حلمت يا بغداد
أنني أملك لي جنا ح
كتاباتي .. اتفهم ما كتاباتي
وكنت أنا أعطرها
بعطر ٍ من شذى ذاتي
وأزرع فيها من بوحي
زهورا ً بين أوقاتي
حباً ايتها القديسة
صراخك يتحول أغنية تتراقص عليها وريقات بغداد الذابلة.
ولكن لماذا الآن ؟
تشرين ُجاء
وأسدل ستائر النسيان
من بعد الغروب ْ
وتساقط ورق ُالشجرْ
وقد أرتدى ثوب الشحوب ْ
وسيأتي الشتاء ، ومن بعده الربيع وستخضر الروح قبل الشجر.. وتزدان القباب ويسمو القمر
وبريشة السلمان ستحلو الصور
وكيف سأشرح حين يقتلني الشوق
وهل يوجد ما أقسى من البعد ليبكينا
لمن اكتب ؟
للأمل او للوطن المذبوح
للمآذن، للكنائس، للبلابل
لكل من غنّى وناح
كل شيء كان بالقرب وراح
صار مرّاً كالجراح
صار ذاك الحب لعنة
مثل باقي اللعنات
ها هنا يخوي فؤادي
والصدى يعلو الرياح
ويموت الحبُّ عمداً
مثل باقي الذكريات
البعدُ جرح ٌعميق ٌ
والعمرُ يجري ويسرع ْ
أنا اراك َبحلم ٍ
من أجمل منك َ واروع ْ
اللحنُ في القلبِ يبكي
فليتك َ الان تسمعْ
ربما بالغيب نلقى
نبع شوقٍ فيه نرتع
نتبغدد
أو لنا عند الحمائم
أيك ناءٍ فيه مخدع
آه يا بغداد
يا حلمي العقيم
كنت ِ لي جنة ً في الماضي ، وأرضا ً للنعيم
هاهي الدنيا
رحيلٌ وغيابٌ وأفول
وخطانا تتعثر
وربيعُ العمرِ
ماعاد الينا
غير إنا
ابداً لا نتغيرْ
ثم ماذا؟
نتحدى
عمرنا
ذلك العمر الذي
مثل حلمٍ يتعثرْ
أو خريفٍ شائكٍ ينوي الفناء
أوغيومٍ تتقهقر
فيها حبّاتٌ تناغي
وموالٌ
ليلهُ يحدو الرثاء
أي حزن
يعتريني
حينما
يأتي المساء
وأرى
حزن َ الغروب ِ
وصدى صوتك
قربي يتساءل
إن سمعت ِ
فلماذا لا تجيبي ؟
نعم فلماذا لاتجيبي؟
ليس
في
الامال أي رجاء
لا تقل لا
إنما
قدر والان شاء
أي حزن يمتلكني
عندما يأتي الشتاء
يا لنا من تعساء !
يا لحظٍّ مذ تشظَّ الغيمُ في أجواءنا
لم يكن للحب صوتٌ أو نداء
مطر
يسقط
في اعماقنا
ومتى
كان ذاك الدمع ماء ؟
لم يكن الا رثاءً
أو تواشيح خطايا
أو تباشير مرايا
أو دروباً للفناء
أي حزن
حينما
ننظر في المرآة
نحن
ونجد
كم تغيرنا
وذبنا
وسنين العمر
تجري
مثلما
يجري النهرْ
هو حزنٌ قد رضعناه قديماً
وترعرع
كنت جذلى
بهواك
مثل طفل
يلهو في الدنيا
ويلعب ْ
كنتِ عصفوراً شدياً
كنت أنت
في حياتي
ذلك الضوء
الذي
في أحلى كوكب ْ
كنتِ سوسونه ندية
بين أحلام المرايا تتمغنج
مثلك مثل الصبايا
مثل غادة مثل زينب
أتذكر؟
نخلة َ الدارِ
بأيام ِطفولتنا
ندورُ حولها نلعب ْ
ونضحك ملء قلبينا
ولا نتعب ْ
وكبرنا
وتناسينا البراءة والطفولة
أتذكر
كيف تجلب لي
قراطيسا ً
من السكر
وساعات ونحن معا
ولا نضجر !
والتقينا ذات يومٍ في النبع
ورسمنا وقفةً للصدق ترنو بالوفاء
لحكيمٍ كان يشدو دائماً من أجلنا
وناديتِهِ حين ارتحل
وتسأل
القوافي عنكَ
وتشتكي
اين الاديب
الذي كان هنا ؟
أتراه شمسا ً
يودعها الاصيل ُ
أين
الحروف الخضر
شامخة ٌ
ما كان عبد الرسول
يوما ً
قليل ُ
وماكان الا شمعة تنير
كان نسيماً جميل
وذو عطرٍ فوّاحٍ وأصيل
نسمة
قد أتت لي ذات يوم
آه كم كانت رقيقة
كأنت سيدتي القديسة
هل تذكر انت
من كانت
ما أسمها
ما لون عينيها
من هي ؟
نعم هي سوسن سيف
هي عنوانٌ للحزن
لا أدري لِمَ
إخرجني
من حزني
من قلقي
إخرجني
من دوامة يأسي
أَيُّهَا الرِّيْحُ أَجَلْ لَكِنَّمَا= هِيَ حُبِّي وَتَعِلَّاتِي وَيَأْسِي
هِيَ في الغَيْبِ لِقَلْبي خُلِقَتْ= أَشرَقَتْ لي قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ شَمْسِي
وَعَلَى مَوْعِدِهَا أَطْبَقَتُ عَيْني= وَعَلى تَذْكَارِهَا وَسَّدْتُ رَأْسِي
وحدي
في البحر تائهة ٌ
لا أدري
أين سأرسي
وهاهي الأم أمامك
دامعة العينين تتلو
سورة الرحمن والكرسي
أمي احبك جدا ً
سأغفو
بحلمي
على صدرك ْ
وأبقى
اشم
من عطرك ْ
وهذا خطاب
من طفلك ْ
سنين العمر
عادت لي
سأمنحها
الى عمرك ْ
أحببتني
وجعلتني
أميرة ً
تغفو
على كتفك
كعصفورصغير
وأعيش
حلم المستحيل
صنعت لي
غلالة من الغيوم
من الحرير
وقلادة
من النجوم
وكان على ضفاف دنيانا جابر
كان يحملك في عينيه
ويغني قصائدك
قصائدي
ظلال ياسمين
باقات جوريٌ
وكل ما في العالم
من ورود
وترقص الحروفُ
والقوافي
وتزدهر ازهارُ
يرويها بالحب السعدي
يتعب ولايتعب ويكابر
لم يكن يعرف
ما احمل ُ
في قلبي اليه ِ
كان كل العمر
ما بين يديه ِ
كان حلمي
قدري الموعود
اتلوه عليه
هكذا السعديُّ يرحل
راجياً رحمة ربه
تاركاً بين يديك
أمنيةً
وأمانة
رحلت َ
من زوايا البيت
من الجدران
من الحلم
الذي
كانَ
رحلت
دون ان تودعنا
ودون ان تقبلنا
ودون
ان
تحضن اولادك
ولم
تنتظر أحفادك
وأعرف
انك لا تنسى
ولكن كيف تنساهم
وتنساني ؟
هكذا هي الدنيا تزول
وكل ما فيها يذوب
تعال
وارجع
كي نستريح
بنور هوانا
بوهج التلاقي
فمنذ صبانا
بدأنا معا ً
بذاك الهيام
بأرض العراق
يا حبيب الروح
ألا تندم
ألا تسال ؟
ألا
تحلم
الا تذكر حبيبة
قلبك قبلا ً
وزهرة عمرك
الماضي
الا تحزن
كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالي فَهَوَى=المَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي
فلماذا
لم نعد
نمخر
النهر بزورق ؟
بين أحلام المساء
وأكابر
أمنع نفسي
حين
تمضي للنحيب
يَتَمَنّى لي وَفَائي عَوْدَةً= وَالهَوَى المَجْرُوحُ يَاْبَى أَنْ نَعُودَا
لِيَ نَحْوَ اللَّهبِ الَّذاكي بِهِ=لَفْتَةُ العُودِ إِذا صَارَ وُقُوداً
هل نسينا
اننا كنا معا
مثل
طيرين
وحب عارم
وشمس لا تغيب
لَسْتُ أَنْسَى أَبَدا= سَاعَةً في العُمُرِ
تَحْتَ رِيْحٍ صَفَّقَتْ= لارْتِقَاصِ المَطَرِ
أنا أحببتك
قبل
أن
يتركني ضوءالقمرْ
ليتنا كنا رذاذاً =مثل حبات المطر
وامتزجنا في الربى=مثل أطياب الزهر
كنت يا حلم حياتي
تحتل
كل ما املك
في عالمي
من ذكريات وصورْ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي= أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ
سوف أذهبْ
يا حبيبي
مثلما
تغربُ الشمس
بأحزان ِ المغيب
ودموع ُ الليل
في قلبي
تنادي
أين أنت
أبعيد ٌ ام قريب ِ
أينما كان المنادى هو يسمع
اصدحي أو اهمسي
لم أعد
أشتاق لعينيكَ
اللتين
سكنت قلبي سنينا
لم تعد تشتاق
الى صوتي
الذي تطلبه في كل حينا
كنتِ أنت يا رفيقه
تحتوي كل الخطوب
وتكوني في شراييني خطوطاً وسطورا
إن ما اكتبه ُ
ليس اليكْ
ذلك الحب الذي
قدستهُ
أبداً
ما كان عندك ْ
أو لديك ْ
كيف
اني قد
تصورت ُ
بأن جنتي
الخضراء
ما بين يديك ْ
هَذِهِ الدُّنْيَا قُلُوبٌ جَمَدَتْ= خَبَتِ الشُّعْلَةُ وَالجِمْرُتَوَارَى
وَإِذامَا قَبَسَ القَلْبُ غَدَا=مِنْ رَمَادٍ لاَ تَسَلْهُ كَيْفَ صَارَا
أتبكي السماء
حين يأتي المطرْ؟
وأية أحزان
بذاك الوترْ؟
فلحنه ُ
حين السقوط
يذيب
الشعورَ
وذاك الخدرْ
أَنْتِ رُوحٌ في سَمَائي=وَأنَا لَكِ أَعْلُو فَكَأَنّي مَحْضُ رُوحْ
يَا لَهَا مِنْ قِمَمٍ كُنَّا بِهَا= نَتَلاَقَى وَبِسِرَّيْنَا نَبُوحْ
نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا= وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً في السُفُوحْ
يا حبيبي
وقف الحلم
وذاب الشمع
في ليل ِ العشاءْ
وتوقف وترُ
اللحن ِ الجميل
واختفى
كل ما احببنا
في دنيا الغناءْ
رُبَّ لَحْنٍ رَقَصَ النَّجْمُ لَهُ= وَغَزَا السُّحْبَ وَبِالنَّجْمِ فَتَكْ
غَنِّهِ حَتَّى نَرَى سِتْرَ الدُّجَى= طَلَعَ الفَجْرُ عَلَيْهِ فَانْتَهَكْ
ايا ذاك
الربيع
الذي
بقى فينا
بستانين النخيل تعرفنا
واصوات المجاذيف
تناجينا
وانجم تتلألأ
بليل ٍ
خلى من الهموم
ما كان يكفينا
حيّيْتُ سفحكِ عن بُعد فحييني=يا دجلة الخير يا أم البساتين
حيّيْتُ سفحكِ ظمآناً ألوذُ به=لوْذَ الحمائم بين الماءِ والطينِ
يا دجلةَ الخير يا نبْعاً أفارقُهُ=على الكراهةِ بين الحين والحينِ
إنّي وردْتُ عيون الماءِ صافيةً=نبْعاً فنبْعاً، فما كانت لترويني
اكتب الي
فانني
اشتاق
للحرف الوليد
اكتب الي
ليجئنا
يوم كأيام
الهوى
ومجلس
الحب السعيدْ
أَنْتِ قَدْ صَيَّرْتِ أَمْرِي عَجَبَا= كَثُرَتْ حِوْليَ أَطْيَارُ الرُّبَى
فَإِذا قُلْتُ لِقَلْبي سَاعَةً= قُمْ نُغَرِّدْ لِسِوَى (سوسنْ) أَبَى
حَجَبَتْ تَأْبى لِعَيْني مَأْرَبَا= غَيْرُ عَيْنَيْكِ وَلاَمَطَّلَبَا
أَنْتِ مَنْ أَسْدَلَهَا لا تَدَّعي= أَنَّني أسْدَلْتُ هَذي الحُجُبَا
كم انتظرت
ووقفت
عند نافذتي
كنت اراك
قادما
بكبرياء
كالاميرْ
عام مضى
وأتى لنا
عام جديد
وأنت
مازلت بعيد
وبنهاية هذا العام وفي اللحظات الأولى من العام الجديد 2013 بتوقيت بغداد
أهديك لوحتك يا قديسة الحزن والألم( سوسن سيف) وأتمناه لك وللجميع عام خير وبركة وسعادة
ملحوظة: اللون الأزرق للمبدعة سوسن سيف