أقف للضرورة أمام صناديق البريد
المعلقة في مدخل العمارة بلا ترقيم
مثل عصفور بدعوى حمايته
من جشع صيادي الفرص
بلا رفيقة حشر في قفص العمر
أتراجع قليلا
عكس الصناديق تتقدم ناحيتي
أجاهد تلمس محتوياتها خوفا على الوردة النائمة في جيبي
من مس عاطفي مزمن
أو إنذار بالعطش
أطلب المصعد
و لا يأتي بانتظام بين حصتي الدوام
غريب كيف تغادر الأفكار سلات طالبي المصعد
لتتمسك برأسي
و لا أمل في زحزحتها
النعال
المطارق
و قباقيب اليوم ناعمة جدا
غير التي ألزمت شجرة الدر مثواها الأخير
(الحمامات مأهولة بالحيل
المكائد
الأحاجي
و تعويذات الجلب سيارة بين الأروقة
فسقيات الماء
و المقاصف الحميمة )
من يشرب من
كأني أمشي في القهوة
و لا أشرب
كأن القهوة تعيش على قفانا
و لا تبالي بحركة العواطف بين الكراسي
و بمن شاخوا من رواد المقهى قبل الأوان
مثل المعاطف هل حقا نلبسها أم تلبسنا
كثيرة هي الأحلام التي جبلت
على غلق قوسيها في المهد
و الحركات فيما تنفع حيال نص
ضربه السكون
على كل حال لا بد لنا أن ننتهي من بعض
سيأتي المصعد أخيرا
صناديق البريد على حالها
تشكو عمى العناوين
سترقص الأكياس على مهلها من شدة الفراغ
أستعيد للضرورة وجها تركته مع المرآة صباحا
أدوره ضاحكا في وجه أمي
كيلا تنزعج من رمي نظري حيث علب الأدوية
أركله فور أداء الواجب إلى فوضى محاولاتي البائسة
في التخمين
الوجه يركلني بدوره خارج المنام
و ينشط فينا الليل ملكا و كتابة كل في مرماه
فرج عمر الأزرق
آخر تعديل فرج عمر الأزرق يوم 02-22-2023 في 08:35 PM.
لغة جميلة وانسيابها اللافت يعبر عن براعة كاتبها المتمرس
كما أن لموضوع الحياة الدينا بما فيها من مآس وانشغالات ولأواء أثر بالغ في قريحة الأديب.
سلمت حواسكم ودمتم بخير
على كل حال لا بد لنا أن ننتهي من بعض
سيأتي المصعد أخيرا
صناديق البريد على حالها
تشكو عمى العناوين
سترقص الأكياس على مهلها من شدة الفراغ
أستعيد للضرورة وجها تركته مع المرآة صباحا
أدوره ضاحكا في وجه أمي
كيلا تنزعج من رمي نظري حيث علب الأدوية
أركله فور أداء الواجب إلى فوضى محاولاتي البائسة
في التخمين
الوجه يركلني بدوره خارج المنام
و ينشط فينا الليل ملكا و كتابة كل في مرماه
مؤلمة بصورها ومعانيها العميقة
حماك الله
رمضان مبارك
تحياتي
(ملك وكتابة) وجهان لعملة واحدة..
والوجه الذي في المرآة.. هو ذاته الوجه الذي ابتسم للأم إشفاقا وبرا..
هو نفسه الوجه الذي ركل ورُكِل..
القهوة التي لا هوية لها، ولا لون لها.. هي كذلك لا مذاق لها..
فإدمان الأشياء يفقدنا لذة التذوق..
وصناديق البريد المكتظة بالرسائل فاقدة الجنسية، هي نفسها التي تتقدم نحو الفراغ..
كي تعلن هوية رسائلها التي لا أمل لها..
الشوارع،
الأسواق.. العمل
وسلم البيت..
كل منها له (ملك وكتابة).. والرتابة واحدة..
حين تولد القصيدة النعامة.. القصيدة المهجة.. تتجسد ملامح الوجدان.. رحمة
تغشى المعاني فتستكين طائعة لروح الشعر
النص العابر للأجناس.. عبّر عن ذاته بلغاته المتواترة، والمتناقضة.. بسلاسة تحسب له
...
الوارف فرج عمر الأزرق
كل التقدير
التوقيع
ضاقت السطور عني
و أنا..فقط هنا
نشيد جنازتي..يشجيني