اليوم زغردت ليبيا ، زغردت بأعلى صوتها ، اخترقت قهقهات أبنائها حدود المجهول ،و بلغت زغاريدهم قمم جبال الصمت .
أرى بعين قلبي الساعةَ عمر المختار في قبره وحيداً ، يبتسم حتى يبدو ناجذاه ، تعرف روحه السكينة لشعوره هذا الحين أن ما جاهد لأجله قد تحقق فعلاً لا قولاً .
ليبيا .. أيتها الكبيرة
طالما كان صنمك كل ما نعرف عنك ، لأنه حجز أي شيء أن يأتي من قبلك إلاه ، أما اليوم فقد عدت كشاعر مهاجر من دنيا الحرمان يخطو طريق الليل بقدمين قرمزيتين .
عدت تقولين للدنيا كلها : أنا برقة .. أنا التاريخ .. أنا عاصفة الرمل الأغبر عدت للعالم حق العود ... أنا ليبيا .
الشموخ عينه أنتِ ، مجاهدوك الذين حملوا راياتهم و بنادقهم راكبين خيولهم قبل عشرات السنين عادوا إلى الدنيا ، عادت أرواحهم تحوم فوق طرابلس و بنغازي فراشاتٍ بريئة تحررت بعد أسر طويل في قماقم ظل الطاغية .
ليبيا .. تكللي بغار العروبة ، و ارفعي عقيرتك بزأرة أسد الصحراء الذي خرج من مغارته اليوم يسترد الحياة ، فاتحاً ذراعيه للشمس يستمد من نور صفائها الإشراق ، يعلن للعالم كله أن ليبيا برزت من مخدع النوم لتخوض معركتها الكبرى ، معركة خلق و تجديد الإنسان ، و صنع الحياة .
التوقيع
الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ