إن جلسة التلاميذ داخل فصولهم وسيلة تعليمية، وينبغي ألا يغيب ذلك عن أذهاننا، وإلا فلن نقدرها حق قدرها ولن نستثمرها الاستثمار التربوي الذي يدفع، بل سنهملها مما سيكون له آثار سيئة على العمل التعليمي.
ولقد نشأنا على أن يجلس التلاميذ في صفوف طولية تبدأ من مسافة من السبورة، وتمتد حتى نهاية الفصل، بينها مساحات تسمح بالمرور الميسور للمدرس والخروج والدخول السريعين للتلاميذ من السبورة وإليها.
وهذه الهيئة من شأنها أن تجعل التلاميذ جميعا مستشعرين المسئولية؛ فإن المدرس قد يصل إلى أحدهم بسهولة ومن دون وقت مفقود في القيام والإفساح للآخرين.
لكن الآراء اختلفت منذ سنوات فبدأت الهيئة تختلف.
كيف؟
صارت المقاعد تتقابل ولا تتوالى، وصار التلاميذ ينقسمون مجموعات، وصارت المنافذ للمدرس والتلاميذ غير ميسورة. ويقال عن ذلك أنه أجدى، وأن التعليم بذلك يكون تعليما تفاعليا.
وهذا غير صحيح.
لماذا؟
لأن لهذه الهيئة سلبيات كثيرة، منها:
1- إحداث انقسام في نفسية التلاميذ عندما يجدون أنهم مجموعات داخل الفصل الذي هو أصغر مجموعة تعليمية، ولا ينبغي تفتيتها إلى وحدات تعليمية أصغر.
2- عدم تيسر الوصول إلى بعض التلاميذ؛ مما يعطيهم إحساسا آمنا بعدم المسئولية.
3- استغراق وقت غير قليل في أشياء غير تعليمية كالخروج والدخول.
وأشياء أخرى لا تخفى على من له إلمام بالعملية التعليمية، وهذا يحتم عودة الهيئة الطبيعية لجلوس التلاميذ حتى ننهض ونقلل من فواقد العملية التعليمية، فهلا ...!