أحيانا يشعر الكاتب سواء كان شاعرا أو كاتب قصة قصيرة أو مقال أو خاطرة بأن ما يكتبه لا يلقى الاستقبال الذي كان يتوقعه لنصه أو لنصوصه من طرف القراء ،و قد يتساءل عما أدى بالقارئ إلى عدم الاهتمام والاكتراث بما يكتبه و قد لا يتساءل وعيا منه بالحالة التي عليها القراءة في بلده أو في الوطن العربي عموما أو لا يتساءل إهمالا لذلك ليس إلا.
لكن موقف الكاتب إزاء ما يستشعره من إهمال من طرف القارئ له قد يتخذ صورتين اثنتين و قد يتخذ صورة ثالثة هي التذبذب بين الصورة الأولى و الثانية ،و الصورتان هما:
1- التوقف عن الكتابة نهائيا استسلاما لليأس و شعورا منه بعدم الجدوى من المضي فيها ، و قد فضل التوقف دون أن يبقى كاتبا راضخا للواقع الرديء و ممالئا لرموز استتبابه و تكريسه،و هم أولئك المستفيدون من استمراره.
2-الاستمرار في الكتابة مع واقع القراءة الذي لا يشجع على المضي فيها،لإيمانه و إدراكه بأن الكتابة إنما هي مسؤولية معنوية منوطة به إزاء الأمة و إزاء المجتمع الذي يعيش بين ظهرانيه ،فهو يكتب و ما زال يشير بأصبع الاتهام إلى كل ما يسيئ إلى الإنسان بوصفه كائنا مركزيا له حقوق تنبيها للمعنيين بالأمر و درءا للمضرة و أداء للواجب الذي تفرضه عليه المسؤولية المعنوية إياها.
إن الكاتب الحقيقي حسب إدراكي المتواضع للكتابة و لوظيفتها هو ذلك الشخص الذي لا يعقد المصالحة مع واقع مزر يحبل بالشقاء و تتم فيه مصادرة الحرية حيث يتحول الإنسان فيه إلى مجرد رقم في معادلة السلطة التي تراه من مناظير مختلفة أبرزها المنظور الأمني و المنظور الاقتصادي ،بحيث يصير في نهاية التحليل مجرد ترس في آلة ضخمة تعمل على إبقاء دار لقمان على حالها.
و الواقع أن الكاتب الذي يرى إهمال القارئ لنصوصه لا ينتبه إلى أنه ربما هو المسؤول عن الوضع الذي آل إليه،فالقارئ الواعي يتجه دائما إلى الكتّاب الذين ما يفتأون يحترمون أنفسهم و يلتزمون بما تمليه عليهم ضمائرهم وحدها،وهو ينفر أشد ما يكون النفور من أولئك الذين باعوا أقلامهم و جعلوها أدوات مأجورة لجهة من الجهات ، و يستميتون في تزويق واقع بئيس ليقنعوا الناس بأنه واقع جميل و أن كل شيئ على ما يرام.
أيها الكاتب ،قبل أن تلقي باللوم على القارئ لأنه أهملك راجع نفسك أولا :
+هل كنت ملتزما بما يمليه عليك وعيك بالواقع؟
+هل كنت تمارس الكتابة في مجتمعك بوصفها تضامنا تاريخيا؟
+هل كنت منحازا إلى الإنسان في كتابتك تعبر عن واقعه و طموحاته أم كنت منحازا لمصلحتك الذاتية ؟
إن هذه المراجعة هي التي ستفتح عينيك جيدا لتعرف سر إهمال القارئ لك.
تحيتي و تقديري.
أهلا بك قامة أدبية في ضفاف النبع فقد نورته وزدته ألقا
القارئ يتفاعل مع النصوص التي تدغدغ قلبه وتصوغ همومه
بلغة بسيطة ويهمل الكاتب الذي الذي يتصنع الكتابة ويركب حصان الأناِ
مقالك يشخص الواقع ويضع يده على الجرح ويعطي العلاج اللازم
دمت قلما نزيها نقيا لا يعرف التملق ولا المجاملة
حييت أخي مصطفى ودمت لأخيك وللنبع
تحياتي ومودتي
أخي الطيب الودود و الشاعر القدير عبد الرسول معله:
أنا سعيد بمرورك و بما أوردته في ردك الكريم ،و بالنسبة للقارئ فهو متعدد ،و هذا التعدد لا يمكن إرضاؤه بحال من طرف الكاتب ،لذا على هذا الأخير أن يلتزم الموضوعية و أن يصدر في نصوصه عن قناعته حتى تأتي كتابته صورة عنه.
أخي الشاعر الجميل عبد الرسول:
دمت متألقا و للأدب محبا.
نعم على الكاتب ان يكتب بموضوعية وأن يكتب بتجرد لا أن يكتب ما يملى عليه
فللكلمة والحرف قيمة تبقى في الذاكرة مهما مر الزمن
تحياتي وتقديري
بين النجوم
أختي الأستاذة الفاضلة عواطف عبد اللطيف،
شكرا لك على الترحيب ألأخوي الكريم و أقول:
الكاتب حين ينحاز إلى الذاتية يكون قد اختار انتحاره الأدبي بالواضح و بجرأة.و للأسف فبعضهم يختار هذا الانتحار من أجل دراهم معدودة أو من أجل متاع زائل.
شكرا لك على المرور الجميل.
مرحبا بك أستاذي مصطفى معروفي
و بقلمك المنير بيننا
دعني أقتبس هذا المقطع :
و الواقع أن الكاتب الذي يرى إهمال القارئ لنصوصه لا ينتبه إلى أنه ربما هو المسؤول عن الوضع الذي آل إليه،فالقارئ الواعي يتجه دائما إلى الكتّاب الذين ما يفتأون يحترمون أنفسهم و يلتزمون بما تمليه عليهم ضمائرهم وحدها،وهو ينفر أشد ما يكون النفور من أولئك الذين باعوا أقلامهم و جعلوها أدوات مأجورة لجهة من الجهات ، و يستميتون في تزويق واقع بئيس ليقنعوا الناس بأنه واقع جميل و أن كل شيئ على ما يرام.
أيها الكاتب ،قبل أن تلقي باللوم على القارئ لأنه أهملك راجع نفسك أولا :
+هل كنت ملتزما بما يمليه عليك وعيك بالواقع؟
+هل كنت تمارس الكتابة في مجتمعك بوصفها تضامنا تاريخيا؟
+هل كنت منحازا إلى الإنسان في كتابتك تعبر عن واقعه و طموحاته أم كنت منحازا لمصلحتك الذاتية ؟
و يا كم للأسف تشهد الآن الساحات من أمثال هؤلاء
و لكنك لم تتطرق أستاذي مثلا عمن يجبرونك ان تقرأ له لأنهم يضعونه ضمن مناهج التدريس للطلبة في المدارس
هنا نوع من القارىء المضطر اضطرارا أن يقرأ لإمعات تزور التأريخ مثلا
و هنا المشاركة ستكون جماعية بتخريب عقول و اشتراك جماعي بالكذب على جيل عندما تفرض بعض الجهات تدريس التأريخ المشوه للطلبة
ما الحل هنا أستاذي ؟ هنا قارىء مجاني مجبر أن يقرأ لمن كتب الكذب إرضاء لأصحاب الشأن !! و ليس لإنصاف التأريخ
ما الحل عندما صرنا نجد أنصاف الكتاب يستلمون شؤون المؤسسات الثقافية في البلاد فيجيزون لفلان أن يكتب لأنه مع الركب و يمنعون فلان لأن قلمه صريح ؟!
سأعود بإذن الله بعد أن تسعفنا حماك الله برؤية تجدها ناجعة لتجنيب القراء القراءات القسرية المفروضة عليهم وهي عكس الحالة التي طرحتها حضرتك
نعم أنت تناولت الموضوع من زاوية لكني أتيتك بواقع حالنا اليوم حماك الله
لك تحياتي أستاذي المبدع مصطفى