ثنائيـة ( هلوسات على قارعة الليل) لينا الخليل & علي التميمي

.
.
.

منذُ عينيكِ وسبعينَ شوق
أسرجتُ لطرائقِ الليلِ فوانيسَ الدفء
ونثرتُ لخُطاكِ جمعاً مختلفا ألوانه من الورد
وأطلقتُ العنانَ لثورةِ الحبر
عمّدتُ اوراقَ إحساسي بمسكٍ أذفر
أعدتُ لنـا أرائكِ البوحِ
وجئتُ بي مُعطراً باللهفة
مؤزراً بإزارِ الشعر
موقِناً برهبةِ لُقياكِ
مُذعناً لهمسِ شفتيكِ
لِأراكِ
بزيّ كالملائكة
كطاووسٍ يسلبُ النظراتِ إعجاباً
تعبقينَ من أنفاسِ السفرجل
تتراقصين كبانٍ لم تمسسْهُ ريح
بملامح قطّرها الله تقطيرا
فاصبحتِ ياسمينةً
تعالي ...
لنُقيمَ لهذا الليلِ قدّاسه
وننفخُ فيه من روحينا
ونُلقي عليهِ من محبّتنا كي يرتدّ حيّا
تعالي ...
لنمرحَ سويّاً عندَ شاطئ الهوى
نبعثرنا كما الرمل ، نبنينا أحلاماً ورديّة
تعالي ...
نُغنّي تِباعاً ، نُنشدُ أغاني الزمنِ القديم
ونعودُ إليهِ بطرفِ أمنية
تحملنا لما وراء اليوم .
.
.
.
لينا الخليل
أيتها الياسمينة العبقة
أمتلئُ فرحاً عن آخرِ قلبي
بهذا الفضاءِ الذي يجمعنا
وهذه الفرصةُ في التحليقِ
طوبى لنـا يا سيدتي
أهلا بكِ

..

لو لم تكن أنت مع امتداد نظري
لكانت ألوان الحياة باهتة
لا شيء كان سيتلوّن
ولا أرض كانت لتزهر
كم تُشبه كلماتك الشمس
والحروف التي تكتبها
كأنها مُحاكة من خيوط الضوء
يُغريني الإنصات في حضرة عينيك
صامتُ حرفي كأول النهارات ..
النهارات التي تبدأ بزقزقة قلبك على نافذة شوقي القديمة ..

فتعال لنرتل معا أنشودة ليل ساهر على عتبات النور

علي التميمي صديق الحرف المبدع
مقدمة لا تبشّر إلا بالجمال والإبداع
شكرا لك يا أنيق التعبير والحرف

عودي بي ...
لدوحةِ الأحلام ، وصفاءِ المساءات
ارفعي وتيرة َلهفتي
وضّبيني كقصيدةٍ عموديةٍ ضاحكةٍ مُستبشرة
لندخلَ معاً بوابةَ الحكايات
أثثي لكِ داخلي مقراًَ ومقاماًً
اطعميني مما رزقكِ الحبّ
لأمنحكِ قلباً قديمٌ ايمانه
ثريٌّ بحبّه ، زاهدٌ بسواكِ
عودي بي ...
لدفءِ الشعورِ ، ونقاوةِ الدهور
نُرنّمُ الشعرَ ترنيمـا
ونجعلُ لنـا في الهوى تقويمـا
نبرحُ زماننـا ، لآخرٍ أوفر رأفة
نطأ ضفافاً مخضرّةَ العواطف
مأهولةً بكِ ، لا حزنَ فيها ولا تأثيما
نُرقّمُ القبلات ، على شساعةِ الليلِ
حتّى نرِث الفجرَ
عودي بي ...
لوعيدِ غرامنـا الرحيم
نُقصي كبائِرَ الفقد
نعطي لحلمنـا اعطاءَ العاشقين
نعتلي صهوةَ ليلٍ
يعودُ بنـا لأعشاشهِ الدافئة
نتّخذُ من الإلفةِ أقصاها
ومنَ المودّة ما تيسّر .

،،


ها أنا أُوثّق ُتأريخ غرامنا بالزهور
أتطفلُ على الفصول ِالتي ذبلت
وأرسمُ ملامح ابتسامتك على شهورها وأيامها وساعاتها
فليصمت الغراب عن نعوة قصتنا
ولتصدح بلقائنا طيور الغرام
ها هي ريشة حرفك ترسمنا من جديد
بألوان من ترابِ
بتقاسيم من عشب
بخطوط من الشمس
أترانا كيف لملمنا عتمة عمر مر
ومضينا معا بلهفة ليل إلى شُعاعٍ من نور .

مُعتّق الذي بيننا
يفضحنا لون الخمر في خوابي الحنين
يُشهّر بنا عِطر الشوق الذي يفوح من اخضرار حرفك
وتشي بنا نظراتنا العطِشة .

على كتفِ ليل مُتعب نلتقي
على هاوية تُرشدنا إلى عُمق وجع سحيق
هل نقع معا !!
أم نفرد جناحيّ حبنا القديم
ونزيل عن كاهل قلبينا مآثم الهجر
وظُلم الغياب .

،،

تعالي أحبّك
بعيداًُ عن تُرهاتِ مُدّعي الحب
نملأُ صحيفةَ العشقِ بحسناتِ المواعيدِ الدافئة
نزدادُ إيماناً بحكايتنـا
نُعيدُ لحبّنا القديمِ سطوته
تعالي أضمّكِ عنْ مناخِ زماننـا المُتقلّب
أشذّبُ عن قلبكِ ضجرَ المساءات
نهلوسُ بما تُمليه علينا قلوبنـا العطشى
نُهيمُ كثيرا
نتمحورُ حولَ وعدنا
ندعُ أعيننـا تُحدّقُ مليّاً على بعضها
فنرتسمُ فيها ، راقصين معانقينَ هائمين مُناجين ارواحنا
نتمايلُ يميناًُ ويساراً على همسٍ الشفاه
نغرسُ القُبلَ شتلات ورد
على قارعةِ الليل
فأنشدكِ شعراً وافرَ اللهفة
.
ألا يا لينُ قـد حـانَ اقتـرابـي
فصبّي خمرَ ثغركِ في خوابي
.
فتغربُ الشمسُ عندَ خدّيكِ
ويبدو الإحمرارُ خجلا
المجدُ للعاشقين

،،
.

دعني أتأملك
وأحفظُ خطوط وجه كنتُ قد نسيت انحناءاتها
دعني أُعيد ترتيب حواسي أمام نظراتك
وأضيعُ في برهة أمام مبسمك
..

من عنُق كبوتنا الطويلة يستفيق خافقي
ليحطمُ أوثان جهلنا بقلبينا
يركعُ أمام هيبة الحب
ويُكفِّر عن ذنبوبِ الهجر
بشفاه تقول الحب بلا كلل
بنظراتٍ تعتقُ من جحيم الشوق

..
الحياة شجرة
وقُربك عيد
فلتتزين الأغصان بعصافير الحب
ولتسرح النسمات بين وريقات أيامنا الخضراء.

حين ُتنادي على ورودي
ستستفيق الفراشات من غفوتها
وتسرح ما بيننا أطياف الحنين
سيلفظ الشتاء أنفاسه الأخيرة
وتخضّرُ من اللهفة السنابلُ في تشرين


،،
لينا الخليل
.

يا شجرةَ أيامي الشّرقية
التي تمنحني الدفءَ والإنس
تُظللني بالحبِّ والوفاءِ العريق
ما زلتُ رغمَ خطايا البُعد
أخشعُ لزيتونِ عينيكِ البُنّيتين
أُسخّرُ الشّعرَ آناءَ اللّيلِ
وأدلعُ لسانَ لهفتي
وأنشدُكِ كاملا :
.
حـلّ المـسـاءُ بحـبـّنـا يـا لـيـنـا
والشوقُ وسطَ قلوِبـنـا يكوينـا
أثثتُ من سمرِالحديثِ مشاعري
ومن التغزّلِ في الهـوى نرويـنـا
فأنا وأنتِ سنعتلي قـممَ الـهوى
والحُـزنُ مهـمـا زادَ لا يعـنـيـنـا
.
فكوني لي أمنيةً
كي يكون العمرُ وسيماً
اجعلي من حلمنـا فزّاعة
تطردُ غِربانَ قلقكِ وحزنك
لأعلّقكِ تميمةًُ على صدرِ المساءات
تقي قلبي المستوحشَ في الظُلَم
تُعيدُني إليكِ من منفاي السحيق
امنحيني قلبكِ
لأبللَهُ بعبراتِ الغُربة
أقصُّ عليهِ ما أوجعني بعده
كي أُطّلعَه على ما أُسقِطَ منّي من أوراقِ الشعرِ
أجعلهُ على درايةٍ ممنْ قطّعَ قلبي أرباً
ذلكَ الغيابُ الذي عنهُ تَسألين .

،،

كنتُ أملأ مسامعي بلحنٍ حزين
يليقُ بأنّاتِ قلبٍ أثقله الحنين
حينها أسلمت الروح للفراغ
واعتنيتُ بدفء ذاكرتي .
أخاف الخسارات المتتالية
أخاف عليّ من نسيانك .

ها أنا أحملُ أصداف شواطئنا العتيقة
لتُعيد إليّ الصدى
إلى همسنا الخجول أستمع
همسنا الذي كان قوت أقلامنا
وقوت أحلامنا ..

أبوحُ للزهر
عن حكاية الألوان
أُخبره بأن النحلة التي تذوّقت حلوه
ستعتاد العطش
فالحبّ الذي يبات خائفاً يموت ..
يموت يا حبيبي و يتوارى
خلف الشمس

جزوعٌُ أنا
لا طاقةَ لي على برازخِ فقدكِ
أتفقّدكِ ، فأوجسُ من قادمِ الأيامِ خيفة
تعالي نقترب
أدنى من حبلِ الشعر
تعالي
نُشيّد صرحَ حكايتنـا
نهوى عميقاً
نقودُ أسرابَ أشواقنا الحيرى
لمواردِ الحنين
أهمسُ لكِ '' حبيبتي "
أينَ كُنتِ
لقد تفشّى بيَ الشّوق
ووهنَ الشعرُ منّي
فضاعفي لي قُربكِ
ليسمنَ من احتياجي
لتطعنَ بنـا مواقيتِ الغرام
شرعنِي لي توافقَ الاحاسيس
باركي لي انجذابَ أرواحنا
ليكتملَ العمرَ بهاءً
لينمو حبّنا ، يزداد رُشداً ؛ جنونا
لنُعاصرنا حتى آخرِ الأجيالِ
ونكون للآتينَ حكاية

،،

أنتظرُ الصباح
لأن صوتك شمسه
فالنهار الذي لا يبدأ بك
سراب
والغروب دون همسنا
لوحة جميلة
يُخفيها الضباب..
..
لو ما التقينا
لكانت المواعيد عابرة
ولولا مواعيدنا
لكانت الساعات مُعطّلة
ولولا أحلامنا
لكانت الليالي سوداء
لا قمر يطلُّ
ولا نجمة ساهرة
فأينك تطلُ من طرقات العمر
لتعتذر للشرفات
للورود
للمقاهي
لتعتذر للحضور عن الغياب