يعني أعطاها من الحلي إلى درجة أن الحلي الذي يكون في أذنها يتحرك إذا مشت ) والحركة فينا ، ولذلك يقول شيخ الإسلام رحمه الله " إن الإنسان متحرك بطبعه ، لابد أن يتحرك إما إلى خير وإما إلى شر ، يتحرك إما بالقول وإما بالفعل ، ولذلك يقول صلى الله عليه وآله وسلم ( أصدق الأسماء حارث وهمَّام ) لماذا حارث وهمَّام هما أصدق الأسماء ؟
لأنه ما من أحد إلا ويهم ويحرث ، يعني يهتم بشيء ثم هذا الشيء يخرجه في واقعه ، ولذلك عبارة السلف ( النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ) ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله " إن النفس كالرحى الدائرة التي لا تقف "
ولذلك كان معنى الحركة في الناس مناسبا .

المعنى الثالث :
أنه مأخوذ من الأنس ، لأن بعضنا يأنس ببعض ، ونسأل الله عز وجل أن يبلغنا إلى الأنس الذي هو أعظم وأعظم وهو الأنس بذكر الله عز وجل وطاعته ، ابن آدم يأنس بأخيه أو بصاحبه ، وهناك من البشر ممن وفقه الله عز وجل يأنس بربه ، معه أحد من البشر أو لم يكن معه أحد ، يأنس بالله عز وجل وهذه أعلى المقامات .

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ } هذا نداء لجميع الناس { اتَّقُواْ رَبَّكُمُ }

ما هي التقوى ؟
التقوى هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيه .
وقال بعض العلماء – وهو داخل في هذا المعنى – هي ترك الذنوب ، كما قال الشاعر :


خلِّ الذنوب صغيرها


وكبيرها ذاك هو التــقوى



واعمل كماشٍ فوق


أرض الشوك يحذر ما يرى



لا تحقرن صغيرة


إن الجبال من الحصــى


وقال بعض العلماء :
"هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ، وتترك المعصية على نور من الله تخاف عقاب الله "
والتقوى لو نظرنا في كلام الله عز وجل لوجدنا أن لها آثارا ومنافع كثيرة طيبة ، أذكر لكم بعض الأشياء وإنها لكثيرة جدا ، حين نقلب المصحف من أجل أن ننظر إلى الآيات المتعلقة بالتقوى سنجد أن هناك ثمارا وفوائد كثيرة ، فمن فوائد التقوى مما ذُكر في كلام الله عز وجل أن الإنسان ينتفع بالقرآن ويهتدي به ، قال عز وجل { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }البقرة2

ومن فوائد التقوى :
العلم ، قال عز وجل { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ }البقرة282 ،
وقال تعالى {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }الأنفال29

ومن فوائد التقوى :
تيسير الأمور ، قال تعالى { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً }الطلاق4.

ومن فوائد التقوى :
مغفرة الذنوب ، قال تعالى { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً }الطلاق5.

ومن فوائد التقوى :
وجود المخرج من الهموم والمشاكل والمشاغل ، قال تعالى { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً }الطلاق2

ومن فوائد التقوى :
نزول البركات ، قال تعالى { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ }الأعراف96

ومن فوائد التقوى :
معية الله عز وجل التي يعين بها العبد وينصره ويؤيده { وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }البقرة194

ومن فوائد التقوى :
أنهم أهل الصدق ، قال تعالى {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }الزمر33

ومن فوائد التقوى :
العاقبة الطيبة ، قال تعالى { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }الأعراف128

ومن فوائد التقوى :
أنها سبب للفلاح ، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران130

وفوائد التقوى كثيرة ، لكن تحتاج إلى أن تقرأ بتأمل .

وهذه التقوى أمر الله عز وجل بها من كان قبلنا ، قال تعالى { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ }النساء131، وما من رسول كما في سورة الشعراء إلا ويقول لقومه { فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ }الشعراء108.

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ } يعني من ربَّاك ، من أعطاء ، من منحك ، هو الذي يستحق أن يُتقى ، ومن أحسن إليك فإنك تقابله بالإحسان ولا تقابله بالإساءة ، وقد أحسن الله عز وجل إلى الخلق ، ولا يمكن أن ينفك أحدٌ عن التقوى ، فكل إنسان تقي ، كيف ؟ من لم يتق الله عز وجل اتقى غيره ، ولذا كان لزاما على العبد أن يتقي الله عز وجل حتى يسلم من تقوى غيره ، لأن تقوى غيره لا خير فيها ولا بركة ، وإنما فيها الذل والهوان والخسران .
من هو هذا الرب ؟ { الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } ما هي ؟ آدم عليه السلام ، والخلق على أربعة أصناف :

أولا : من لم يُخلق لا من أم ولا من أب ، وهو آدم عليه السلام .
ثانيا : من خُلق من أب دون أم ، وهي حواء عليها السلام ، خلقت من آدم عليه السلام ، كما قال عليه الصلاة والسلام كما عن مسلم ( إن المرأة خُلقت من ضِلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه )
ثالثا : مَنْ خُلق مِن أم دون أب ، وهو عيسى عليه السلام .
رابعا : وهم بقية البشر خلقوا من أم وأب .

{ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ }
فكلنا مخلوقون من آدم عليه السلام ، هل هناك فضل لأحد على أحد من حيث النسب ؟ لا ، الآية تقول إن الكل يرجع إلى آدم عليه السلام ، إذاً كيف يفضل بعض الخلق على بعض ؟ بما ذُكر في أول الآية { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ} ولذلك لما ذكر عز وجل الشعوب والقبائل { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13 ، فكلما كان الإنسان تقيا كلما كان كريما عند الله عز وجل ، وإذا أكرمه الله عز وجل فإنه سبحانه وتعالى يذلل قلوب عباده لإكرامه

{ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا }
يعني خلق من تلك النفس زوجها وهي حواء ، فهي خُلقت من آدم عليه السلام ، وهي تُعد زوجة له ، وإذا كانت المرأة خلقت من الزوج فما هو واجب الزوج تجاه زوجته ؟
أن يُحسن إليها لأنها خلقت منه {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21 ، ففي هذا دعوة للأزواج أن يحسنوا إلى زوجاتهم ، لأنهن مخلوقات منهم من حيث الأصل ، ثم أيضا فيه دعوة للبشر أن يتآلفوا وأن يتحابوا فإنهم أخوة ، لم ؟ لأنهم خلقوا من نفس واحدة ، ولما كانوا من آدم وتألفوا منه عليهم أن يتألفوا جميعا وأن يتعاونوا على ما أُمروا به في أول الآية وهي تقوى الله عز وجل { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى }المائدة2

{ وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء }
يعني نشر وفرَّق في الأرض ، كما قال تعالى { وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ } ثم ماذا ؟ { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }المؤمنون79 ، {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ }الروم20 ، لكن المرد إلى الله عز وجل .

{ وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء }
نكَّر الرجال ليدلل على الظهور والبروز ، ولذلك وصف الرجال بأنهم كُثر { رِجَالاً كَثِيراً } ثم قال {وَنِسَاء} يعني نساء كثر .
ويمكن أن لم يأت بقوله ( ونساء كثيرا ) مع أنه حسب الإحصائيات يقولون إن عدد النساء في هذه السنوات أكثر من عدد الرجال بأربعة أضعاف .
فلم يقل ( نساء كثيرة ) إما لأن الكلمة الأولى تدل على الثانية .
أو أن ذِكر ( كثيرا ) فيما يتعلق بالرجال من باب أن يبين أن الرجال هم الذي يظهرون ويبرزون ويخرجون للناس ، بينما النساء عليهن أن يسكن في بيوتهن وأن يستترن ، ولذلك لم يذكر بأنهن نساء كثيرة
ثم قال عز وجل :
{ وَاتَّقُواْ اللّهَ }
كرر التقوى لأهميتها .


يتبع












التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

آخر تعديل شاكر السلمان يوم 12-19-2013 في 12:07 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 12-19-2013, 12:06 PM   رقم المشاركة : 2
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي تابع عن النفس ( الآية 48 في القرءان الكريم )

لو قال قائل : إن الله عز وجل قال في أول الآية { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ } وقال في آخرها { وَاتَّقُواْ اللّهَ} وفرق بين كلمة ( الرب ) وكلمة ( الله ) لأن كلمة الرب تدل على الترغيب ، يعني أنت يا أيها العبد الذي أكرمك الله عز وجل وأحسن إليك عليك أن تتقيه ، إن لم ينفع هذا فتذكر أنه هو الله وأنه شديد العقاب ، يعني من لم ينتفع بهذا الأمر بأن يكون راغبا في التقوى عليه أن يتقي الله عز وجل لأنه شديد العقاب .
{ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ }
يعني يسأل بعض الناس بعضا ، يقول " أسألك بالله أن تفعل كذا ، ومن سئل بالله فيُعطى ما لم يسأل حراما أو يسأل شيئا يضر بأخيه المسلم ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام كما في السنن ( من سألكم بالله فأعطوه )
{ وَالأَرْحَامَ }
يعني واتقوا الأرحام من أن تقطعوها – سبحان الله – نحن خُلقنا من نفس واحد فأمرنا أن نتآلف وأن نتعاضد ويحب بعضنا بعضا ، ثم ذكر الأرحام لأن الأرحام هم مخلوقون من آدم ففيه تأكيد على أن أحق من يُحب ويُكرم الأرحام .
من هم الأرحام ؟
قال بعض العلماء هم الأقرباء ، فكل قريب هو من الأرحام .
والصحيح : أن من اجتمعت معه بولادة ر حم فهو من أرحامك
مثال " خال أبيك " أنت أتيت من رحم أمك عن طريق أبيك ، وأبوك أتى من رحم جدتك ، جدتك اجتمعت مع أخيها الذي هو خال أبيك ، إذاً خال أبيك من الأرحام .
" ابن عمك " نفس القضية ، ولذلك المصاهرة لا تدخل ، صهرك الذي هو زوج ابنتك أو أبو زوجتك ليس بذي رحم ، بعض الناس يقول هذا نسيبي وبعضهم يقول هذا رحيمي ، هذا خطأ من حيث الشرع ، لأن النسيب والرحيم من اجتمعت معه في ولادة رحم ، ولذلك بعض الناس يقول – ولعل هذا من باب الاحترام والتقدير – لكن ليفهم أن هذا اللفظ خطأ في الشرع ، فلو طُبِّق على قاعدة الشرع - فهذا خطأ – بعض الناس يقول لوالد الزوجة خالي ، وبعضهم يقول عمي ، هذا ليس بصحيح ، عمك هو أخو أبيك ، خالك هو أخو أمك .
{ وَالأَرْحَامَ }
يعني واتقوا الأرحام أن تقطعوها ، ولذلك جاءت الأحاديث في عِظم الأرحام وأنه يوجب أن توصل ’ قال عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري ( ليس الواصل بالمكافئ ) بعض الناس يقول لم يصلني كيف أصله ؟ هذا خطأ ، قال صلى الله عليه وآله وسلم ( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من يصل رحمه إذا قُطعت )
وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم لما سأله ذلك الرجل ( قال إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، فقال عليه الصلاة والسلام ( إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المَلّ ) يعني الرماد الحار ( ولا يزال لك عليهم من الله ظهير ما دمت على ذلك )
وهنا مسألة مهمة ، وهي :

ما ضابط صلة الأرحام ؟
صلة الأرحام متعددة الأنواع ، إما أن تكون بالزيارة وإما أن تكون بالمال ، وإما أن تكون بالاتصال ، فكلٌ على حسبه ، وكلما كان قريبا منك من حيث الرحم كلما كانت صلته أقوى ، فصلة الأخ ليست كصلة ابن العم مثلا ، وتختلف باختلاف الأشخاص ، بعض الناس لو لم تزره في السنة إلا مرة واحدة لما عتب عليك شريطة أن تعطيه مالا ، بعض الناس عنده الصلة بالمال من أعظم ما يكون ، ولذلك لو أن الإنسان لم يزر أرحامه إلا بعد شهر أو شهرين أو ثلاثة أو أربعة ، هل وقع في الحرام أم لا ؟ هل يعتبر أنه قاطع أم لا ؟
ولاسيما أن الناس انشغلوا في هذا الزمن ، بخلاف العصور السابقة ، ترى قريبك ورحيمك في اليوم أكثر من مرة ، لأن البنيان قريب والكل مجتمع ، وحتى القلوب كانت مجتمعة ، بينما في هذا العصر تباعدت المساكن وأحيانا تكون المساكن قريبة ولكن القلوب بعيدة .

فما ضابط الصلة ؟
ضابط الصلة يرجع إلى العرف ، فكل ما تعارف الناس عليه أنه صلة من حيث المدة فهو صلة ، بعض الناس من الأقرباء لو زرته في ثلاثة أشهر مرة واحدة أعدها صلة ، وبعضهم لا يعدها صلة ، إذاً ننظر إلى عرف الناس ، فما عده الناس صلة من حيث الزمن فهو صلة .
لو قال قائل : لو أن العرف اتفق على ألا يصل بعضنا بعضا ً ؟
هنا نقول العرف يُطرح ، لم ؟ لأن الشرع أمر بذلك ، لكن الضابط والمدة والمقدار لم يحددها الشرع فترجع إلى العرف .

ثم قال عز وجل :
{ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }
يعني شاهدا ومراقبا لكم ، وفي هذا أمر بالإحسان في طاعة الله ، كما جاء في صحيح مسلم ( أن تعبد الله كأنك تراه )
أُمر بالتقوى في أول الآيات ، لكن ليتذكر أن الله عز وجل رقيب عليه إذا خالف هذه التقوى ، مراتب الدين ثلاث " الإسلام والإيمان والإحسان " أعظمها الإحسان ، والإحسان له درجة وهذه الدرجة لها مرتبتان ، الأولى ( أن تعبد الله كأنك تراه ) يعني حينما تصلي كأنك ترى الله عز وجل ، إن لم تستطع هذه الدرجة ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) يعني اعلم أنه يراك { إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }
يعني من أخل بتلك التقوى فالله رقيب وحسيب عليه ، ولذلك قال ( رقيب ) على وزن فعيل ، وهي من صيغ المبالغة ، لا يفوته شيء عز وجل { لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }سبأ3
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم الإيمان والإحسان في القول وفي العلم ، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.













التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
قديم 12-19-2013, 02:41 PM   رقم المشاركة : 3
عضو هيئة النبع
 
الصورة الرمزية الدكتور اسعد النجار





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :الدكتور اسعد النجار غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: عن النفس ( الآية 48 في القرءان الكريم )

جزاك الله خيرا اخي العزيز استاذ شاكر

وجعلها في ميزان حسناتك







  رد مع اقتباس
قديم 12-22-2013, 12:45 AM   رقم المشاركة : 4
أديب
 
الصورة الرمزية المأمون الهلالي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :المأمون الهلالي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: عن النفس ( الآية 48 في القرءان الكريم )

مِن القرآنِ شاكِرُ مُستفيدٌ
فوائدَ شافِياتٍ للصُّدُورِ
ويَنثُرُها علينا مِثلَ شَهْدٍ
لِيَجْزِ اللهُ شاكِرَ بالسُّرُورِ

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة













التوقيع



أنبعَ الوُدِّ لو أبَصَرْتَ حَقًّا
رأيتَ النبْعَ في الشريانِ يَجري
وأهلُ النبعِ كَوكَبةٌ كِرامٌ
حَدِيثُهُمُ إلى الأقمارِ يَسْرِي
عواطفُ إنْ تُباعِدْنا دِيارٌ
فإنَّ النبعَ في الأحداقِ ؛ فادْرِي

  رد مع اقتباس
قديم 12-24-2013, 03:54 PM   رقم المشاركة : 5
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: عن النفس ( الآية 48 في القرءان الكريم )

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور اسعد النجار نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   جزاك الله خيرا اخي العزيز استاذ شاكر

وجعلها في ميزان حسناتك

دمت لأخيك وبارك الله فيك












التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
قديم 12-24-2013, 04:06 PM   رقم المشاركة : 6
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: عن النفس ( الآية 48 في القرءان الكريم )

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المأمون الهلالي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   مِن القرآنِ شاكِرُ مُستفيدٌ
فوائدَ شافِياتٍ للصُّدُورِ
ويَنثُرُها علينا مِثلَ شَهْدٍ
لِيَجْزِ اللهُ شاكِرَ بالسُّرُورِ
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بالقرءان نشفى ونحيا في سرورِ

ومني لك يالمأمون امتناني وتقديري












التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عن النفس ( الآية 41 في القرءان الكريم ) شاكر السلمان القرآن الكريم والسنة النبوية, لا تكن إلا في الجنة،عن الساعة 6 04-09-2019 08:50 AM
عن النفس ( الآية 46 في القرءان الكريم ) شاكر السلمان القرآن الكريم والسنة النبوية, لا تكن إلا في الجنة،عن الساعة 2 12-10-2013 08:22 AM
عن النفس ( الآية 43 في القرءان الكريم ) شاكر السلمان القرآن الكريم والسنة النبوية, لا تكن إلا في الجنة،عن الساعة 2 12-06-2013 09:00 PM
عن النفس ( الآية 42 في القرءان الكريم ) شاكر السلمان القرآن الكريم والسنة النبوية, لا تكن إلا في الجنة،عن الساعة 2 12-05-2013 10:48 AM
عن النفس ( الآية الـ 40 في القرءان الكريم ) شاكر السلمان القرآن الكريم والسنة النبوية, لا تكن إلا في الجنة،عن الساعة 2 12-03-2013 12:24 PM


الساعة الآن 10:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::